رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 6889 - 2021 / 5 / 5 - 18:51
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نحيا مرة واحدة فقط ، و نحاول أن نحصل على أكثر من ما يمكننا الحصول عليه من هذه الحياة التي كل لحظة فيها فريدة من نوعها و لا تتكرر ..
لذا لا عجب من أنه عندما تتعقد علينا الأمور ، تحرضنا غريزة البقاء على أن نناضل حتى آخر رمق لإرجاء المحتوم و الحصول على فرصة أخرى ، و ما ينشّط هذه الغريزة و يحركها هو الخوف ..! فعندما يهددنا خطر ما ، يشحذ الخوف أحاسيسنا و يساعدنا على حل مشكلات نعتقد انها مستحيلة الحل .
ألخوف كائن مرتبط بالعقل ، و تقبل مخاوفنا هو أفضل وسيلة للتغلب على الخوف ، ففي قبولها و االإعتراف بها تكمن الشجاعة التي تمنحنا احساس القدرة على تجاوز الوضع .
الخوف شيء ما كالألم ، ينبع من أعماقنا ، يتخذ أشكالا عدة ، يتغذى بالأوهام و بالأكاذيب و غياب الحقيقة ، يجعلنا عاجزين عن حل مشكلة و يدفعنا الى ارتكاب أخطاء لا تغتفر ، أخطاء تجعلنا نخسر الأشياء التي طالما نرغب فيها و نتمناها ..
الخوف طاقة كامنة و رد فعل يطغي على التفكير و الأفكار ، فيشل قدراتها على التفاؤل و الأمل ، و الشجاع الذكي هو الذي لا يدع قوة الخوف تتفوق على قوة الأمل لديه .. لكن الأمل سلاح ذو حدين ، حد يساعدك على الثبات و المقاومة و يعينك على الإحتفاظ بإيمانك بما تعتقد و ما تريد ، و حد يرهقك و يعذبك بالشك و من ثم التراجع الى براثن الخوف ، الخوف من أن يكون كل شيء مجرد وهم ..
الخوف جرء من كل قرار نتخذه ، خصوصا عندما يؤثر هذا القرار على من نحبه في الحياة و ما نؤمن به .
لا يمكن هزيمة الخوف ، سيبقى في مواجهتنا دائما ، لذا يجب تقبله بصفته جزءا لا يتجزأ من الحياة ، فقط هذه هي الطريقة الوحيدة للخلاص منه ، فغريزة البقاء تفرض علينا التعايش مع معضلات أي زمن نعيشه ، و أن نكون مستعدين دائما لمواجهة الأسوأ .
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟