رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 23:38
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
* كل مافي الحرب غال و ثمين .. الرصاصة ، البندقية ، الخندق و الملجأ ، النصر و الهزيمة ، الخبز و الدواء .. فقط الرخيص في الحرب هو حياة الأنسان ..! و كيف لا ترخص عندما تضيع منا في دروب الحرب و متاهاتها المظلمة انسانيتنا ..؟
* في الحرب ، إذا لم ينتابك الخوف و القلق على ماتعنيه الحياة ، فهذا يعني إنك فقدت انسانيتك .. فأقسى ما في الحرب إنك تتعود على يومياتها و صورها ، فتنساق معها كأسلوب حياة ، فيها كل شيء مباح و كل فعل مبرر ..
* في الحرب ، قد تمنحك محبة من ودعتهم القوة ، لكنها لن تحميك ، فالحرب تكشف عن الباطن البشع للبشر ، تضعنا أمام أسوأ الآحتمالاات و أقبح الفضائع ، قد نخسر أمامها كل ما لدينا أو كل مانكون ، في لحظة ..
* في ميادينها ، الحياة معلقة بشعرة ، لا يمكنك أبدا أن تعرف ما ينتظرك .. أنت فيها كأي قطعة سلاح ، مجرد أداة مرقمة ، لا شيء غير ذلك مهما حاولت ..
* الحرب مأساة ، لكن بالنسبة للكثير من الناس تحدث في نشرات الأخبار و في الصحف ، يعيشونها عن بعد ، عبرها قد يدركون ان هناك من يعانون من عواقبها الرهيبة ..
* هي غبار و رماد ، دخان و نار ، خراب و دمار .. نوافذ و أبواب محطمة ، أشلاء ممزقة و دماء ، صراخ و نحيب ، أنين و حشرجات .. فقر ، جوع و إنحطاط ، يأس و لا أمل بين الخرائب و الأطلال ..
هي تشرد و نزوح ، موت و ابادة ..
هي الدليل القاطع على عودة البشر الى اصولهم الهمجية و قدرتهم على ان يتحولوا وحوشا اكثر ِشراسة من الوحوش البرية .. فالحرب تفضح الوحش المختبيء تحت جلد البشري ، تحرره من قوالبه الهشة ..
* على كلا الجبهتين ، الغالب و المغلوب .. كل شيء يتغير ، ما من شي تعجز الحرب عن تغييره ، أنها تدمر كل شيء ، تنتصر على المنتصر و المندحر ، تغتال الجميع .. الكل يموت بشكل أو بآخر ، تقتل أول ماتقتل أرواحهم و تقلب عالمهم جحيما لا ترحم نيرانه لا الخاطيء و لا البريء ..
* في الحرب ، المرء بلا بندقية لا شيء ..
الكل يحاول استخدام السلاح ، أن يجيدوا اطلاق النار و يصيبوا الهدف ، حتى إذا سنحت لهم الفرصة ان يقتلوا بدم بارد و يمنحوا مسألة إزهاق روح انسان صفة الانتصار و البطولة ..
في الحرب ، قد يتحول من لم يحمل سلاحا في حياته إلى أمهر رام ، أسوأ قاتل ..
* أسوأ ما في الأمر أن تقتل إمريء و ترى فيه صورتك .. نفسك !
لكنك تستمر ، تقتل و تقتل بحثا عن مقتلك و راحتك الأبدية .. بحثا عن الخلاص، عن النسيان ..
دائما تملك يقين انك ستقتل كأي شخص آخر . و يستمر الأمر معك الى حّد الملل ، إلى أن تتهور في النهاية مستعجلا نهاية دورك الكئيب في قصة الحرب ، لتنتهي رقما في سجلات لا يرغب احد في قلب صفحاتها و البحث بين أرقامها و أبجدياتها .. سجلات سيتراكم عليها الغبار ، يعشش فيها العث و تهتريء صفحاتها ، تتفتت و إلى التراب تعود بلا شاخص و بلا عنوان ..
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟