أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزكار نوري شاويس - الآن على المسرح العراقي .. ثورة و حشيش















المزيد.....

الآن على المسرح العراقي .. ثورة و حشيش


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 01:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد استقالة و زارة السيد عادل عبد المهدي و بين ترشيح هذا و ذاك للمنصب ، ورفض و قبول ، و صمت و تأجيل ، و تبرير و تمرير ، و من ثم بعد تكرار للعبة الترشيح هذه ، انتهت المسرحية الساذجة بتكليف السيد محمد توفيق علاوي بتشكيل وزارة جيدة و الذي يبذل جهده حاليا لنيل ثقة البرلمان به و بأعضاء وزارته .
و في دوامة الحال العراقي المضطرب هذا ، يطرح أكثر من سؤال نفسه حول جدوى اللعبة السياسية الحالية ( المكشوفة و ليس الغامضة ) و عناصر تحريكها و أهدافها ، و السؤال الأهم هو كيف و بأي اسلوب سيتم فرض الوزارة الجديدة على الشارع العراقي الرافض أصلا لكل رموز و مؤسسات و رجالات النظام و طباع نهج الحكم الحالي في العراق ، و هل يجدي نفعا و ينال قبولا أن يمنح برلمان ( فاقد لثقة الشعب ) ثقته بالسيد علاوي و وزارته ، و هل يحترم الشارع العراقي هذه الثقة البرلمانية بالوزارة الجديدة و وعود رئيسها المكلف الذي و حسب تأكيدات العديد من المراقبين و الأوساط الشعبية و الأعلامية كان عضوا في الحكومات السابقة و من رجالات احزابها و ممن عليهم ملاحاظات حول تورطهم بقضايا فساد مالية .. المهم انه وفق تأريخه السياسي لا يمكن و صفه بالشخصية السياسية المستقلة التي جاءت من خارج حلقة الساسة المهيمنين على الحكم و المتهمين بالفساد و التبعية للأجنبي و خضوعهم لمشيئتهم و أوامرهم .
الواضح و المؤكد من الأمر حتى الأن ، ان ترشيح رئيس الوزراءالمكلف محمد توفيق علاوي جاء بعد اجتماع لأقطاب و قادة احزاب شيعية معروفة بولائها لإيران مع مسؤولين إيرانيين في مدينة (قم) الأيرانية ، و إن قبول ترشيحه و تكليفه رسميا لتشكيل الوزارة من قبل رئيس الجمهورية جاء سريعا بعد قصة الرفض و القبول للعديد من المرشحين قبله ، ليأتي الأمر كمسرحية مرتجلة ، ركيكة الحبكة يراد منها اقناع لشعب العراقي بجدية نوايا اتخاذ مسار و نهج جديد في الحكم يختلف عن سابقاته في كل شيء .. حكومة تتبنى كامل مطاليب الشباب العراقي المنتفض ، و إصلاح الحال العراقي بالكامل ( بين ليلة و ضحاها ..!!)
الصورة كما قلنا مكشوفة ، لا تخفي لا في ظاهرها و لا في باطنها الكثير من الأسرار ، خصوصا ما يتعلق بالأطراف التي تسند السيد علاوي ، و ان سيناريو تقديمه للشارع العراقي (كقائد منقذ) و كما يقول العديد من ابناء الثورة العراقية ضد الفساد ، ليس سوى جرعة ( حشيش ايراني ) لتخدير و تهدئة غضب الشارع العراقي و ذلك بعد ان لم تفلح التضحية بوزارة عادل عبد المهدي و لا الأندساس بين صفوف المتظاهرين و المعتصمين و لا القتل و التهديد و الصاق تهم العمالة بالثائرين في ذلك . و لربما كان هناك( ومن عدة أطراف ) من يعلق الأمال على الوزارة الجديدة و تصريحات رئيسها المكلف ، و لنفرض انه فعلا تنصل عن ماضي ارتباطة بالشلة المهيمنة على الحكم و انه جاد و مصر على ما قاله و قدمه من وعود و في نزعته الأصلاحية ، لكن من الصح و ضرورة القول و التنبيه من أن شبكة النفوذ الأيراني المحكم النسيج في باحتها العراقية ، لن تسمح ابدا لأي كان عبور ماتراه انتهاكا لمصالحها ونفوذها ، بل ان الموقف الأيراني بهذا الخصوص بات أكثر تشددا و يمضي نحو تشدد أكثر خصوصا بعد مصرع رجلها القوي ( قاسم سليماني ) و تصاعد الصراع الأمريكي الأيراني الى عنف مسلح ، و عليه فإن ايران لن تتقبل من دون رضاها و مباركتها بأي شكل من الأشكال دخول أي كان من خارج دائرة نفوذها في العراق الى مركز السلطة و القرار في البلد و المتمثل بالحكومة و رئاستها .. أو القبول حتى لو كان بالمتواضع من مطاليب ثورة الشباب العراقي الذين تراهم ايران و ازلامها القابعين في العراق عملاء ( للصهيونية والأستكبار العالمي ) و خونة مارقين تمردوا على نفوذها الروحي السياسي في العالم الأسلامي الشيعي ، و إن العقلية الأنتقامية لقادة نظام الحكم في ايران لا يمكنها أبدا أن تنسى هتافات الشارع العراقي الرافضة للتدخلات الإيرانية في الشأن العراقي و رموزهم و احراقهم لصورهم و القنصليات الأيرانية في أبرز و أهم المدن المقدسة لدى شيعة العالم قاطبة . و بإختصارو لتوضيح الصورة أكثر فالنظام الايراني لن تسمح بتراخي قبضة نفوذها في العراق الذي تراها خندقها الأمامي الذي يحسم صراعها مع العالم الديمقراطي بما فيها امريكا .
و بعد فوز المحافظين المتشددين في الأنتخابات الإيرانية العامة (22-شباط – 2020) - التي شابتها الكثيرمن التلاعب و التزوير و ضغوط السلطة و الحرس الثوري بحسب مراقبين محايدين و شهود عيان ايرانيين و فيديوهات مسربة تؤكد ذلك - فإنها ( أي ايران) ستأخذ وضعا أكثر تشددا بل وحتى الى ممارسة القمع الشديد ضد كل معارض لسياساتها داخل ايران و في عموم مناطق نفوذها تعزيزا و تقوية لهذا النفوذ .
خلاصة القول لا يتوقع من الحكومة العراقية الجديدة فيما اذا باشرت بمهامها أن تخالف و تنحرف عن اساسيات النهج الذي سارت عليه الحكومات السابقة إن لم تكن بتطرف أكثر ،وهذا يعني استمرار تحكم العقلية الشوفينية المذهبية بمنهاج الحكم في العراق و التي تسببت بإضطهادها للسنة في العراق بظهور داعش و غيرها من التنظيمات الارهابية ، كما و تسببت برؤيتها العنصرية الضيقة الأفق للمطاليب الكوردستانية القانونية و الدستورية المشروعة و ضغوطها الأقتصادية و المالية بحجب رواتب الموظفين و إستحقاقات المزارعين المالية في اقليم كوردستان العراق و غلق كافة ابواب التفاهم الايجابي و الجاد مع حكومة اقليم كوردستان العراق على المشكلات العالقة بين بغداد و اربيل ؛ كانت من محرضات شعب إقليم كوردستان العراق للأستفتاء على حق تقرير مصيره ردا على الغبن العنصري الظالم الواقع عليه و الذي انتهى بنسبة تصويت أكثر من 93% لصالح استقلال الأقليم .
و ختاما ، السؤال الذي هو محور محور كل التساؤلات العراقية في الوقت الراهن هو هل يبّر رئيس الوزراء المكلف بوعوده و يمضي بوزارته قدما نحو اصلاح الحال العراقي و تصحيح أخطاء من سبقوه ؟
أم أنّ ( و القول للشارع العراقي ) ترشيحه و اختياره ليس سوى جرعة حشيش إيراني ، فهل يفلح الحشيش هذا في تهدئة الغضب العراقي ؟!
ربما ، و لكن إلى حين ...



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ساعة أرق .. (3)
- ملاحظات على حواف زمن الثرثرة (2)
- في هذا العالم ..
- ملاحظات على حواف زمن الثرثرة (1)
- مختصرات .. شيء حول أنظمة الفساد
- رحيل ..
- غربان السلام
- أشباح في زمن عطب
- رأي ، مجرد رأي في (نحن )..
- الحقيقة
- عن الأستبداد مرة أخرى ..
- بين التجارة و السياسة ..!
- مواطنة (2)
- مواطنة ..(1)
- في هذا الزمن المعَوْلَمْ ..
- مرة أخرى ، ألكورد و المعضلة العراقية و سياسات التعريب
- مستقبل العالم ، رؤية كابوسية ..!
- توضيحاً للبعض منهم .. شيء عن الميكافيلية
- بين الصراحة و الوقاحة
- مختصرات


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزكار نوري شاويس - الآن على المسرح العراقي .. ثورة و حشيش