أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزكار نوري شاويس - فاجعة بيروت .. التحقيق الدولي بين القبول و الرفض (لا تصير حرامي ، لا تخاف من القاضي )















المزيد.....

فاجعة بيروت .. التحقيق الدولي بين القبول و الرفض (لا تصير حرامي ، لا تخاف من القاضي )


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 6643 - 2020 / 8 / 11 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واحدة من تداعيات الآنفجار المأساوي لمرفأ بيروت ، هي الجدل الحامي حول البت فيمن يجب ان يحقق في الكارثة ، اسبابها و نتائجها و الحقائق المرتبطة بها .. هل يجب ان يكون لبنانيا صرفا , ام دوليا من قبل اطراف عدة محايدة ، تمتلك الخبرة و مصداقية النتيجة والقرار..؟
المجتمع الدولي و انصار ثورة 17 تشرين الأول اللبنانية و غالبية القوى و الاحزاب السياسية مع اتجاه اجراء تحقيق دولي بغية الكشف عن الاسباب و المسببات و المتورطين فيها عمدا او اهمالا كل حسب درجة تورطه و مسؤوليته .. و مقابل هذا الاتجاه هناك من يرفضون التحقيق دوليا و يقود هذا الاتجاه حزب الله اللبناني و حلفائه من ضمن الطبقة السياسية اللبنانية و معهم رئيس الجمهورية ميشيل عون.
و حجة الرافضون هؤلاء هي ان التحقيق الدولي في الكارثة تعد انتهاكا للسيادة الوطنية اللبنانية .. !! وكأن التدخلات الايرانية السافرة ( عبر جسر حزب الله ) في كل كبيرة و صغيرة من الشأن اللبناني لا يعد انتهاكا للسيادة اللبنانية و انها نابعة من عمق و أصالة التراث الأجتماعي و الثقافي الوطني اللبناني ..!
و هكذا فالواضح من السجال اللبناني بخصوص الرفض و القبول ( لتحقيق دولي ) هو اتجاهين ، اتجاه يرى في مسألة القبول الوسيلة المضمونة لكشف الحقائق بعيدا هن الاهواء و تحالفات المصالح السياسية الخاضعة لضغوط و تأثيرات نفوذ اصحاب المصالح المحلية والأقليمية .. و اتجاه يرعبه انكشاف و انفضاح كامل عورة الفساد المتفشي في الكيان السياسي و الاداري في لبنان .
حبذا لوكانت مؤسسة الحكم في لبنان تحظى بما يكفي من ثقة الشعب بها كي تتمكن فعلا من انجاز تحقيق نزيه يرضي و يقنع بنتائجه الشارع اللبناني الساخط .. لكن الثقة هذه معدومة ليس على المستوى الشعبي اللبناني فقط بل و على المستوى الدولي ايضا . اذن كيف يمكن الثقة بنتائج تحقيق لجنة تحقيقية معينة من قبل حكومة فاقدة لثقة الجميع ؟

ما حدث كارثة لم تلم بلبنان فقط بل اصابت المنطقة برمتها و تأثيراتها ستظهر تباعا . و الكشف عن كل الغاز ماحدث امر ملح و يهم الجميع ، فكل الحقائق ذات الصلة بالفاجعة اللبنانية يجب ان تكشف و يعلن عنها داخل و خارج لبنان ..
اجل، فالمسألة اكبر من كونها لبنانية و من دون تحقيق دولي جدي فاعل ، قد تمتد بتداعياتها الى كافة الاتجاهات شرق اوسطيا و اقليميا و دوليا بسبب المناخ السياسي المضطرب في المنطقة اساسا و ماتمر بها من توترات و صراعات عرقية حساسة و نزعات فاشية و عنصرية و مذهبية مقيتة مشبعة بالتطرف و الارهاب ، تحركها احلام احياء امبراطوريات و خلافات بائدة في المنطقة.
من الحقائق التي يحاول حزب الله اللبناني و بلسان أمين عامها انكارها ، مسألة سيطرة حزبه و ميليشياه على مرفأ بيروت و بواباته ، و حكاية ( بوابة فاطمة ) في ميناء بيروت ، معروفة لدى القاصي و الداني و كيف انها كانت مخصصة بالكامل لحزب الله يدخلون و يخرجون منها كيفما و متى ما شاؤوا من دون حسيب و رقيب خلافا لكل الاعراف و البروتوكولات الجمركية و الأمنية المتبعة في كل موانيء العالم ، هذه البوابة كانت المدخل الى اهم المواقع حساسية في الميناء و منها مواقع العنابر و صومعة لبنان الوحيدة لخزن الغلال و بينها عنبر 12 الذي احتوى خزين نترات الآمونيوم المعروفة باستخداماتها كسماد زراعي و كمادة خطرة في صناعة المتفجرات باشكال و قدرات منوعة بالاضافة الى امكانية تصنيعه كوقود للصواريخ ..
الأتجاه السائد حتى الان في ما قيل و يقال حول مسببات الانفجار انه حدث عرضيا ( قضاء و قدرا ! ) بسبب حريق شب في احد العنابر و امتد الى العنبر 12 – مخرن نترات الامونيوم ..! و تسبب في الانفجار الكبير .. هنا لا اريد التطرق بالتفصيل الى ان المعروف عن استخدام بلورات نترات الامونيوم كمادة متفجرة تستوجب استخدام صاعق و مفجر لاحداث التفجير و هذا الاجراء هو المعمول به عادة في تفجيرالمقالع و فتح الطرق و غيرها من الامور . و لا بأس من القول ان الأنفجار نجم عن الحريق و حرارة لهيبه ، لكن كيف نشب هذا الحريق و ماهي اسباب اندلاعه و كيف و من اين امتد الى العنبر 12 ..؟
هل كان حريقا مفتعلا بفعل فاعل و بالحجم الذي لا يمكن السيطرة عليه في مرفأ دولي كبير كمرفأ بيروت الذي يعد واحدا من اهم عشرة مرافيء في حوض البحر الابيض المتوسط ، يفترض ان يتواجد فيه و ضمن ادارة مرافقه دائرة وفريق اطفاء بكامل تجهيزاته و على اهبة الاستعداد لمواجهة اي طاريءفي كل لحظة و و بحجم و امكانات يتناسبان مع سعة الميناء و مساحته ..!
حكاية الحريق هذه غامضة و مبهمة ، و مثل هذه الحرائق ( حرائق المخازن ) تثير دائما الشكوك و التساؤلات من قبيل ( ماذا يفعل سارق المخزن خصوصا اذا كان هو حامل مفاتيحها لإخفاء سرقته ؟ بالطبع يشعل فيها النيران .. هذه قاعدة معروفة لدى اغلب المحققين في قضايا حرائق المخازن . )
و ربطا بموضوع الحريق و الانفجار و كحقيقة ذات صلة بالموضوع اعلنت (الاستخبارات الروسية ) في تصريح رسمي يستند الى تأكيدات من خبراء في المواد المتفجرة و قدراتها التدميرية ، ان الكمية المتفجرة من مادة نترات الآمونيوم ليست ( 2.750) طن حسبما يذكر ، بل هي أقل من ذلك بكثير ، و تؤكد الوكالة و وفق تقدير خبراها ان الكمية المتفجرة لو كانت (2.750) طنا لكانت تدمر كامل مدينة بيروت و ضواحيها ، و اضافت الوكالة ان الكمية التي خزنت في البداية ( سنة 2013) كانت بالفعل (2.750) طنا ، لكن الظاهر ان كميات كبيرة من المخزون سرقت و حولت او بيعت لجهات اخرى و على الآغلب لاستخدامها كمتفجرات او وقود صواريخ قصيرة او متوسطة المدى .. و هنا ارى ضرورة في الاشارة الى ان مادة نترات الآمومنيوم كانت العنصر الاساسي في صناعة ما عرف بـ ( البراميل المتفجرة ) التي كان النظام السوري يسقطها من مروحيات الجيش السوري على الاهالي في البلدات و القرى الخارجة عن سيطرة النظام .
ان رفض اي طرف لاجراء تحقيق دولي بمشاركة عناصر لبنانية نظيفة في اسباب المأساة إن دل على شيء فهو يدل على خوف هذه الاطراف ان تكون واحدة من تداعيات هذا التحقيق انكشاف الكثير من الحقائق و الآدلة على تورطهم في الكثير الكثير من قضايا الفساد التي ادت الى ما آل اليه الحال اللبناني ، و يمكن القول و بإصرار ان الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت ليس الا واحدة من نتائج هذا الفساد السياسي و الاداري المزمن الذي ينخر بلا رحمة في كيان المجتمع اللبناني ..
نعم ، ان موقف الرافضون للتحقيق الدولي يأتي و بكل تأكيد من رعبهم من انفضاح ماتبقى مستورا من سيرتهم السياسية المخزية ، و رفضهم هذا يذكر المرء بالمثل الشعبي القائل :
( لاتصير حرامي ، لا تخاف من القاضي ) ..



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنفجار مرفأ بيروت .. تساؤلات حول الحقائق الغامضة
- الإنسان بين مفهومي الخير والشّر
- حرب كورونا .. النتيجة و أماني الأنسانية
- البشرية و حربها ضد كورونا
- زمن الكورونا و شيء عن الخوف
- الآن على المسرح العراقي .. ثورة و حشيش
- في ساعة أرق .. (3)
- ملاحظات على حواف زمن الثرثرة (2)
- في هذا العالم ..
- ملاحظات على حواف زمن الثرثرة (1)
- مختصرات .. شيء حول أنظمة الفساد
- رحيل ..
- غربان السلام
- أشباح في زمن عطب
- رأي ، مجرد رأي في (نحن )..
- الحقيقة
- عن الأستبداد مرة أخرى ..
- بين التجارة و السياسة ..!
- مواطنة (2)
- مواطنة ..(1)


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزكار نوري شاويس - فاجعة بيروت .. التحقيق الدولي بين القبول و الرفض (لا تصير حرامي ، لا تخاف من القاضي )