ماذا بعد اغتيال عراب البرنامج النووي الإيراني ..؟

رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)

الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 00:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

اليوم الجمعة (27تشرين الثاني 2920 ) في الساعة الثانية و النصف بعد الظهر اغتيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده
وحسب الرواية الأولية لعملية الآغتيال ، انفجرت أولاً سيارة من طراز نيسان في ساحة " الخليج الفارسي" في مدينة ابسرد بمنطقة دماوند قرب العاصمة طهران أثناء مرور مركبة العالم النووي فخري زاده ومن ثم قام عنصر اخر باطلاق النار على السيارة التي كان يستقلها والذي ادى ايضا الى اصابة احد حراسه بـ 4 رصاصات و من ثم وفاة محسن فخري زاده في احدى المستشفيات بعد نقله إلى الى هناك بطائرة مروحية ...مصادر اخرى قالت ان زادة نقل بسيارة و ان السيارة هذه ايضا تعرضت لكمين و اطلاق الرصاص
عليها ..!
فی الواقع هناك اختلاف في تفاصيل مصرع فخري زاده فرواية الخارجية الايرانية تختلف عن رواية الحرس الثوري و الروايتين تختلفان تختلفان عن ما تقوله الاستخبارات الايرانية و روايات مصادر مختلفة من الوسط الإعلامي الايراني ، فرواية وكالتي ( تسنيم) و (مهر ) الايرانيتين للأخبار تختلفان عن بعضهما كل الاختلاف ، و هذا يعني ان النظام برغم خسارته الكبيرة هذه وقع في حالة تخبط و احراج بسبب هذا الخرق الكبير و المهين لأجهزتها الامنية و الاستخبارية و بسبب استحالة تنفيذ جهات خارجية مثل هذه العمليات من دون وجود خروقات كبيرة و خطيرة في جهازي( الاطلاعات) الاستخبارات الايرانية و الحرس الثوري (الباسداران ) فهذين الجهازين أضافة لمهامهما الامنية و العسكرية منوط بهما حماية مؤسسات المشروع النووي الايراني و العاملين فيها مئة في المئة و عليه فإن احتمال تسريب معلومات ( بمعنى مصادر مساعدة وتقديم معلوما ت لمنفذي هذه العملية وسابقاتها من اغتيالات اخرى لعناصر عاملة في البرنامج منذ المباشرة به ) احتمال قوي ان لم نقل هو أمر مؤكد ..
و الان ، ماذا بعد اغتيال العالم محسن فخري زادة الذي لقب بأبو البرنامج النووي الايراني و كبير علمائها و كان يعد واحدا من أهم خمسة رجال في ايران ؟
فهذا الرجل و بسبب انسحابه سنة 2012 من البرنامج النووي الايراني بعد التلكؤ في تنفيذ طلبه لمضاعفة تخصيصات و ميزانية الصرف على البرنامج النووي مما ادى الى توقفه و الذي لم يستمر العمل فيه إلا بعد تنفيذ طلبات زاده و عودته للعمل .. الامر الذي يوضح اهمية هذا الرجل( الذي كان يوصف بالصندوق الاسود للبرنامج النووي الايراني و خزنة أسرارها ) كعالم و خبير في قيادة و تنفيذ خطط و مراحل هذا البرنامج باتجاه مايريده النظام الايراني ، لذا سيكون لغياب ( هذا العالم الذي كان يحظى بثقة كبار قادة النظام الايراني المطلقة ) تأثير كبير و مباشر على مسار البرنامج النووي و تباطوئه ، صحيح ان المشروع سيستمر بوجود علماء اخرين من العاملين تحت امرته لكن ليس بالتسارع الذي كان عليه و تحقيق الهدف في زمن قياسي يضع العالم المعارض للبرنامج امام الامر الواقع بدخول ايران النادي النووي كعضو مشاغب يهدد السلم و الاستقرار العالميين بامتلاكه السلاح النووي .. و هكذا فإن اغتيال فخري زادة سيضعف موقف ايران الحالي امام معارضي برنامجها النووى الامر الذي سيجعل من مسألة تجرع مرارة كأس العودة لمفاوضات جديدة و تقبل شروط معارضي برنامجها النووي إحتمالا واردا بقوة ..
و بالأضافة على التأثير الشديد لعملية الاغتيال هذه على مسار البرنامج النووي ، فإنه يحبط من ثقة النظام بأجهزته الأمنية و الأستخبارية و فاعلية أداء جهازي (الاطلاعات – الاستخبارات الايرانية ) و ( الباسداران – الحرس الثوري ) و اللذان يتوقع ان يشهدا خلال الفترة القادمة و بأوامر من القيادات العليا للنظام الايراني حملات تغير و تطهير و تنقلات واسعة في مواقع قياداتها و عناصرها .
و عليه وعلاوة على التأثير السلبي الشديد لهذه العملية على مسار البرنامج النووي الايراني فانه سيؤثر بحدة على موقف النظام الايراني من فاعلية و اداء جهازي الاطلاعات و الباسداران و اللذان سيشهدان حتما تغيرات واسعة في مواقع قادتها ..
27 تشرين الثاني 2020

#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات