أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مكارم المختار - أزمات القفز على واقع التركيبة الطبقية وتبعيات العولمة بين مطرقة التنمية وسندان التكافؤ















المزيد.....

أزمات القفز على واقع التركيبة الطبقية وتبعيات العولمة بين مطرقة التنمية وسندان التكافؤ


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الترابط بين البعد الاقتصادي والعولمة، عميق بما لا يغفل عنه أو لا يشار إليه، بل حتى مع الإبعاد السياسية والثقافية والاجتماعية للعولمة، وكلها تحديات، وتحديات لابد من مواجهتها، خاصة في البلدان العربية، حيث بعض الأنظمة العربية الرخوة، قد تصل إلى درجة الانهيار، في ضل تراجع دور سياسي أو استلاب الدور هذا لحساب مجال سياسي معولم، كذلك حتى الثقافة الوطنية والقومية والتقدمية، حينما تتراجع من جهة لحساب الثقافة الاستهلاكية، وثقافة التخلف من جهة أخرى، ويتجلى على الصعيد الاجتماعي انعكاسات المخاطر الاقتصادية، مخاطر قد تنجم عن تزايد أشكال التراكم الرواتي، والاتساع المتزايد للفجوة بين الأغلبية من الساحقة من جماهير الفقراء والقلة من الأغنياء الأثرياء، مع أضطراد في الفقر والتخلف والتهميش للأغلبية الساحقة " الفقراء " .

ويأتي المزيد من التبعية والتهميش، لدرجة الارتهان، والارتهان لشروط هيمنة متجددة، حين تتراكم عوامل الهبوط المؤدي إلى هذا الانتقال والتحول من حالة التبعية السياسة ـ الاقتصادية لكثير إن لم " معظم البلدان العربية "، حتى لتكون قاصرا في دورها على حماية مصالحها، والمصالح الرأسمالية " الخارجية والداخلية " المشتركة والمتشابكة، مع تراجع الدور الإنتاجي والخدماتي في مراحل ما وسابقة، والتي معها يتراجع الدور الوطني والاجتماعي، وتغطية بعض الاحتياجات الشعبية والجماهيرية، وحيث تترعرع المصالح الشخصية " البيروقراطية " والطفيلية، وتحت مسمى "الخصخصة" والانفتاح، وذلك كله ومنه كثير، ما يؤدي إلى تفكك الروابط الوطنية والقومية، ومن ثم يأتي بعوامل مساعدة، التفكك وشبه الانهيار المجتمعي " الداخلي "، والذي يؤشر منه ويؤتى عنه، التخلف بكل تفريعاته، وإنتاج مظاهر تفريعات طائفية ودينية وحتى عائلية، والتي تعمق الفجوة الاجتماعية وترافق أشكال التحرك والحراك الاجتماعي الشاذ وغير الطبيعي، وفي أطار الفساد العام والمستجدات عن كل وضع، وعن مستحدث من ما ينجم من ثروات طارئة .

تستفحل الأوضاع المتدهورة في بلدان العالم الثالث نتيجة أزمة التطور السياسي الاقتصادي والاجتماعي، مما يزيد من تبعيتها للعلاقات المشروطة للالتحاق بالرأسمالية الجديدة، فرأس المال المعولم، لابد لآستيراتيجية تنسجم مع نزوعه التوسع والامتداد الدائم، وإخضاع لمقتضيات ومشروع هيمنة، وحيث استهداف مقتضيين متكاملين في " تعميق العولمة الاقتصادية " وتدمير قدرة الدول والشعوب والقوميات على المقاومة السياسية "، بسيادة سوق عالمية، ومن ثم ليستمر صراع في ظروف دولية لا تتوازن القوى فيها وليس من دور يعد أو مكانة للتوازن هذا، وسيؤول الأمر إلى من سيملأ الفراغ الناجم عن انهيار التوازن الدولي، وسيكون لأقوى دولة هذه الهيمنة والقوة الوحيدة وحيث يستوجب، عليه، سيتمهد الطريق لمخططات توسعية، حيث الطريق مفتوح من فراغ سياسي واقتصادي وايدولوجي، والتوسعات صوب المزيد من السيطرة حيث الرأسمالية، حتى وان ضد قيم إنسانية وعدالة اجتماعية ومساواة، وفي ضوء هذا، ستصبح السياسة التجارية للدول المستقلة، ليس عملا من أعمال السيادة الوطنية أو القومية الخالصة، بل شانا دوليا معولما، حتى تبات حصص ونصيب البلاد النامية من التجارة العالمية ثابتا، وإنها من ثم لن تستفيد من تدفق الاستثمارات الأجنبية " المباشرة " لان ذهابها

 سيؤول إلى البلدان المتقدمة .

جراء ذلك وغيره، ستعاني البلدان النامية، من وضع غير متكافئ لها في الاقتصاد العالمي، تحت تأثير سرعة اندفاع العولمة والتحرر المتسارع لاقتصادات البلاد هذه، اندماجا بالاقتصاد العالمي، والتزاما بقواعد العولمة والليبرالية والتحرر الاقتصادي، بسبب ما وضع من عقبات في وجه التنمية، وإفقاد القدرة على حماية الصناعة الوطنية، وتعرض لمنافسة غير متكافئة مع الواردات الأجنبية، مع ارتفاع التكلفة المعرفية والتكنولوجية، واحتمال استيلاء عمالقة الشركات، متعددة الجنسيات، على المشروعات الوطنية والمجالات السياسية، وهذا ما يدفع إلى تقليص قدرة البلدان النامية

وعلى صياغة وتصميم سياستها التنموية والتجارية، بسبب انتقال صياغات وصناعات الكثير من القرارات إلى منظمة التجارة العالمية من المستوى الوطني .

على خضم ما تقدم وسلف، لابد من وعي بمحددات وامتلاك قيم ومفاهيم جوهرية، وان تكون هناك رؤية وحدوية تلغي المفروض من المجبرات التي لا تخلق قوة قادرة على مشروع نهوضي يخرج من مأزق وينطلق بما يقتضي، وبما يسعى لاستيعاب ثقافة التنوير والحداثة، وسمات أساسية تتضمن العقلانية العلمية وروح النقد الإبداعية واستكشافية، مع إدراك لموضوعية الوجود المادي، والوجود الاجتماعي، وما يعنيه من إدراك دور، وسعي للتحرك والانطلاق، وقدرة على الابتكار والتغيير في الحاضر والمستقبل، وفق أسس بأفاق ديمقراطية وعدالة اجتماعية وإطار مشروع كضرورة، ومجابهة التناقضات، وما لا يمكن تحقيقه أو لا يمكن والنقيض في الواقع القائم .

حضارية شاملة هي ما تضمن توليد علاقات تعاونية الطابع اجتماعية الصورة، وتؤكد على حق الأفراد والجماهير الشعبية، في حق ملكية الثروات والموارد عبر مؤسساتها الديمقراطية، التي ترى في الحوافز الفردية والدوافع الذاتية، شرطا للإبداع والبناء، وضمانة التطور المتجدد والاستمرار وديمومة التنمية، ولو إن ذلك قد يشكل تحديا حقيقيا في وجه مشروع وتجدد، ذاك حين تصاب ليس الجوانب السياسية الاجتماعية بالضرر، وإنما حين تمس الأسس الفكرية أو المفاهيم العامة أيضا، ويجب من ضرورات خلق عوامل التحدي الدائم لمواجهة كل أشكال الحياة وظروفها، كيلا يغاب عن مسرح الواقع، ولا تغيب قضايا التنمية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، أو يغيب المنهج العقلاني والنهج العلمي في فهم واستيعاب ومعالجة المشكلات وحلها، مع الحرص على حضور القيم الاجتماعية " الايجابية " وانتفاء اعتمادها في السلوك العام والخاص، مع وجوب التحصن من الانحرافات والمفاسد " الداخلية " منها، والخارجية كعدو ومواجهتها.

عليه، لابد من وضع وصياغة منظومة معرفية معاصرة، عبر رؤية وممارسة جديدتين، وللثقافة في هذا، ضرورة ملحة ووجوب، حيث الثقافة من الناحية الموضوعية من القدرة على وضع الأسس المعرفية لهذه المنظومة وآفاقها المستقبلية، وحيث إن تعدد الأنماط والتركيبة الاجتماعية ـ الطبقية، مشوهة باتسامها بتعدد الأنماط الاجتماعية القديمة والمستحدثة وتداخلها، مع اتسامها بالسيولة وعدم التبلور الطبقي بصورة محددة، البرجوازية " التبعية للعولمة والرأس مال المعولم، لتكون هذه " البرجوازية " من ألأدوات والآليات المهمة للعولمة في البلدان العربية . فالثقافة والمثقف العرب، جمعا وتنظيما، مسؤولية في صراع لتوليد معالم، في إطار وحدة جدلية بين القوى والفعاليات على مساحة وطن، دون القفز على واقع المجتمع وأزمات راهنة أو تتجلى .



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم تحت أحكام إستبدال معايير بعقوبات
- الجغرافية السياسية
- صوت ينساب و نفس ثائرة
- كلمات بلا حقوق
- حبر من طمى
- شواطئ
- هدوء الضجيج
- هايكو .... ق . ق . ج .
- أهازيج الدوي
- صدى الروح نزعات ملحوظة ....
- رمل يتسلق الماء
- التنمية و خصخصة الدخل
- قرينة .... ألأخ - ألاخت ... كلاهما مد للأخر
- رؤى أمل في ميؤوس ....
- احترت بين الحق والاستغلال... !؟
- لا فاد نضحي.... !
- يكتنف هدوءه الضجيج
- كثيرنا يخطأ .... للأسباب الصحيحة
- هايكو.... قصص ق . ج .
- على عهدة قلمي .... إخلاء المسؤولية


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مكارم المختار - أزمات القفز على واقع التركيبة الطبقية وتبعيات العولمة بين مطرقة التنمية وسندان التكافؤ