أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - رسائل - كل إنسان-














المزيد.....

رسائل - كل إنسان-


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6827 - 2021 / 2 / 28 - 14:33
المحور: الادب والفن
    


لا أحد يعرف على وجه الدقة من كتب مسرحية " كل إنسان" ، فكاتبها بقي مجهولا للجميع ، رغم أن المسرحية قيمة بأفكارها وطروحاتها وتوصل رسائلها للإنسان كل إنسان في كل زمان ومكان . صحيح أن محتواها " أخلاقي " ويشجع الإنسان على التقوى في عصر يميل للماديات والتكنولوجيا العالية وضعف المعتقد ، ولكنها تقدم الإنسان مجردا كما هو لحظة مواجهة الحقيقة المطلقة ، لحظة قبض روحه ومغادرة الحياة الدنيا تاركا خلفة كل اجتهاداته ورؤاه وفلسفته ليقابل المجهول وحيدا عاريا مجردا من كل شيء حتى اسمه .
قد يعتقد الإنسان أن رصيده في الحياة كبير بعد تأسيس الاسم والعائلة والثروة والأصدقاء والأولاد والأحفاد لكن في لحظة استدعائه للحضور إلى الملكوت الأعلى يدرك أن كل مكونه في رحلة الحياة لا يساوي شيئا ولا ينفعه في شيء ليقف عاريا أمام الاستحقاق الجديد وكأنه لم يفعل شيئا طوال حياته .
تصنف مسرحية " كل إنسان " على أنها إحدى المسرحيات الأخلاقية الجميلة والغنية رغم صغرها . وتقدم للبشرية دروسا أخلاقية يتلقاها القارئ وفق ما يؤمن به من معتقدات وايديولوجيا ووفق الخلفية الدينة والثقافية التي ينتمي إليها . تقدم المسرحية دروسا ورسائل عديدة للإنسان في كل زمان ومكان منها:

العبور
الحياة مؤقتة ، ويعلن افتتاح المسرحية أنها ستشرح لنا "كيف أننا مجرد عابرين " في حياتنا توثق المسرحية رحلة كل إنسان من الحياة الخاطئة إلى الموت المقدس الخالي من الخطيئة - وموضوعها الرئيسي هو كيف لا يمكننا أخذ الأشياء معنا إلى الآخرة . الحياة مؤقتة و تتغير دائمًا ، ونحن في حالة انتقال دائم ، نتحرك دائمًا نحو الموت . الجنة أو الجحيم هما الأبدية بعد الموت .

الخطيئة
الإنسان خطاء ويرتكب الخطايا السبع في حياته الدنيا ويكون أصدقاء يتخلون عن مرافقته في رحلته نحو الأبدية فيدرك أنهم لا ينفعون في شيء ولا يستحقون الجهد الذي بذله في استقطابهم كأصدقاء. من المؤكد أنه يمكن العثور على كل خطيئة في المسرحية ، لكن الخطيئة نفسها هي موضوع أوسع في المسرحية حيث تريد أن توصل رسالة مفادها : على كل إنسان أن يبرئ نفسه من الخطيئة ليذهب إلى الجنة.

الموت
يتم طرح فكرة أن المسرحية تدور حول الموت عندما يظهر ، في وقت مبكر من المسرحية ، الموت المتجسد بناءً على دعوة الله . يلعب الموت دورا في محاكمة الناس وهو البدء بعملية المحاكمة . وعلى الرغم من أن المسرحية لا تستكشف بشكل خاص استجابتنا العاطفية للموت ، فمن المهم أن نلاحظ أن رحلة " كل إنسان" إلى القبر مؤكدة - وأن المسرحية بأكملها هي درس لما يجب على الإنسان فعله قبل الموت.

الحج
الحج هو رحلة يتم إجراؤها إلى مكان مقدس أو ديني ، وقد لوحظ في كثير من الأحيان أن رحلة كل شخص من خلال المسرحية هي في حد ذاتها رحلة حج: رحلة دينية يتم القيام بها ، في نهاية المطاف ، إلى الجنة بعد خلو الإنسان من الخطيئة. وكثيرا ما قارن كتاب العصور الوسطى الحياة بالحج: رحلة انتقالية إلى هدف روحي نهائي أعلى وأسمى. يمكن أيضًا إجراء مقارنات مع أولئك الموجودين في الكنائس المقدسة ، الذين يجب أن يتعلموا ،مثل "كل إنسان" ، أن الحياة أفضل من دون ثروات و متعلقات، ويتركوا الأشياء المرتبطة بها من أجل التقدم في رحلة روحية نحو الأبدية .

البضاعة الدنيوية
يتعلم "كل إنسان" في النهاية أن البضاعة الدنيوية ما هي إلى متاع الغرور ,انها فانية لا قيمة لها وأن حب متاع الدنيا الفانية معاكس لمحبة الله وعبادته ،وتركز المسرحية أيضا على أن الشهادات والثقافة والصداقة والمال والزملاء ما هم إلا بضاعة زائلة مع الموت ، وأن على الإنسان " كل إنسان " طلب السلع الروحية والأشياء المرتبطة بالأبدية .

الحساب والحكم
يجب على "كل إنسان" مسح كتاب الحساب الخاص به قبل أن يتمكن من التقدم إلى الأبدية والالتحاق بالجنة ، وعلى الإنسان أن يمتلك سجلا نظيفا خاليا من الخطايا والموبقات وأن يستبدل الخطايا السبع المميتة بالفضائل السبع ، وأحد الأشياء التي تراها المسرحية هي كيف سيتم الحكم على البشر بعد وفاتهم. يغضب الله لأن البشر يعيشون حياة سخيفة على الأرض ، يركزون على الثراء والثروات من دون الالتفات إلى يوم الدينونة الأعظم التي سيأتي عاجلا - وعلى وجه الخصوص ، تقييد "كل إنسان" - قدرته على فهم حياته الخاصة - ثم يصبح تدريجياً أكثر فأكثر مستنيراً في حجّه إلى ملاذه السماوي والحياة الأبدية إذ أنه لا ينتبه إلا بعد فوات الأوان. الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .

الحياة الدنيوية مقابل الحياة الروحية
في بداية المسرحية ، يكون الله غاضبًا لأن البشر يهتمون بأنفسهم فقط و بالأمور الدنيوية وليس بحكمهم الروحي النهائي - وما إذا كانوا سيقيمون في الحياة الأبدية في الجنة أو الجحيم. الناس يعيشون في الحياة الدنيا بلا خوف و في رخاء دنيوي. وينسون الموت والحياة الأبدية . تستكشف المسرحية باستمرار الصراع بين الاهتمامات الدنيوية والثروات والملابس والعلاقات ، والحاجة إلى التركيز على الرفاهية الروحية والسماء والجحيم ودينونة الله.

وبغض النظر عن المعتقد الذي يمتلكه الإنسان في الشرق أو الغرب في الشمال أو الجنوب المسرحية الأخلاقية " كل إنسان " تستحق القراءة والتأمل.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا ابداعية
- لعنة الشهرة
- لعنة المعرفة
- لعنة الخلود
- التحديات الكبرى أمام السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن
- القواعد العسكرية خارج الحدود- النشأة والأهداف والنوايا
- فكرت فيك اليوم
- إلى يد...للشاعر فرناندو بيسوا
- إلى ستي خضرا ، شمال القدس...للشاعرة الأمريكية من أصل فلسطيني ...
- حنان
- أبي وشجرة التين ...للشاعرة الأمريكية من أصل فلسطيني نعومي شه ...
- نشوة ...الشاعر بول إيلوار
- الحبيبة ...بول ايلوار
- تركيا الحائرة بين واشنطن وموسكو
- عينان خصبتان للشاعر بول إيلوار
- الولايات المتحدة والأكراد تاريخ من الخداع
- الأطماع التركية في سورية (الخفية والمعلنة)
- الموانئ في سياسة موسكو الخارجية
- أزمة الشباب التركي في ظل حكم الرئيس أرودغان
- الشرق الأوسط في المفكرة الصينية


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - رسائل - كل إنسان-