أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - أزمة الشباب التركي في ظل حكم الرئيس أرودغان















المزيد.....

أزمة الشباب التركي في ظل حكم الرئيس أرودغان


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6797 - 2021 / 1 / 24 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قريبا سيكون الملايين من الشباب الأتراك في سن يخولهم ممارسة الحق في الاقتراع في الانتخابات العامة التركية ، ويريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كسب هذه الشريعة من المجتمع ، لكن نسبة كبيرة منهم تشعر بالاستياء من ممارسات السلطات التركية وتتملكها رغبة عارمة بالتمرد ويعلون عن رفضهم للرئيس سرا وعلانية .

تتحدث حاليا النخبة الحاكمة في تركيا عن "جيل آخر موديل" في تركيا كمادة مثيرة . يشير مصطلح " جيل آخر موديل" إلى الشباب الذي ولد في مطلع الألفية وهو الجيل الذي لا يعرف في تركيا إلا حزب العدالة والتنمية المحافظ و تركيا التي يحكمها الرئيس رجب طيب أردوغان في الوقت الذي نرى فيه هذا الجيل الذي ينتمي للمواطنين الرقميين الجدد الذين يميلون إلى قضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد انتبه الطلاب من "جيل آخر موديل" إلى قرار الحكومة التركية الغامض والذي يقضي بتأخير موعد اختبار طلابي لمدة شهر وهو اختبار مصيري لغالبية طلاب الألفية ، وأثار القرار غضبهم لأنهم اشتبهوا فيه محاولة من الحكومة لصالح صناعة السياحة المتعثرة في تركيا من عام 2011 نتيجة تدخل تركيا في الحرب على سورية ثم تأزمت السياحة بشكل خطير بعد أزمة كورونا . اكتشف الطلاب بأن الحكومة التركية تريد انهاء الدراسة قبل الموعد المخطط له بحجة العدوى التهديد المستمر بانتشار العدوى في عموم البلاد في حين تنفي الحكومة التركية هذه الاتهامات التي يكثر تواجدها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تلهب التحريض ضد الحكومة التركية .
يعتقد الشباب التركي بأنه لأمر مروع بالنسبة لهم أن تعطي الحكومة التركية الأولوية للاقتصاد والسياحة على حساب الصحة العامة للشباب وشعر معظم الشباب التركي بالضغط النفسي والعصبي نتيجة تأجيل الامتحان عن موعده المقرر. ويعبر الشباب في أكثر من مكان على مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم ثقته بالقيادة التركية والجيل في حالة ضياع ولا يعرف بمن يثق ولقد حقق منشور على الوسائل التواصل الاجتماعي يقول فيه كاتبه " هذه تركيا ، وأي شيء يمكن أن يحدث فيها." أعلى نسبة تفاعل ومشاركة بين "جيل آخر موديل". كما واجه الرئيس أردوغان الرفض من بعض الناخبين عندما التقى بهم مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد عبر الشباب التركي عن عدم موافقته على سياسات الرئيس التركي المحلية والاقليمية والدولية عندما توجه ألقى كلمة عبر اليوتيوب في برنامج " لقاء مع الأطفال" حيث لم تلق كلماته اللطيفة التي استخدمها أي آذان صاغية بل انقلب الأمر عكس المخطط له ، إذ انتقد آلاف الشباب الرئيس أردوغان وسخروا منه في تعليقاتهم أثناء البث المباشر للحديث ، ثم انتقلوا إلى منصة تويتر وأطلقوا حملة هاتشاغ# OyMoyYok (لن تحصل على صوتي) ، والتي بدأت تنتشر بين جيل الشباب كانتشار النار في الهشيم.

من هو جيل آخر موديل في تركيا ؟

لقد انطلق المصطلح من سنوات في دول الاتحاد الأوروبي بعد تسجيل مواصفات وخصائص للشباب الذين ولدوا بين عام 1995 و2010 حيث تبين أنهم يمتازون بخصائص تميزهم عن غيرهم في السلوك والتصرف وطرق التفكير ، وتشير التقديرات إلى أن جيل آخر موديل يشمل حوالي 14 مليون شاب تركي سيلعبون دورا هاما في الانتخابات التركية المستقبلية ، وسوف يسوطون لأول مرة في تركيا وهم على خلاف مع الرئيس أردوغان والحزب الحاكم ، والحقيقية أنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما قد يفعله هؤلاء في الانتخابات التركية القادمة أو كيف يتصرفون . يعتقد معظم أفراد هذا الجيل أن تركيا لا تضم أي حزب سياسي يمثل آرائهم السياسية والاقتصادية .

وقد أجرى معهد تركي هام ( Gezici Arastirma Merkezi ) دراسة استكشافية فاحصة لتوجهات الشباب التركي في 12 مقاطعة تركية من أصل 81 مقاطعة بهدف استطلاع أرائهم حول مواقفهم الدينية وبيان نظرتهم للعالم وميولهم السياسية المحلية والإقليمية والدولية .

لقد بينت الدراسة أن هذا الجيل سيكون عاملاً حاسماً في الانتخابات البرلمانية التركية لعام 2023. وسيشكل الناخبون الشباب حوالي 12٪ من عدد الناخبين ، ويمكنهم بالتالي فرض بعض القضايا التي تمت مناقشتها خلال الانتخابات - وبالتحديد تلك المتعلقة بالإنصاف والدخل. كما بينت الدراسة أن الناخبين الشباب "أكثر صداقة للبيئة وأكثر تعاطفًا وحساسية وعمقًا" من الأجيال السابقة. علاوة على ذلك ، فقد وجدت الدراسة أن هؤلاء الناخبين الشباب لديهم أيضًا تأثير على كيفية تصويت والديهم. والشيء نفسه لا يعمل في الاتجاه المعاكس ، حيث يقول "87.5٪ أن آراء آبائهم ليس لها تأثير على كيفية الإدلاء بأصواتهم" ، ويضيف البحث أن شباب البلاد غير مهتم بالقيم التقليدية.


جيل آخر موديل ومواجهة المستقبل في الخارج

في ضوء الأزمة الاقتصادية المستمرة في تركيا ، يبدو أنه من غير المرجح أن يجد الناخبون الشباب أي شيء ملهمًا لهم في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس أردوغان. وفقًا لمكتب الإحصاء الحكومي ، فإن البطالة وسط الشباب التركي (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا) في البلاد تقترب من 35 ٪ منذ شهور. لهذا السبب يغادر العديد من الأتراك الشباب المؤهلين البلاد ويتجهون إلى أوروبا - مما يؤدي إلى هجرة الأدمغة والتي يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على المدى الطويل على سوق العمل التركي. ويرى هذا الجيل أنه لا يوجد حزب من الأحزاب السياسية في البلاد يمثله ، لكن يتعين عليه التصويت لصالح أحدهم. والجيل بأكمله متشائم بشأن مستقبل تركيا ، وقد صرح أحدهم قائلا : "أحب بلادي ، لكنني أعتقد أنني سأسافر بالتأكيد إلى الخارج في مرحلة ما من حياتي لأتخلص من هذا الضغط القاتل ، أنا أبحث عن الأمان ".وتشعر فتاة أخرى من جيل الشباب بالقلق على مستقبل البلاد قائلة:" لا يمكن للمرء أن يقول حقًا ما الذي سيحدث على مدار العامين المقبلين". وتتابع "إنها تشعر بأنها محظوظة لأن دراستها تسمح لها بالسفر إلى الخارج ، لكنها تضيف أنها لا تريد المغادرة حقًا."

سياسة القدامى وسياسة الجدد؟

من المستحيل التواصل مع الناخبين الشباب "بالطريقة التقليدية القديمة". ويرى الشباب أنه يجب العثور على لغة جديدة للتعامل مع جيل يشعر براحة على وسائل التواصل الاجتماعي أكبر من أي مكان آخر. هناك شرخ كبير في تركيا بين جيل يستقي معلوماته من يوتيوب وانستغرام وبين طبقة السياسيين الحاكمة التي تعتمد على النزعات الدينية والمصالح الاقتصادية والسياسية . هناك مشاكل ناشئة في تركيا بين الشباب الجدد والقدامى سببها العمر وطريقة التفكير .

يبذل حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية المتطرف معظم طاقتهما في معالجة القضايا التي تهم الناخبين الريفيين الأكبر سنًا والمحافظين ويركزان على الأسس الدينية والمصالح ويهملان قضايا الشباب ومشاكلهم وهمومهم ويبدو أن الهوة بين الحزب الحاكم وجيل الشباب لا يمكن تجاوزها وستكون القنبلة التي تنسف المعبد في تركيا ، وقد تكون الانتخابات البرلمانية في عام 2023م نقطة تحول في تاريخ تركيا وسيكون "جيل آخر موديل" من الشباب بيضة القبان التي ستقلب الموازين .

للسلطة سحرها ويبدو أن الحزب الحاكم والقيادة التركية في تدخلها في القضايا الاقليمية في سورية وليبيا تغض الطرف عن معالجة الأزمات الداخلية الخانقة في تركيا الأمر الذي أزم حياة الشباب حد الاهمال بالإضافة إلى التضييق على الحريات العامة وسجن المدونين على وسائل التواصل الاجتماعي واغلاق بعض المنصات المهمة لجيل الشباب .



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط في المفكرة الصينية
- رسالة الميتروبوليتان فيليب صليبا إلى الرئيس باراك أوباما حول ...
- دعوة روسية للحذر
- كيف تصبحين أسطورة للشاعرة البريطانية نيكيتا جيل
- أغنية إلى جميلة للشاعر بودلير
- مفاهيم في الاقتصاد السياسي
- الصين والشرق الأوسط
- الطاقة والصراعات الجيوسياسية في شرق المتوسط
- مبادرة الحزام والطريق الصينية
- الايمان والخوف
- الليالي العشر...روح للمستقبل والمرح والخير
- شيطان ثم ملاك
- الاقتصاد بعد عقد من الزمن العقد
- العناق تجربة وأي تجربة
- سورية وأولويات الإدارة الأمريكية الجديدة
- التعليم عن بعد بين الايجابيات والسلبيات
- طريق الحرير و استراتيجية البحار الأربعة في سورية
- على طريق الغفران
- الأنظمة الاقتصادية الدولية وأنواعها
- سأحبك أكثر...للشاعرة اللبنانية مادونا عسكر


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - أزمة الشباب التركي في ظل حكم الرئيس أرودغان