أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - التحديات الكبرى أمام السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن















المزيد.....

التحديات الكبرى أمام السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 16 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك تحديات كبيرة تقف أمام السياسية الخارجية الأمريكية خلال عام 2021 بالإضافة إلى موضوعات عالقة ورثتها الإدارة الجديدة من إدارة الرئيس ترامب .
ويبدو جليا للعيان أن العلاقة مع الصين وإعادة بناء واستعادة تحالفات الولايات المتحدة التاريخية تتصدر مفكرة الرئيس المنتخب ، خاصة وأن الرئيس ترامب ، وخلال أربع سنوات من التباين السياسي ، قد رسخت مفاهيم جديدة تنافي الوضع التاريخي للولايات المتحدة على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي يأتي في طليعتها شعار " أمريكا أولا" الذي تجاهل قضايا البيئة والمناخ والعلاقات مع الأصدقاء والتحالفات التي تضررت من إدارة الرئيس ترامب .
يركز الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة في جدول أعماله على التحديات الداخلية ، ويتمحور شعاره " إعادة البناء بشكل أفضل " على التعامل مع فيروس كورونا وإعادة تنشيط الاقتصاد الأمريكي والتصدي لقضايا العنصرية المتفشية داخل الولايات المتحدة وتحقيق ما يمكن تحقيقه من مساواة اقتصادية .
أما التحديات الأخرى فلن تنتظر الرئيس جو بايدن كثيرا بدءا من أمريكا اللاتينية إلى شمال أفريقيا إلى ما تسميه الولايات المتحدة تاريخيا " محور الشر " المتمثل في الدول المعارضة لسياسات الولايات المتحدة دوليا مرورا بقضايا الشرق الأوسط وصولا إلى التعامل مع الخصم التاريخي للولايات المتحدة " روسيا" . وبالتأكيد لأن تستطيع الإدارة الجديدة تجاهل الملفات الدولية والاهتمام فقط بالشأن الداخلي القابل للانفجار في أي لحظة .
يقول السيد ريتشارد هاس ، رئيس مجلس العلاقات الخارجية ، في إحدى حلقات البودكاست : " يجب التركيز على المشكلات الداخلية للولايات المتحدة ، رغم أن الاهتمام الداخلي سيتعرض الرئيس لمشكلات خارجية واقليمية . سيركز الرئيس على قضايا الاصلاح أكثر من قضايا الابتكار في الحلول. "
إن أعمال الاصلاح التي سيقوم بها الرئيس جو بايدن تشكل قلب سياسته الداخلية والاقليمية والخارجية وقد تحدث عن هذه السياسة مرارا وتكرارا خلال حملته الانتخابية فهو يريد اصلاح العلاقات مع الحلفاء في أوروبا وأسيا والشرق الأوسط بقدر ما يريد إجراء الاصلاح الداخلي في البلاد. ويريد الرئيس استعادة الدور القيادة للولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ وإحياء الدور الأمريكي في مناطق أخرى من العالم .
ومن المرجح أن يواجه بايدن ضغوطا اقليمية في أسيا نتيجة تجربة صاروخية بعيدة المدى لكوريا الشمالية ، وتجارب صاروخية مماثلة لجمهورية إيران الإسلامية وهجمات الكترونية صينية وروسية ونشاطات إيرانية لا تتطابق مع المزاج الأمريكي لإيران في منطقة الخليج العربي. في السياسة ، هناك أولويات ومستجدات يجي التعامل معها .
وفي هذا السياق ، يقو كوري شاك ، مدير دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أمريكان انتربرايز: " إن الفشل في تحديد الأولويات يمثل دائما مشكلة أكبر من عدم القيام بما يكفي لتحقيق الحد الأدنى من الأولويات على جدول الأعمال. الحواف تتلاشى ، وهناك أمور لا تحظى بالاهتمام ، وأن الأشياء يجب أن تعمل بشكل أفضل في أماكن أخرى. هذا هو الفرق بين ممارسة عمل تجاري وعمل سياسي." ويرى شاك أن على الولايات المتحدة أن تستعيد تحالفاتها وأن تتنافس مع الصين .هناك حلبة صراع وقد تتعرض الولايات المتحدة للكمة واحدة أو لكمتين في الصراع منها تملق الحلفاء في علاقاتهم مع الصين وتحالفاتهم غير المعلنة مع الصين الصاعدة .
لقد أقرت إدارة الرئيس ترامب بأن الصين أكبر تهديد طويل الأمد للولايات المتحدة وهذا الرأي يقره ممثلو الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة معا. لقد قوبلت نشاطات التجسس الاقتصادي الصينية ، وسرقة الملكية الفكرية واستنساخها برد فعل عنيف من قبل الولايات المتحدة لدرجة المضي قدما في قطع سلاسل التوريد للعديد من المنتجات التي تنتجها الولايات المتحدة . وفي ذات الوقت ، أظهرت الصين المزيد من الحزم في المنطقة الأسيوية فقد قامت بتوسيع وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي ، وحاربت القوات الهندية في جبال هيمالايا وتضايق القوات المسلحة التايوانية بوتيرة متزايدة وتمارس ضبط النشاطات الأمريكية المشبوهة في الداخل وهونغ كونغ كما تكافح نشاطات الإيغور في شمال غرب الصين وشمال غرب سورية المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها .
يرى الرئيس بايدن أن يبقي على بعض الرسوم العالية التي فرضتها إدارة ترامب ويوسع العقوبات المفروضة على الصين فيما يخص حقوق الإنسان لأسباب تراها الولايات المتحدة ضرورية . يتوقع من الرئيس بايدن أن يتخذ أسلوبا مختلفا عن استراتيجية " أمريكا أولا" التي شكلت ذراعا قوية للرئيس ترامب والتي أدت إلى نفور حلفاء الولايات المتحدة وابتعادهم عنها .
يقول شاك متابعا: " لقد شنت إدارة ترامب الكثير من المعارك التي لا داعي لها" ، بما في ذلك معارك حول أماكن تواجد القوات الأمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا ورسوم الأمن القومي المفروضة على كندا والاتحاد الأوروبي. وقد يكون ذلك تحديا هائلا للرئيس بايدن وفريقه لإعادة تلك العلاقات إلى أنماط فعالة ومتعاونة."
ويرى أنتوني بلينكين ، الذي اختاره بايدن لمنصب وزير الخارجية ، أن هذه التحالفات هي المفتاح لحل "المشاكل الكبيرة التي تواجهها الولايات المتحدة كدولة وكوكب - سواء كان ذلك تغيرًا مناخيًا أو وباءً أو انتشارًا أسلحة فتاكة ". ويأمل بايدن أن القوة في السياسات يمكن أن تعزز اليد الأمريكية ضد الصين وروسيا وتفرض التعاون في هذه القضايا الأكبر. أما مدير معهد هدسون فيرى " أن الولايات المتحدة في وضع أفضل بكثير على الرغم من إيجاد طرق للتعاون عندما تتصرف من موقع قوة وليس من موقف ضعف".
تقوم الولايات المتحدة حاليا بالضغط على الصين على الأرض وفي مناطق النفوذ في لعبة سياسية طويلة الأجل ، أما فيما يخص روسيا ، فالإدارة الجديدة تعتبر موسكو خصما تاريخيا عنيدا يجب عدم التساهل معه لأسباب عديدة يأتي في طليعتها قضايا حقوق الإنسان واتهام الولايات المتحدة لموسكو دون توفر دليل حسي بالقيام بتسميم المعارضين المحليين للرئيس بوتين مثل أليكس نافالني واستخدام مواد سامة على أرض أجنبية مثل تسميم سيرجي ويوليا سكريبال في بريطانيا ، وتتهم الإدارة الأمريكية الجانب الروسي أيضا بانتهاك الجيش الإلكتروني الروسي أنظمة الحكومة الأمريكية الرسمية والخاصة والتلاعب في بياناتها مرارًا وتكرارًا وتقول الإدارة الجديدة أن آخر اختراق كان لنظام سولر ويندز الضخم . يضاف إلى هذه التحديات انتهاء صلاحية اتفاقية الأسلحة النووية الأخيرة بين واشنطن وموسكو في الخامس من شباط 2021 ، حيث يواجه الرئيس بايدن التحدي الفوري والعاجل في الحد من التسلح مع أكبر منافس نووي لأمريكا . ولا تنسى الولايات المتحدة أبدا الانتشار العسكري الروسي خارج الحدود في سورية وليبيا وأفريقيا الوسطى وفنزويلا وأماكن أخرى أقل توترا .
ومن المتوقع أن يتخذ الرئيس بايدن موقفا أكثر تشددا من ترامب لأسباب شخصية وعقائدية وتاريخية مع روسيا رغم اعلانه الموافقة على عدم تدخل المخابرات الروسية في انتخابات 2016 كما رحب بقرار الرئيس بوتين طرد دبلوماسيين أمريكيين وألقى بظلال من الشك على دور روسيا في اختراق نظام سولر ويندز ، ومن المرجح أيضا أن يواصل الرئيس بايدن سياسات إدارة ترامب ناحية فرض العقوبات على موسكو نتيجة تدخلها في أوكرانيا وسورية وليبيا وفنزويلا وهجمات الفضاء السايبري عبر الانترنت واستخدام المواد السامة ضد المعارضين .
وفي ذات الوقت ، لا يتوقع الكرملين الكثير من إدارة بايدن ، والتغيير في الإدارة لا يعني التغيير الايجابي في السياسة . قد تكون إدارة بايدن الأولى في فترة ما بعد الحرب الباردة التي لم يكن لديها توقعات غير واقعية فيما يتعلق بروسيا ، وقد تكون هذه إشارة ايجابية بمعنى ما. أما فيكتوريا زورافليفا ، أستاذ العلاقات الأمريكية الروسية في الجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإنسانية في موسكو فترى أن العلاقات ستكون مدفوعة إلى حد كبير بالسياسات الداخلية مع رؤى ايديولوجية تاريخية لكل دولة ، مما لا يترك مجالا للتفاؤل.
بعد وقت قصير من عودته من قمته الأولى مع الرئيس كيم جونغ أون ، أعلن ترامب على تويتر قائلا : "لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية". لا أحد يعلم على وجه الدقة ما جرى بين الرجلين بعد فترة طويلة من الحروب والتهديدات اللفظية على تويتر . في شهر تشرين الأول من عام 2020 ، عرض الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون صاروخًا طوله 75 قدمًا في شوارع بيونغ يانغ لم يتم اختباره بعد ، لكن السلاح الضخم هو على الأرجح صاروخ عابر للقارات يمكن أن يصل إلى البر للولايات المتحدة برؤوس نووية متعددة وفقًا للمحللين والخبراء في الأسلحة النووية .
لم تخفق ثقة الرئيس ترامب في دبلوماسيته الشخصية مع الرئيس كيم جونغ أون في نزع سلاح كيم فحسب ، بل أعطت أيضًا الزعيم الشاب وقتًا لبناء المزيد من الأسلحة النووية وتطوير قدراته الصاروخية البالستية ، من خلال اختبارات قصيرة المدى . يعود السبب لعدم ثقة الرئيس كيم جونغ أون بالولايات المتحدة هو نكولها في الكثير من التعهدات تماما كما حدث مع الجمهورية الاسلامية في إيران فيما يخص الملف النووي والعلاقات المتوازنة .
تقول سو مي تيري ، محللة شؤون كوريا في وكالة المخابرات المركزية : "سوف تجد إدارة بايدن نفسها تتمتع بقدرة تفاوضية أقل من ترامب مع كوريا ، فيما يخص التقدم المثير للإعجاب الذي حققته كوريا الشمالية في تطوير أسلحتها النووية وصواريخها". وتتابع قائلة :"علينا أن ننظر الآن في إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت يجمد على الأقل برنامجهم النووي".
يقول بايدن إنه سيتفاوض مع نظام كيم جونغ أون ، ولكن ليس مع كيم نفسه كشخص ، حتى يتوصل المفاوضون المهنيون المختصون إلى اتفاق مؤقت على الأقل. ومن غير الواضح ما إذا كان سيقبل هذا النوع من الصفقة قصيرة الأجل لفتح الباب أمام حل طويل الأجل ، لكن يرى بعض المحللين بأنه السبيل الوحيد للمضي قدمًا في ضوء انعدام الثقة العميق بين كلا الجانبين. تاريخيا ، من الصعب أن تعيد كوريا الشمالية الثقة بالإدارات الأمريكية المتعاقبة .
في هذه الأثناء ، يقول بايدن إنه سيعمل على تعزيز عقوبات الأمم المتحدة ضد بيونغ يانغ ، خاصة بعد الانتهاكات المتزايدة من قبل الصين المجاورة لكوريا . لكن مع التوترات الشديدة بين بكين وواشنطن ، قد يكون من غير الواضح معرفة مقدار المساعدة التي سيحصل عليها من بكين بعد أن اختبر كيم صاروخًا بعيد المدى للفت الانتباه في أيام بايدن الأولى.
ويتعين على بايدن التعامل مع إيران التي قامت بتخصيب المزيد من اليورانيوم بمستويات أعلى وبأجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا مما كانت عليه عندما ترك منصب نائب الرئيس. ومع ذلك ، فإن اقتصادها في حالة ركود عميق بسبب عقوبات ترامب ، مع انكماش اقتصاد ايران بنسبة 6.8٪ في 2019-2020 وفقًا لتقارير البنك الدولي.
وقال بايدن لشبكة سي إن إن في أيلول الفائت : "إذا عادت إيران إلى الامتثال الصارم بالاتفاق النووي ، فإن الولايات المتحدة ستعود للانضمام إلى الاتفاقية كنقطة انطلاق لمفاوضات لاحقة ، و سنعمل مع حلفائنا على تعزيز وتوسيع بنود الاتفاق النووي ، مع معالجة القضايا الأخرى ذات الأهمية."
لكن إيران أشارت إلى أن ذلك لن يكون ممكنًا. وقال قادتها ، بمن فيهم الرئيس حسن روحاني ، والذي من المقرر أن يترك منصبه في حزيران 2021 ، إنهم لن يعيدوا التفاوض على شروط الاتفاق النووي فحسب ، بل إنه يجب أيضًا تعويض إيران عن الأضرار الاقتصادية الناجمة عن عقوبات الرئيس ترامب ونكول الولايات المتحدة في اتفاقها مع إيران .
الجدير ذكره أن البرلمان الإيراني أقر أيضا في كانون الأول ، تشريعا لزيادة تخصيب اليورانيوم وطرد المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة إذا لم يتم رفع العقوبات المفروضة على النفط والبنوك بحلول أوائل شباط 2021 - وهي خطوات من شأنها قلب الموقف نحو أزمة نووية. وقد انتقلت الجمهورية الاسلامية في إيران بالفعل لتخصيب اليورانيوم إلى 20٪ ، وهي خطوة قريبة جدا من مستويات استخدام الطاقة النووية في الأسلحة.
تشعر إيران بالقوة لأسباب تاريخية وعقائدية ولوجستية وجيوسياسية إذ أنها تستطيع إزعاج الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط بدءا من جنوب لبنان وسورية والعراق وامدادات النفط في الخليج العربي وبالتالي يكون مركز الولايات المتحدة في موقف صعب فيما يخص التفاوض مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من اتفاق هي طلبته وتم الاتفاق عليه. يتوقع أن يكون سقف المكالب الإيرانية عاليا ومحرجا للغاية لأي إدارة أمريكية تريد أن تعيد التفاوض من إيران .
وسيتعرض الرئيس بايدن للضغط من الجمهوريين في واشنطن لأنهم يعارضون الاتفاق النووي الأصلي وترغب إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، من بين دول أخرى في المنطقة ، في أن يكون لها رأي في أي اتفاق جديد يمكن التفاوض بشأنه ومن المتوقع أن يقاوم بايدن هؤلاء الشركاء الأمريكيين بعد أربع سنوات من العلاقات الحميمة مع الرئيس ترامب.
لقد أوضح بايدن أن معالجة تغير المناخ سيكون أولوية قصوى في السياسة الداخلية والخارجية ، خاصة مع تعيين وزير الخارجية السابق جون كيري في دور المبعوث الخاص للإدارة الأمريكية الجديدة . وقد عبر الرئيس بايدن عن رغبته في وقف التدهور المناخي العالمي في تشرين الثاني 2020 عندما قال: " سيعرف العالم أنه بوجود أحد أصدقائي المقربين السيد جون كيري ليتحدث نيابة عن أمريكا بشأن أكثر التهديدات إلحاحا في عصرنا الحالي . "
تتطلب أزمة المناخ المتنامية التزامات تتجاوز الورق وتنطلق نحو الفعل العملي وهو ما ساعد السيد كيري في تأمينه في اتفاقية باريس للمناخ عام 2015 حيث بلغت درجة الحرارة العالمية في عام 2020 حدا غير مسبوق إذا تجاوزت الزيادة في درجات الحرارة 1.2 درجة مئوية وصار القرن الحالي هو الأكثر دفئا منذ القرن التاسع عشر وفقا لبيانات الأمم المتحدة . لقد حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين قد يهدد الحياة على الأرض وقد يصبح العالم غير صالح للعيش . يرى جون كيري أن التخفيف من آثار التغير المناخي هو مفتاح قضايا الهجرة ، ويعتقد توماس رايت من معهد بروكينغز أن الاختلاف مع واشنطن قد يعطي بكين ذريعة لحجب التعاون في مجال المناخ مالم تحصل الصين على تنازلات في قضايا أخرى تهم الصين .
من جانب آخر ، هناك من سينتقل للعيش في أماكن أفضل يستطيع العيش فيها وهناك من سيقاتل للانتقال نحو الأماكن الباردة . في الحقيقة هناك العديد من المهاجرين ، بل ملايين المهاجرين بسبب المناخ.
يواجه الرئيس بايدن مشكلة أخرى مع دول نصف الكرة الغربي لاسيما المكسيك أو ما يطلق عليه اسم المثلث الشمالي للسلفادور وغواتيمالا وهندوراس ويتحتم عليه العمل مع هذه الدول لمعالجة مشكلة الهجرة والتي ستزداد بعد رفع بايدن سياسات الرئيس ترامب الصارمة على الحدود فيما يخص اللجوء والتهريب والتأشيرات . لقد وصف جون كيري التعاون بأنه فرصة لتوطيد العلاقات مع جيران أمريكا الجنوبيين والشماليين المكسيك وكندا وقد يتطور التعامل ليشمل القضايا الحرجة مثل التجارة وسلاسل التوريد مع الولايات المتحدة .
ومن بين القضايا الأولى التي سيتعين على بايدن التعامل معها الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان والعراق وسورية ، حيث خفض ترامب القوات إلى 2500 فقط في كل دولة بعد ما يقرب من سنوات من القتال .
لقد أعطت إدارة ترامب فريق بايدن الجديد هدية لا تصدق بسحب القوات العسكرية الأمريكية والمشاركة السياسية في أفغانستان والعراق وسورية و الرئيس بايدن وفريقه لديهم نفس السياسة التي يريدون اتباعها في خفض عدد القوات وستتحمل إدارة ترامب نتائج الانسحاب.
لم يكن بايدن واضحًا بشأن ما سيفعله بالقوات الأمريكية في أي من هذه البلدان ، لكنه أشار إلى أنه على الأقل سيبطئ الانسحابات الكاملة. في أفغانستان ، أشار إلى أنه سيعمل على إلزام طالبان بالتزاماتها بموجب اتفاق ترامب مع الجماعة المتشددة، لكن مع تركيز القوات الأمريكية على القاعدة والدولة الإسلامية.
الأسئلة الرئيسية هي ما الذي سيفعله بايدن إذا كان العنف يهدد بابتلاع أفغانستان أو إذا انهارت المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية ، وكيفية ضمان ألا تخاطر الدولة بأن تصبح ملاذًا آمنًا للإرهابيين مرة أخرى - وهو التزام تعهدت به طالبان بموجب الصفقة الأمريكية التي لم يتم الحفاظ عليها بعد .
وفي العراق وسورية ، تزداد التحديات للوجود الأمريكي في ظل تناقضات عسيرة بين الفرقاء المعنيين في الصراع على الأرض فالقاعدة وتنظيم الدولة يعودا للظهور بين الحين والآخر ، والولايات المتحدة لم تحسم أمرها بشأن التفاوض مع دمشق ، وقرار البرلمان العراقي بسحب القوات الأمريكية يدخل حيز التنفيذ بين ليلة وضحاها والفوضى تنتشر في شمال موزنبيق والفلبين ومنطقة الساحل الغربي والصحراء الأفريقية وبعض دول شمال أفريقيا مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا . قد يركز الرئيس بايدن وإدارته على التنافس مع روسيا والصين وينسى أن تهديد الإرهاب الدولي لا يزال قويا .



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القواعد العسكرية خارج الحدود- النشأة والأهداف والنوايا
- فكرت فيك اليوم
- إلى يد...للشاعر فرناندو بيسوا
- إلى ستي خضرا ، شمال القدس...للشاعرة الأمريكية من أصل فلسطيني ...
- حنان
- أبي وشجرة التين ...للشاعرة الأمريكية من أصل فلسطيني نعومي شه ...
- نشوة ...الشاعر بول إيلوار
- الحبيبة ...بول ايلوار
- تركيا الحائرة بين واشنطن وموسكو
- عينان خصبتان للشاعر بول إيلوار
- الولايات المتحدة والأكراد تاريخ من الخداع
- الأطماع التركية في سورية (الخفية والمعلنة)
- الموانئ في سياسة موسكو الخارجية
- أزمة الشباب التركي في ظل حكم الرئيس أرودغان
- الشرق الأوسط في المفكرة الصينية
- رسالة الميتروبوليتان فيليب صليبا إلى الرئيس باراك أوباما حول ...
- دعوة روسية للحذر
- كيف تصبحين أسطورة للشاعرة البريطانية نيكيتا جيل
- أغنية إلى جميلة للشاعر بودلير
- مفاهيم في الاقتصاد السياسي


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - التحديات الكبرى أمام السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن