أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - أهميّة وجود الأب في الأسرة














المزيد.....

أهميّة وجود الأب في الأسرة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 10:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ربما تكون الأبوّة هي حلم أغلب الرّجال، ويمكن لغالبية الرّجال أن يصبحوا آباء، لكن الأمر يستغرق زمناً ، فأنت تربي و تتعلم في نفس الوقت فنّ التواصل مع أطفالك . لا يمكن لأحد أن يملآ دور الأبّ لأنّه أساسي في تشكيل الطفل ، وبالتالي في مساعدته في أن يكون الشخص الذي سوف يصبح عليه.
يشعر الأطفال بوجود الأب بالأمان ، جسدياً وعاطفياً. أظهرت الدراسات أنه عندما يكون الآباء داعمين ، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على النمو المعرفي والاجتماعي للطفل. كما أنه يغرس إحساساً بالرفاهية والثقة بالنفس، فهم يؤثّرون على علاقاتنا مع الناس. سيتم اختيار الأصدقاء والعشاق والأزواج بناءً على كيفية إدراك الطفل لمعنى العلاقة مع والدهم . إذا كان الأب محباً ، فستبحث ابنته عن تلك الصفات لدى الرجال.
الآن وقد ارتفع معدل الطلاق ، يرغب العديد من الأمهات في الحصول على حضانة كاملة لأطفالهن. يميل أغلب الآباء إلى الابتعاد عن معارك الحضانة الكاملة لأن الأمر أسهل بالنسبة لهم، وفي هذه الحالة تكون الأم هي المسؤولة ، و الأم العازبة تعاني في تربية الأطفال أكثر من الأم المتزوجة ، إحدى مشكلات كونك أماً عزباء هي أن الطفل ليس لديه شخصية أب في حياته. كل طفل يحتاج إلى أب . لا يوفر الأب الاستقرار الاقتصادي فحسب ، بل إنه يمثل أيضاً نموذجاً يحتذى به.
تواجه الأمهات العازبات وأطفالهن مجموعة متنوعة من المضاعفات المالية والعاطفية يومياً . عندما تربي الأم طفلًاً دون دعم من الزوج ستقضي الوقت الطويل كونها الوصية .ليس عليها أن تكون أماً شابة فحسب ، بل عليها أن تجد طريقة لتعويض فراغ الأب أو شخصية الأب في حياة الأبناء .
لكن ما ذنب الطفل أن لا يكون لديه أب؟ وهل وجود الأبّ المتنمّر، أو الكحولي ، أو العنيف يحقق المرجو منه تجاه أطفاله؟
عندما نتحدّث عن الأمّ ، أو الأب فإننا نتحدث عن أشخاص عاديين، وليسوا خارقين . عائلة لها روتين يومي في بيت آمن خال من التعنيف الأسري . الأمر لا يحتاج أن تكون خارقاً لتكون أباً مناسباً، مهمّتك هي أن تكون أباً فقط.
كما نعلم، وكما تقول الاحصائيات فإنّ الكثير من الآباء يهربون من اللقب ، ويلقون بالمسؤولية على عاتق الأمّ، و ربما مع بروز العنف في سورية، وتحوّله إلى قانون يومي أصبح وجود الأب محتملاً فقط بسبب أن أغلب الرجال في سن الشّباب قد يموتون أثناء الخدمة الإلزامية، و الخدمة في المليشيات، أو لاستهدافهم . أي أنّ الأمّ العازبة ليست هي المطلّقة فقط.
تواجه الأمّ العازبة في الغرب متاعب كثيرة رغم المساواة القانونية، لكن لا زالت العقلية الذكورية تمتد بأصابعها لتتّهم المرأة بأنّها مسؤولة عما جرى لها دون الأخذ بالاعتبار أن الرجل قد يكون هو من ضحى بأولاده، لكن رغم ذلك فإن القانون في صالحها، وفي أغلب الدول تقاسم زوجها السابق ثروته، ومع هذا فالغرب قلق على مستقبل الأطفال الذين تربيهم أم عازبة ، ويشرّع يومياً القوانين .
نحن لسنا الغرب، ولسنا كما بعض العرب أيضاً ، ففي الإمارات على سبيل المثال تخصص الدولة للأمّ العازبة مبلغاً مالياً يقيها من ذل السّؤال، إضافة إلى إلزام الزوج بالنّفقة .الأمر مختلف في سورية فالدّولة هي التي تعيش على حساب المواطن ، و المجتمع يحارب المرأة ، فلو أصبحت أمّاً عازبة قد تتخلى " أمها عنها" رغم أنها مرأة مثلها، كما أن أولادها لا يحترمون رأيها لعدم وجود رجل في حياتها، وعقلهم الباطن جميعاً يشير بالتّهمة لها . أما الزواج من رجل آخر فهو غير متوفر حتى للعازبات، ولن يكون هناك قبول اجتماعي ، ولن يقدم الشاب على الأمر إلا إذا كانت المرأة غنيّة ، مع عدم التعميم طبعاً.
كيف تقضي الأم العازبة على وحدتها دون حاضنة اجتماعية ؟
هل عندما يكبر أولادها تحدّث الجدران، أم تكون خادمة لأولادهم ، وهي مرحلة لا ترغب في تكرارها ؟
ما مصير أبناء الأمّ العازبة عندما يتزوجون؟
في الحقيقة أن الأمّ لوحيدة تثير قلق أبناءها حيث يشعرون تجاهها بعقدة الذّنب ، ويحاولون ملء بعض الفراغ لديها، وهذا يسبب لهم متاعب اجتماعية هم في غنى عنها.
السّؤال الأهم: لماذا يغادر الرّجال مهمتّهم في تكوين أسرة متوازنة؟
لماذا يكون حظّ النساء المتعلّمات ، و العاملات، و المكافحات هو الأكبر في موضوع الطّلاق؟
ماذا على المرأة أن تفعل ؟ إياكم أن تقولوا يجب أن تكون قوية. كيف تكون قوية وهي وحيدة تخضع لقانون الغاب ونبذ المجتمع ؟
أسئلة لم أستطع الإجابة عليها، لعلكم تستطيعون.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتزوّجي إرضاء للمجتمع
- أنتِ لست سلعة
- خبريات عن يوم فالنتين
- انتصار الحبّ
- أن تحب امرأة تشبهني
- الحاضنة الاجتماعية
- نشتعل بومضة برق، ثم ننطفئ
- الحبّ من النظرة الأولى
- الكذّابة
- الحاج الذي أنقذ زواجي
- رغيف الخبز -يوم كنا عايشين-
- مطلوب من السّوري أن يتغيّر
- منقار البطّة
- ألكسي نافالني
- هل يجب أن يكون العالم بدون حدود؟
- رسالة تشارلز ديكنز حول الوباء
- العزلة الطّوعيّة
- التباكي على الضّحية
- يضيف الأدب قيمة إلى الحياة
- جنازة ديموقراطية في دولة دكتاتورية


المزيد.....




- السويد- رجل وامرأة يحرقان نسخة من القرآن قبيل انطلاق -يوروفي ...
- اغتصاب واتجار وتخدير.. قصة اصطياد عصابة -تيك توك- للأطفال في ...
- استقبل الآن… أحدث تردد قنوات الاطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- الأونروا: الحرب على غزة هي حرب على النساء
- “اجا الحلو يا لولو!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشا ...
- الأونروا: الحرب على غزة تستهدف النساء بشكل أساسي
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. ما هو حال الصحافيات/ين الفل ...
- عام من الحرب في السودان.. عندما تنطق الأرقام ألمًا
- حليمة بولند خلف القضبان بسبب رجل مهووس
- “سجل الان” طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 202 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - أهميّة وجود الأب في الأسرة