أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - البعد الاجتماعي الناقص














المزيد.....

البعد الاجتماعي الناقص


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6803 - 2021 / 2 / 1 - 13:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أحد أكبر الملفات المغيبة في خضم الفوضى التي تعم العالم العربي اليوم هو الملف المعيشي للمواطنين العرب، وخاصة أولئك ذوي الدخل المحدود والذين يقعون تحت خط الفقر أو حتى على حافته أو بمحاذاته.
من المفارقات أن الهبّات والانتفاضات العربية التي جرت قبل نحو ستة أعوام، إنما كان باعثها الأساسي هو ضغط الحاجة المعيشية والإحساس بمهانة الفقر، ولنا هنا أن نذكر أن الهبّة الشعبية في تونس التي أطلقت الشرارة الأولى لما شهدته بلدان عربية أخرى فيما بعد، إنما أطلقها قيام البائع صاحب العربة محمد البوعزيزي بحرق نفسه في إحدى ولايات تونس. والضحية كان واحداً من أفراد فئات واسعة مهمشة ومخلوعة لم تجد ما تقتات به وتطعم أفراد عوائلها سوى التحول إلى أعمال كتلك التي كان البوسعيدي يؤديها: بيع الخضراوات على عربة في الشارع.
لن نعيد سرد تفاصيل ما جرى بعد ذلك في العالم العربي: بلدان انحدرت إلى قاع الحروب الأهلية، حيث يتراجع الهم المعيشي بالقياس إلى هم الأمن، فالناس يجاهدون لأن يبقوا أحياءً أولاً، فلا تطالهم النيران الآتية من كل صوب، قبل أن يفكروا في أكلهم وسكنهم، وهي قضايا باتت تدار بآليات ما يعرف باقتصادات الحرب، حيث تنشأ عصابات تهريب البضائع، تتقن سبل إخفائها وتخزينها، لتباع بالأثمان الباهظة.
ووجدت بلدان أخرى نفسها في أتون فتن مذهبية وطائفية، أسقطت، أو حجبت، الهم الاجتماعي الذي هو، عادةً، ما يوحد الشعوب، فلم يعد المرء يرى خصمه في سارق قوته وناهب لقمة أطفاله، وإنما في شريكه في الوطن المنتمي إلى مذهب آخر أو طائفة أخرى.
ولو عقدنا مقارنة بين طبيعة القوى السياسية المعارضة النافدة والمؤثرة في المجتمعات العربية اليوم، وتلك التي كانت قبل شيوع الفوضى الحالية، لوجدنا تضاؤلاً، لا بل انحسار نفوذ تلك التي كانت تعبر عن المصالح المعيشية والحياتية للناس، وتتوسل في ذلك أدوات العمل المطلبي من خلال النقابات والاتحادات الجماهيرية، وأشكال الاحتجاج والضغط السلمية، ما جعلها قريبة من الوجدان الشعبي المشترك، لصالح القوى الإسلاموية المذهبية المحكومة بنهمها إلى السلطة، حتى لو كان ثمن ذلك تقسيم مجتمعاتها واحترابها.
في وسط الخراب الحالي والفتن المستعرة والحروب الأهلية المدمرة لا مفر من التذكير بأن غياب الديمقراطية الاجتماعية، أي ديمقراطية العدالة في توزيع الثروات والإصغاء إلى أصوات الناس الموجوعة وهي لا تطالب بأكثر من لقمة عيش كريمة تأمينها ليس مستحيلاً، هو في أساس الكثير من غضب الناس، الذي تظهر التجربة أنه بالإمكان توظيفه لخدمة أجندات أبعد ما تكون عن المصالح الوطنية للبلدان والشعوب.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أللوراء نسير؟
- حين تعطس الصين
- جئنا من الباب ذاته
- الغرب يريدها ملوّنة في موسكو
- (بروفيلات) لعبدالرحمن منيف
- التاريخ المنسي
- لا لقاح للفقراء
- ترميم ما لا يُرمم
- عن عبدالناصر
- قيود مخملية
- الإغارة على ثقافات الشعوب
- الدولة العميقة .. المجتمع العميق
- فئات أربع من المثقفين
- نساء ضد النساء
- غسان كنفاني: رائحة رغيف طازج
- ثقافات لا ثقافة واحدة
- التفكير (الجديد) قديم أيضاً
- التقدّم أم التوحش؟
- حاتم علي
- عن لغة العرب


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - البعد الاجتماعي الناقص