أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - الغرب يريدها ملوّنة في موسكو














المزيد.....

الغرب يريدها ملوّنة في موسكو


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6799 - 2021 / 1 / 26 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الثورات الملونة"، أو البرتقالية، كما توصف أحياناً، وسيلة الغرب المجربة في إضعاف النفوذ الروسي في محيطه الجيو سياسي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وهي وسيلة آتت أُكلها في أكثر من مكان، في مقدمتها أوكرانيا، حيث أوصلت إلى سدة الحكم فيها نخبة سياسية – اقتصادية متمردة على موسكو، وحاولت أن تفعل شيئاً مشابهاً في جورجيا، وكانت المحاولة الأخيرة في بيلاوروسيا حليف روسيا الأقرب.
لكن الغرب يريد ما هو أكثر. يريد أن يرى ثورة ملونة في روسيا نفسها، تكون «أجدى» وأكثر فعالية في كسر إرادة موسكو من العقوبات الاقتصادية، والتمدد العسكري لحلف «الناتو» في المحيط الروسي، كبولندا وجمهوريات البلطيق. وفي هذا السياق يمكن قراءة التظاهرات التي جرت في مدن روسية، بما فيها العاصمة موسكو، السبت الماضي، وليس واضحاً بعد ما إذا كانت ستستمر أو يجري احتواؤها بعد تفريقها بالقوة واعتقال آلاف من المشاركين فيها حسب المصادر الغربية.
طبعاً لا يمكن إغفال الصعوبات الاقتصادية والسياسية الداخلية، ومظاهر التذمر الشعبي منها، التي يمكن أن تشكل روافع يجري توظيفها في أي احتجاجات على «الكرملين» وسياساته، ويمكن أن نجد مثالاً في القول التالي لروسي خمسيني شارك في التظاهرات ما يلخص ذلك: «لم أحضر لنفسي ولنافالني، ولكن لابني لأنه لا يوجد مستقبل في هذا البلد".
وإذا كان للعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على روسيا أثرها غير الهيّن في تردي الوضع المعيشي في البلاد، ولكن مسؤولية ليست قليلة، بل لعلها الأهم، تعود إلى نهج الانعطاف نحو الرأسمالية الذي سارت عليه النخبة السياسية والاقتصادية المتحكمة هناط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والتفريط بالمكتسبات الاجتماعية التي تحققت في العهد الاشتراكي، ما يجعل الغرب يعول على شرائح متنفذة في معركته لا لإضعاف روسيا فحسب، وإنما تفتيتها.
لم يكن مفاجئاً اعتقال نافالني بعد عودته، التي سلط الإعلام الغربي عليها الأضواء الإعلامية، ولم يكن مفاجئاً أيضاً أن نافالني هو من دعا إلى تظاهرات السبت، فالمحللون الغربيون، قبل الروس، لاحظوا أن توقيت عودة المعارض الروسي إلى موسكو، الذي كان نقل إلى ألمانيا للعلاج بعد أن اتهم السلطات بتسميمه في محاولة لقتله، توقيت مقصود، مع بدء ولاية الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الذي أعلن أنه لن يواصل ما وصفه بسياسة «المهادنة» التي اتبعها سلفه الجمهوري دونالد ترامب مع «الكرملين».
تتناغم سياسة الحزب الديمقراطي، العائد للبيت الأبيض منتشياً، مع رغبات قوية لدى أعضاء «الناتو» الأوروبيين، أو على الأقل البعض منهم، الذين يرون في موسكو مصدر "الخطر" الأكبر عليهم، وربما لا يشاطرون الأمريكيين في تضخيم "الخطر" الصيني، ويمكن ملاحظة ذلك في ردود الفعل الغربية على اعتقال نافالني وعلى التظاهرات التي دعا إليها، سواء من الولايات المتحدة نفسها، أو من الاتحاد الأوروبي، ومن دول بعينها، بينها بريطانيا.
يبقى أن على الغرب أن يدرك، ولعله يدرك فعلاً، أن روسيا ليست أوكرانيا أو بيلاروسيا، وأن رجل "الكرملين" ليس من النوع الذي يُملى عليه، وهو بارع في توظيف ما يمكن أن نصفه ب"الوطنية الروسية" في حشد قاعدة شعبية حوله، تنشد الاستقرار وتخشى الفوضى.
لكن مواجهة الاستهداف الغربي لروسيا يلزمها شروط أخرى، تستلهم من الماضي السوفيتي الكثير مما يمكن استلهامه، إن أرادت صدّ هذا الاستهداف بنجاح.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (بروفيلات) لعبدالرحمن منيف
- التاريخ المنسي
- لا لقاح للفقراء
- ترميم ما لا يُرمم
- عن عبدالناصر
- قيود مخملية
- الإغارة على ثقافات الشعوب
- الدولة العميقة .. المجتمع العميق
- فئات أربع من المثقفين
- نساء ضد النساء
- غسان كنفاني: رائحة رغيف طازج
- ثقافات لا ثقافة واحدة
- التفكير (الجديد) قديم أيضاً
- التقدّم أم التوحش؟
- حاتم علي
- عن لغة العرب
- وقفة مع الذات في بداية العام
- هاكرز التاريخ
- بين التعددية والخصوصية
- إبداع الأمس.. إبداع اليوم


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - الغرب يريدها ملوّنة في موسكو