أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على إرادة الفهم














المزيد.....

المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على إرادة الفهم


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 11:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




وليست لها الرغبة في امتلاك إرادة الفهم وهي بذلك تقيم الدليل على إفلاسها. فكيف يمكن الاستمرار في إدارة الشأن السياسي مثلا والثقة منعدمة، والهوة تتسع يوما بعد آخر بين من هم في سدة الحكم ومن يتحملون تبعات سياسات ارتجالية تُصاغ وفق منطق «الحزام»: حزام يُقدّم لنا على أنّه حزام العفة والشرف الذي بإمكانه أن يحصّن الحكومة من كلّ الإغراءات والفتن والانحرافات. ولكن ها أنّ الحزام طاح وتخبّل» وفضح العجز والسقوط الأخلاقي.

فمنذ سنوات نعاين انتشار ظواهر عدة كالأمية السياسية ومأسسة الجهل وغيرها من الظواهر الاجتماعية والنفسية التي أشار إليها عدد من البحاثة والمهتمين بالشأن العامّ. وبالرغم من صدور عدة دراسات ومؤلفات تنبّه إلى الأزمة التي تعيشها الفئات المهمشة ، والتي تُنذر بحدوث انفجار قريب فإنّ الحكومات المتعاقبة لم تكترث بل إنّها استمرت في التعنّت، وفي رؤية الواقع من زاوية ضيقة تخدم مصالح الأحزاب والشخصيات «المتحكّمة» في خيوط اللعبة السياسية. وهذا السلوك يؤكّد مرّة أخرى، رغبة الماسكين بزمام السلطة في الاستبداد بالرأي، وتحليل الواقع من وجهة نظر محدودة لا تمكّن من النفاذ إلى عمق الظواهر.

لقد تواترت تصريحات الفاعلين السياسيين حول الاحتجاجات الأخيرة، وهي تصريحات تنمّ ـ في الغالب، عن تشبثّ بأنموذج يرسّخ «أبوية الدولة» وتسمح لمن جاءت بهم الصدف إلى عالم السياسية بأن يستمروا في ادعاء امتلاك الشرعيّة، وامتلاك حقّ الكلام نيابة عن الآخرين بل إنّ منهم من يعتبر نفسه قادرا على «وعظ» هذه القوى التي امتلكت الشوارع منذ أيام. ولكن اسأل سياسيّا: ما تعريفك للشباب المحتجّ؟ تراه مغرقا في التعميم. فالشبّاب يمثلون، في نظره، كتلة واحدة متجانسة تؤمن بنفس القيم وتلتقي حول نفس التصورات والمطالب، ولها صفات مشتركة: حبّ المغامرة والمجازفة، عدم القدرة على استيعاب الواقع «الصعب»... بل إنّ الشباب في نظر المعلّقين على الاحتجاجات(من السياسيين/الإعلاميين/المحللين/...) هم من جندر واحد وكأنّه عزّ على هؤلاء الإعتراف بحضور الشابات في الفضاء العمومي، وهو حضور نوعيّ إن كان على مستوى الخطاب أو الحركة أو المواجهة ...

وليس الارتباك في تحديد هويّة الشباب إلاّ علامة على عدم معرفتهم والتواصل معهم فضلا عن صعوبة إدراك الفروق من حيث التصنيف الطبقي، والعمري( المراهقون/الشباب والشابات،) والانتماءات ... وقد نُرجع صعوبة التمييز بين مختلف الحاضرين في فضاءات الاحتجاج إلى استفحال منطق التحيّز: الجهويّ، الحزبي، الأيديولوجي... (شباب النهضة، شباب حزب العمّال...) وهو تحيّز يجعل معرفة المخاطب مقتصرة على من هم من حوله، من يقتسمون معه نفس التصورات والمشاريع... ولا غرابة في ذيوع هذه التصورات في ظلّ انتشار خطاب الاستقطاب الحدّي (شعب النهضة، الظلاميين/الحداثيين...).

وعندما يعتمد السياسي على آليات الفرز والتحيّز والتصنيف بين النحن/الهم تترسّخ تراتبية منتجة للتمييز والوصم. فيُتمثل السياسيون على أنّهم العقلاء والحكماء وأصحاب السلطة المسموعة في مقابل الشباب الغاضب الذي يُتمثل على أنّه المنفلت، الهمجيّ، اللاواعي...

لاشكّ أنّ الفرق واضح بين المحتجين السلميين في شارع الحبيب بورقيبة (من حيث شكل التحرّك، وزمنه النهاري والمطالب والشعارات والخطابات الشفوية...) والمحتجين في بعض الأحياء الذين يؤثرون الكر والفر ليلا، ولا يزعجهم النهب والتدمير بعد أن صار العنف سيّد الميدان. ولكن ثمّة ما يجمع بين المختلفين: إنّه الإصرار على انتزاع الاعتراف حتى وإن اختلفت الأدوات، إنّه رفض لسياسات التنويم والتقزيم والتهميش والحقرة والتعنت... إنّه رفض لكلّ محاولات تحفيز الشبان،والشابات على ترك البلاد أو قطع الوصلة بالأهل والخلان أو... وما الاحتجاج إلا فعل في الواقع قد يكون صاخبا مدمّرا وقد يكون في الغالب، حجّة على تسرّب الوعي إلى الذات واقتناعها بضرورة انتصار إرادة الحياة والوجود على الموت والعدم.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الهياط والمهايطة
- الإعلام والتطبيع مع العنف
- انتهت الفرص وعيل الصبر
- قراءة في الانتخابات الأمريكية من منظور سياسات الهويات
- جمهور تقوده الأهواء
- المجلس بعيون نوّابه: «وشهد شاهد من أهلها »
- مجتمع يتحوّل.. وقوم لا يبصرون
- مسؤوليّة الإعلام في الحدّ من ظاهرة العنف
- الأحزاب والهجرة اللانظامية
- الغنوشي ومحنة الخروج من موقع القيادة
- كلام موجع حول التعاطي مع الإرهاب
- «إياك أعني واسمعي يا جارة»
- ما وراء ردود أفعال الأحزاب على حكومة «المشيشي»
- تأملات في مسار الانتقال الديمقراطي
- وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»
- هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه ...
- التجربة التونسيّة في بؤرة التحديق
- الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة


المزيد.....




- مسيرات احتفالية بعد إعلان القسام أسر جنود إسرائيليين بغزة
- الرئيس التونسي يقيل وزيرين في تعديل مفاجئ
- أول مريض خضع لزراعة شريحة ماسك الدماغية يتحدث عن تجربته
- فيديو.. النار تبتلع مدينة ملاهي بالهند وتقتل 24 شخصا
- نتيناهو يعلق على فيديو -الجندي المتمرد- ويحذر من العصيان
- حماس تنفي استئناف المفاوضات مع إسرائيل ولا تأكيد من الوسطاء ...
- إسرائيل: قرار محكمة العدل لا يحظر جميع الأعمال العسكرية
- قتلى وجرحى في ضربات روسية على خاركيف بأوكرانيا
- استئناف محتمل لمحادثات الهدنة في غزة لكن الحرب مستمرة 
- الجيش الإسرائيلي ينفي خطف أي من جنوده في غزة بعد بيان حماس


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على إرادة الفهم