أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - جمال وثورته














المزيد.....

جمال وثورته


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6788 - 2021 / 1 / 14 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهل كانت ثورة أصلاً؟ لا، كانت انقلاباً عسكرياً بقيادة مجموعة معلومة بالاسم من الضباط بقيادة جمال عبد الناصر نفسه. هذه البداية الحقيقية. لكن ماذا عن نتائجها؟ كانت نتائجها ضخمة، ضخمة جداً بما فاق خيال قادتها أنفسهم والمنطقة والعالم أجمع. كانت نتائجها ثورية حقاً بكل من تعنيه الكلمة من معنى، حتى لو كانت قد بدأت مجرد حركة تمرد عسكرية محدودة وبأهداف متواضعة للغاية. الثورة تغير وتقلب حياة الشعوب رأساً على عقب. وهكذا بالضبط قد فعلت ثورة جمال، ليس في مصر فحسب بل عبر المنطقة العربية كلها والعديد من الدول الأفريقية وحول العالم. سمه انقلاب، سمه ثورة؛ هو في الحقيقة انقلاب تحول بنتائجه إلى ثورة جارفة. وماذا عن نتائجه الثورية الجارفة تلك التي بدلت وقلبت حياة المصريين وكثيرين من العرب رأساً على عقب؟ للأسوأ أم الأفضل؟ لا هذا، ولا ذاك، إلى الكارثة- نكسة 67.

ثمة خمس دول عربية على وجه التحديد تجسدت فيها المبادئ والنظرية الناصرية الثورية بدرجة جلية: مصر، سوريا، العراق، ليبيا، واليمن. وقد اصطفت هذه الدول ذات التوجه الناصري التقدمي في حلف ضد ما وصفتها بسخرية وترفع دول المحور الرجعي المتخلف تحت حكم الأنظمة الملكية والوراثية مثل السعودية ودول الخليج والأردن والمغرب. على صعيد الديمقراطية، سيادة القانون، حقوق الإنسان، الحريات المدنية والعامة...الخ، هل تحقق فارق ملحوظ بين المعسكرين التقدمي والرجعي؟ هل كانت ثورة ناصر تقدمية فعلاً كما ادعت لنفسها قولاً؟ لا، ألف لا. كانت أكثر قمعاً لشعوبها وتسلطاً واستبداداً عليهم ألف مرة من أنظمة الحكم الملكية، لدرجة استخدام الجيوش النظامية لسحق حركات المعارضة المدنية السلمية.

ثم على الصعيد الاقتصادي والتنموي ومتوسط دخل الفرد...الخ، هل يوجد فارق بين المعسكرين؟ فارق ضخم، حتى مع استبعاد متغير الثروة النفطية سيبقى هناك فارق ملحوظ. الأردن والمغرب لا تملكان ثروات نفطية وكانتا ضمن المحور الرجعي غير الثوري ورغم ذلك يبقى الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي فيهما أفضل كثيراً من الجزائر وليبيا بثرواتهما النفطية الضخمة وإرثهما الثوري التقدمي.

وعلى صعيد الشرعية والانتقال السلمي للسلطة، والاستقرار الاجتماعي واستمرارية واستدامة السياسات، حدث ولا حرج. لقد أبانت الأنظمة الناصرية الثورية عن هشاشة وضعف في شرعية الحكم جعلتها تنقلب إلى وحوش ضارية تفتك بشعوبها، لتتحول إلى ما يشبه العصابات المسلحة أكثر منها أنظمة حكم تتمتع بالشرعية والقبول العام والسلم الاجتماعي- في سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وفي العراق...الخ.

هل فشلت ثورة جمال؟

لا، لم تفشل، وإلا لما كانت قد خلفت تلك الآثار الضخمة. لكن تلك الآثار بقدر ما كانت ضخمة بقدر ما كانت كارثية. كيف كانت كارثية؟ تريد أن تعرف؟ اسمع فقط لجل القادة والزعماء العرب تلهث ألسنتهم طلباً "للعودة إلى حدود ما قبل 67". وماذا حدث في 1967؟ هذا هو يوم وفاة ثورة جمال، ويوم تكشف الكارثة الكبرى. يومها اتضح أنها في الحقيقة لم تكن لا ثورة ولا انقلاب، بل وهم. كانت ثورة جمال حلم، مصري وعربي. الكارثة الحقيقية أن هؤلاء المصريون والعرب الحالمون تصوروا أن مجرد الحلم كاف لخلق واقع جديد، أفضل. في 67، أفاقتهم إسرائيل من حلمهم اللذيذ على واقعهم المر. وهم اليوم بعدما استيقظوا على استعداد لابتلاع مرارة ما قد سبق لهم رفضه والقبول بدولة فلسطينية داخل حدود ما قبل النكسة، قبل 1967. لكن هيهات. فات الميعاد.

في الحقيقة، ربما ثورة جمال قد ولدت ميتة قبل زمن طويل من عام 67، مجرد أن هذه الحرب شيعت جثمانها إلى مثواه الأخير. السؤال: لماذا ولدت ثورة جمال ميتة؟ وهل كانت حقاً ثورة جمال وحده، أم ثورة المصريين والعرب؟ هل كانت حلم لجمال وحده، أم حلم لجمهور المصريين والعرب؟ ولماذا انقلب الحلم الجميل إلى كابوس حالك السواد والبؤس؟

ما هي آثار ومخلفات ثورة جمال الباقية بيننا والمؤثرة علينا حتى اليوم؟ لماذا بقيت، ولماذا وقفنا أمامها عاجزين عن الإصلاح وتغيير المسار؟ لماذا بقي ناصر وثورته- حلمه وكابوسه- يجثمان على أنفاسنا وحياتنا بكل هذه الشراسة والقسوة حتى اليوم؟



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنبياء المؤسسون
- ابن الله
- وطن عربي حقاً؟
- وما نيل الأوطان بالتمني، لكنها تؤخذ غلابا
- أنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُُ حياة 7
- أنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُُ حياة 6
- وحي السماء
- قول الصدق
- أنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُُ حياة 5
- أنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُُ حياة 4
- سلام على إسرائيل
- أنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُُ حياة 3
- أنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُُ حياة 2
- أنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُُ حياة 1
- أنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُ حياة
- أنا الإنسان، أنا الوطن: خَلْقُ حياة
- كل شيء هادئ على البر الغربي للأحمر
- مقاربة جديدة إلى النكبة الفلسطينية في ذكراها السبعون
- الانتحار العربي في سماء نيويورك
- صراع السيسي وأردوغان على المنطقة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - جمال وثورته