أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - زواج مشروط … ! ( قصة قصيرة )















المزيد.....

زواج مشروط … ! ( قصة قصيرة )


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 16:05
المحور: الادب والفن
    


- تناولْ طعامك حبيبي ، وحاول ان تكون هادئاً … !
هكذا كانت منى تستقبل زوجها جمال كل يوم قبل ان تقدم له نشرة الاخبار مع صور من المعركة .. بينها ، وبين عمتها ام جمال .. التي يبدو ان لا نهاية لها في المستقبل المنظور !
- لم لا تتركيني اتناول طعامي أولاً قبل ان أغص في لقمتي ؟
- معك حق حبيبي .. صحة ، وعافية على قلبك …
- تذكري قبل ان تبدئي النشرة .. الشرط الملزم الذي اتفقنا عليه نحن الثلاثة ، وأولهم انتِ ، والوالدة ، والمغفل الماثل امام عدالتكم …
- لم انسى شيئاً .. اطمئن حبيبي ، وسأكون عند حسن ظنك …
- ممتاز … والان اتركيني بسلام ، وأجلي النشرة ، وصور من معركتك الى ما بعد القيلولة ، فأنا متعب جدا …
- قيلولة هنية حبيبي … ( تغادر )
هنودة ( تصغير هند ) .. صبية صغيرة تنمو تحت ملابسها دون ان يلحظها احد … يكبر جسدها .. يستدير ، ويتكون .. جسد رائع ، ووجه أروع .. تزوجت من رجل بعمر ابيها ان لم يكن اكبر بكثير .. واسع الثراء .. اشتراها بماله كما يشتري اي سلعة ثمينة … فالمال هو من يتكلم دائماً … !
ومن الايام الاولى اصبحت هنودة حامل .. ثم جاء جمال الى الدنيا ، فاصبحت هذه الصبية أما .. تلاشى اسمها ، وحلت مكانه الكنية الجديدة التي ترفض ان يناديها احد بغيرها .. ام جمال ..
كان الحاج ابو جمال قد استهلك انفاسه في حياة مترعة بالمتع ، والزيجات على انواعها ، ولم يُحرم من البنين والبنات .. ثم رحل تاركاً ارثاً عظيما ، أخذت ام جمال حصتها ، وحصة ولدها اضافة الى الاموال السائلة التي كان يضعها في بيتها …
تحولت الصبية الى أم مسؤولة عن طفل بدء يكبر ، وتكبر هي معه .. كان تعلقها بولدها لا يعادله تعلق بشئ آخر .. تقدم لها كثيرون طمعاً بمالها ، وشبابها لكنها كانت ترفض ، وتقول بانها قد نذرت نفسها ، وحياتها لابنها جمال الذي كبر ، وترعرع في رغد عيش ، وهناء بفضل ثروة ابيه ، وذكاء امه التي احسنت توظيف تلك الاموال .. فعاشوا في نعيم يحسدون عليه ..
امس القريب كان جمال طفلا ، واليوم صلب عوده ، واصبح شابا بل زينة الشباب … جمالا وذكاءً وبراعة في تحمل مسؤولياته بمساعدة امه على ادارة ثروتهم .. فحان وقت زواجه .. امه تريد ان ترى له اولاداً .. هذا هو املها ، ورجائها في الدنيا .. ان يمتلئ البيت ، وحياتها بالتالي باطفاله .. فكان أمرها او نصيحتها لولدها ليلة عرسه : انفخ بطنها .. بسرعة !
رفض جمال ان تختار له امه زوجة فقد سبقها في ذلك ، وقدم لها فتاة رائعة الحسن ممتلئة شباباً وذكاءً .. احبته واحبها وارادها ان تكون زوجة العمر ، وام لاطفاله .. رفضت الام ، وضربت قدمها في الارض مصرة على اختيارها فتاة من طبقة عليوي تليق بمقامهم ، ومكانتهم الاجتماعية ، وحسبهم ونسبهم ، وكأنها قد نسيت او تناست كيف كانت .. لا تزيد عن كونها ابنة رجل كادح يعمل ساعي بريد ، يهيم على دراجته من الصباح حتى المساء حتى تكل قدماه ، وينهد حيله ليوفر لعائلته الوافرة العدد .. لقمة العيش … اخيراً لا تملك خيارا الا ان تنزل عند رغبة ولدها ، وحبيبها … لكنها فرضت شرطا .. اذا لم يحصل حبل خلال الاشهر الثلاثة الاولى .. على جمال ان يطلقها ، وتختار هي بمعرفتها ، وعلى ذوقها زوجة أخرى .. !
- اين جمال ؟
تسأل ام جمال بصوت حازم زوجة ابنها منى .. ترتبك الاخيرة .. وتبقى صامتة معقودة اللسان من قوة المفاجأة … ثم تجيب باستسلام !
- دخل لينام …
- أيقضيه فوراً .. أُريده أمامي ( تنظر الى ساعتها ) في نصف دقيقة … تنسحب منى ، وهي تدمدم غاضبة .. وبعد ثواني يخرج جمال ، وهو يفرك عينيه ، ويتثاءب .. يبادر أمه :
- نعم … ؟
- نعم الله عليك حبيبي .. ( مباشرةً ، وبعصبية ) اين الولد ؟
يتفاجأ في السؤال !
- أي ولد … ؟!
- أُذكرك .. أَلم نتفق حبيبي اذا الخاتون ( تشير الى منى ، وهي تنظر اليها ، والشرر يتطاير من عينيها ) لم تحبل خلال ثلاثة أشهر .. تطلقها … ؟ طلقها الان أمامي ، وأزوجك فتاة ممتازة ، ولود .. تتبعت سلالة عائلتها من الراس للساس … يقاطعها بهدوء ، وهو يتثائب :
- وهل انا امبراطور الصين … ؟ أي سلالة .. ما سلالة ، يا أمي .. أعطينا مجال .. عندنا معمل كتاكيت … ؟ الناس تبقى سنوات ، وبعدين الله يرزقهم بالاولاد …
- وتريدني حضرتك ، وهذه العاقر ( وهي ترمق منى بعداء واضح … ) أن انتظر سنوات … ؟
تتململ منى ، وتدخل الغرفة زعلانة ، وهي تبكي .. تتبدد لحظة البهجة المؤقتة ، التي جمعتها مع زوجها قبل لحظات … !
اتفق جمال مع زوجته ان تتحمل ، وتتحلى بكل ما تستطيع من صبر ، وطاقة فالمعركة طويلة ، وأم جمال صعبة المراس ، وليست سهلة ، وايضاً عنيدة ، وهي الصفة التي اضافتها منى الى بقية الصفات التي تتحلى بها العمة … فاذا قالت منى حلواً قالت العمة مراً ، واذا قالت مراً قالت العمة حلواً … وهكذا يبدء النقار الذي له بداية ، ولا يبدو ان له نهاية …
وكانت النظرة الصارمة ، والحدية في عيني العمة تجبر منى على ان تحول احيانا المر حلواً ، والحلو مراً ، وامرها الى الله .. فحبها لزوجها لا يعادله حب في الدنيا ، ومستعدة ان تتحمل المر من أجله .. كانت العمة ، وكأنها تبحث في ذاكرتها عن تفاصيل حتى ولو كانت تافهه كمادة دسمة للنقار ، وتنغيص العيشة …
تعودت منى على نبرة السخرية في صوت عمتها … على فقرها ، وفقر اهلها .. منى تعرف كل شئ عن هنودة ، ولكنها مربوطة اللسان ، والتصرف باحترامها لزوجها اولا ، وبشرط الزواج ثانياً الذي اضطرت على الموافقة علية حبا بحبيبها ، وزوجها جمال لا اكثر …
يدخل جمال الى الغرفة ليطيب خاطر زوجته .. فيجدها تبكي ثم يجلس على الفراش محتاراً لا يدري ماذا يفعل مع مشكلة ليست بيد احد حلها .. فيسألها ما اذا كانت مواظبة على مراجعة الدكتورة باستمرار … ؟
- الدكتورة تقول لا يوجد عندي مانع من الحمل ، ثم بعد تردد .. تكمل متوجسة ..
- تريد الدكتورة ان تراك .. يتفاجأ جمال بالطلب .. !
- وهل أنا الذي سيحبل أم انتِ .. عجايب ؟!
- تريد ان تراك ، وتتحدث اليك لا اكثر ولا اقل …
- تلتقط لي صورة مثلا ، أم تريد مني موعد غرام … ؟
- حبيبي .. بصراحة تريد ان تجري لك فحص الذكورة !
- نعم … ؟! وهل قلتي لها ان زوجي انثى … ؟
ويستمر الجدل القريب من النقار .. تتململ منى ، وتقول في سرها انها تخلص من نقار الام .. تبلش بنقار الابن .. اي عائلة مجانين هذه !
- شدي حيلك … ! يقول جمال لزوجته …
- من الذي يشد حيله انا ام انتَ .. ؟ الامر كله بيدك …
- بيدي … ؟ وهل انا الله … ؟
- حبيبي .. ( بنفاذ صبر ) لنذهب غدا الى الدكتورة ، وانشاء الله خير … !
وفي اليوم التالي يذهبان الى الدكتورة ، وبعد الفحوصات تقول لهم .. لا يوجد مانع من الحمل ، والمسألة مسألة وقت ، والامر اولاً ، واخيراً بارادة رب العالمين …
تمر الايام ثقيلة على الثلاثة : منى وزوجها قلقين من عصبية الام ، واندفاعها ، ويبحثون عن وسيلة للخروج من المأزق .. والام صبرها بدء ينفذ …
وفي يوم من ايام السعد .. تستقبل منى زوجها على غير عادتها مرحة .. معنوياتها عالية ، وتبدءه بجملتها اليومية :
- تناول طعامك حبيبي ، وحاول ان تكون هادئاً .. ( وتزيد عليها ) .. تنتظرك مفاجأة !
- يا ساتر … ! قالها بصوت بارد .. يبدو القلق على وجه جمال ، مضافاً الى التعب اليومي …
ينتهي من طعامه ، ويستريح قليلا مع الشاي قبل ان يغادر الى قيلولته اليومية .. تبادره منى بفرح ، وابتسامة عريضة على وجهها :
- مفاجأة … ! لا يهتم .. يتثائب ثم يتمطى ، ويهم بالقيام .. تهتف بهدوء :
- الدورة تأخرت … !
- أي دورة .. ؟ يبدو وكأنه قد نسي ، ثم بعد ان ينظر الى زوجته نظرة ذات معنى .. يتبادلان الابتسام .. يفهم … !
يترك الشاي .. يقوم كالمجنون .. يعانق زوجته بحرارة ، ويقبلها على جبينها ، وعينيها ، واخيراً يستريح على شفتيها الطريتين اللذيذتين .. ثم .. يُطلق هلهولة مدوية ، لكنها للاسف غير متقنة !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء عابر … ! ( قصة قصيرة )
- ألا ما أفضع ألخيانة … ! ( قصة قصيرة )
- ذكرى من الحرب لا تريد ان تموت … ! ( قصة قصيرة )
- وللقدر كلمةٌ أُخرى … ! ( قصة قصيرة )
- ألم ألألم … ! ( قصة قصيرة )
- علماني … ولكن ! ( قصة قصيرة )
- إستعادة الحب من مخالب الكبرياء … ! ( قصة قصيرة )
- دعوني لأحزاني … ! ( قصة قصيرة )
- إمرأة بمئة رجل … ! ( قصة قصيرة )
- زوجة نائمة في العسل … ! ( قصة قصيرة )
- ما وراء الشمس … ! ( قصة قصيرة )
- من قتل فائزة … ؟ ( قصة قصيرة )
- الظاهرة الترامبية العابرة … !
- انتفاضة تشرين … مخاض أملٍ جديد ! ( قصة قصيرة )
- غرباء في هذا العالم … ! ( قصة قصيرة )
- حُلمٌ … مخجِّل ! ( قصة قصيرة )
- من هنا مرّت فاطمة … ! ( قصة قصيرة )
- القمار ، وعواقبه … ! ( قصة قصيرة )
- التطبيع خيار سلام … ام مشروع فتنة ؟!
- جنون ، وضياع … ! ( قصة قصيرة )


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - زواج مشروط … ! ( قصة قصيرة )