أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - الشرق و الغرب و صناعه خطاب التضاد!














المزيد.....

الشرق و الغرب و صناعه خطاب التضاد!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 06:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من اجل تعايش سلمى
بين الشرق و الغرب !
عندما كتب كيبلنغ فى القرن التاسع عشر قائلا الشرق شرق و الغرب غرب فانه كان يعبر عن رؤيه ثقافيه كامله وصفها ادوارد سعيد لاحقا بانها صناعه لشرق متخيل!
و لا شك ان المتخيل يتم صناعته عبر اجيال من خلال قصص و حكايات يختلط بها الحقيقى و المتخيل.لكن تاريخيا لا يوجد منطقتين تصارعتا و غزت كل منهما الاخر سوى اوروبا و الشرق الادنى. الفرس و هانيبال القرطاجى و العرب غزو اوروبا و الانكليز و الفرنسيون و اخيرا الصهياينه و الامريكان غزوا الشرق الادنى
.طال هذا الصراع و اخذ اشكالا متعدده فى الجيوبوليتيك و فى الاقتصاد و الثقافه ,كان صراعا حارا و كان صراعا باردا و ادى عبر الزمن الى خلق صور و صور مضاده عن الاخر حتى انه لوقت ليس ببعيد كانت الامهات فى ايطاليا يخوفن اطفالهم بعدم الخروج ليلا لان هانيبال على ابواب المدينه.
Hannibal ad portas!
و حتى يوليوس قيصر وصف منطقه الشرق الادنى بالبرابره واضعا الصراع فى اطار متمدن و بربرى!
و قد استمرت صناعه الصور النمطيه حتى ان اوائل المستعمرين الانكليز اسموا سكان امريكا الاصليين بالكنعانيين و المستعمرين بالعبرانيين . الامر الذى يضع الصراع ضمن اطار المؤمن ضد الكافر لان هذه هى الصوره التى تم رسمها للكنعانيين ,حتى انى فوجئت مره ان ارى ان كلمه فلسطين فى قاموس بريطانى تعادل الكفر و الحرب ضد الله !
فى العصور الحديثه تمكن العرب المسلمون من تصفيه النفوذ الرومانى ذات الطابع المسيحى و حصلت عمليه تعريب و اسلمه لتلك المنطقه اى بلاد الشام و مصر. الامر الذى عزز من الصور المضاده لدى كل طرف .المسلمون نظروا الى العقيده المسيحيه انها نوع من الشرك بالله بسبب عقيده التثليث التى يراها المسلمون عقيده باطله و المسيحيون نظروا لللاسلام على انه بدعه دينيه .
منذ ذلك الوقت بدا الصراع ياخذ ابعادا ثقافيه اى دينيه مع انها كانت اقتصاديه بالدرجه الاولى فيما ما يعرف بالحملات الصليبيه على المنطقه ضمن اطار محاربه ما وصف انه حرب على الكفار المسلمون
Deus Vult
اى ان الله هو الذى قرر هذه الحرب !
و اذا كانت صوره الصراع هى الصوره العامه فان هناك صورا جميله لم يتم التركيز عليها .و منذ عده اعوام قدمت محاضره تحدثت فيها عن العلااقات التجاريه و التفاعل بين الشرق و الغرب اثناء الحروب الصليبيه .لانه لللاسف صوره الصراع هى التى طغت على المشهد .و كالعاده يستفيد من ذلك الايديولوجيون المتشددون لاجل تغذيه ثقافه الكراهيه و الخوف من الاخر سواء على مستوى الاسلاميون المتطرفون او اليمين الاوروبى المتطرف .
المؤسف ان الدراسات المتعلقه بالتعايش قليله. و قد قرات مؤخرا كتابا لمؤرخ انكليزى فيه بعض صور التعايش السلميه فى تلك المرحله .كما قرات بعض دراسات عربيه حول ذلك من د حسين عطيه الذى درس وضع الاوروبيين من الاجيال اللاحقه الذين تعربوا .كذلك للمؤرخ الفلسطينى نيقولا زياده .لان الفتره طالت 200
عام و لا بد انها اوجدت نوع من
Modus Vivendi
اى حاله تعايش بين الناس .و فى النهايه لم يعد كل الاوربيين الى بلادهم .بقى الفقراء فى بلادنا الذين لا يملكون ثمن تذكره السفن و صاروا جزءا من مجتمعاتنا .
و لذا كنت ادعو دوما لدراسات موضوعيه تبعدنا عن سلبيات الموروث المتخيل الذى تحكم و ما يزال فى عقول البعض.فالشرق ليس كتله و احده كما ان الغرب ليس كتله واحده و لا بد من التصدى لثقافه التعميم المضره.
قيام الدوله الصهيونيه ساهم كثيرا فى اعتقادى باثاره الكثير من سلبيات الماضى. و يجب ان يظل التركيز ان الصراع مع الصهاينه هو صراع حقوق و عداله و ليس صراع دينيا . و يظل امام قوى التعايش الكثير لاجل بذل الجهد من اجل خلق ثقافه تتجاوز الماضى لاجل حضاره تعايش سلميه على ضفتى المتوسط.فالمشاكل الموجوده هى سياسيه اولا و اخرا. و يجب التصدى الفكرى و الثقافى لفكر التطرف الذى يسعى لتعزيز صور نمطيه سلبيه و ذلك بوضع الصراع فى اطار ثقافى دينى.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صّ في حفل تخرّج لروائية أميركية: إن الحياة مرض لا شفاء منه
- يوم بارد!
- بلطجى تافه لكنه خطر ايضا
- راى حول فلسطين
- دعونا نؤمن بموسم العصافير !
- هناك امل كبير و مستقبل عظيم امام الجيل الجديد !
- اشكالية الدول الايديولوجية فى عصر التحولات !
- لجذور التاريخيه المكونه لثقافه بلاد الشام الغير قابله للفكر ...
- عن تجارب الناس
- حديث الاول من كانون ثانى يناير
- هل يمكن لنا قياس الحياة !
- فلنربط الاحزمة !
- حل عصر التفاؤل!
- الربيع في القلب
- هناك متسع لانتاج الشجون
- حديث الاريعاء!
- قلب الظلام
- انتهى زمن غوتنبرغ !
- فى ذكرى رحيل ادوارد غريغ(1843.1907)
- الحركة القومية العربية من الامة الى القبيلة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - الشرق و الغرب و صناعه خطاب التضاد!