أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - يوم بارد!














المزيد.....

يوم بارد!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6783 - 2021 / 1 / 9 - 02:43
المحور: سيرة ذاتية
    


صرت لا اشكو من الجو البارد و السبب انه ان سقط الثلج معناه ان الطبيعة تعمل كما يجب و ان فكرة ارتفاع الحرارة حسب العلماء قد لا تكون دقيقة تماما .و هو امر مطمئن !
دق جرس البيت فاذا هو احد الجيران الذى قدم لى علبة سجاير تدى.يا للعجب سالته من اين لك هذه العلبة التى اظن ان الشركة المنتجة لها قد توقفت .
و لسجاير تدى قصة طريفة.فقد قدم لى صديق نرويجى سيجارة تيدى قائلا انا و الملك اولاف ندخن هذا النوع من السجاير.
و بالفعل صرت ادخن هذا النوع من السجاير لفترة اعوام .
و فى عام 1990 توفى الملك اولاف .ذهبت انا و ابنى الصغير و اضانا شموعا فى حديقة القصر الملكى التى كانت تغص بالناس .كانت اجواء حزن حقيقية بادية على الوجوه لم ارها من قبل الا حين وفاة اينار كاراجين رئيس الوزراء الاسبق الذى يعتبر من اهم الشخصيات السياسية النرويجية .كان الملك اولاف يحظى بشعبية واسعة .و له قول مشهور انه ملك كل النرويجيين بما فيهم الشيوعيون الذين لا يعترفون بالحكم الملكى !
.سالنى ابنى ال اين ذهب الملك اولاف .قلت الى السماء و نظر كلانا نحو السماء !
.
اتصلت اليوم بصديق و سالته عن احواله فى هذا الجو حيث بلغت درجة الحرارة عشر تحت الصفر فى الصباح .قال ضاحكا انا مستعد لكل الاحتمالات عندى من يكفى من كونياك و نبيذ .ضحكت و تذكرت مدرسا كان يدرسنا فى المرحلة الثانوية و كان يبدو فى مظهرة متسكعا او من الثوريين الذين لا يهمهم مظهرهم .لكنه كان شديد الذكاء .و قد كان من عادته ان يحمل قنينة من الكونياك كان يشرب منها بين حين و اخر .كان جسمه رقيقا و لعله كان لا يستطيع مقاومة البرد .خاصة انه لا يوجد فى متاجر بلادنا ملابس دافئة كالتى توجد فى البلاد الباردة .و قد
انا دوما اتذكر المثل النرويجى الذى يقول انه لا يوجد طقس سىء بل توجد ملابس سيءة .و عندما سمعته و كان اول مثل اعرفه قلت انه مثل فيه بعض التبرير لكن ايضا فيه بعض الحق !
و رغم برودة الطقس قررت ان اخرج اليوم .و كانت الصدفة انى التقيت بامراة اعرفها من ايام زمن الجامعة و لم ارها من اعوام طويلة.كانت المراة انيقه المظهر كما عرفتها دوما .و كان لها طريقة جميلة فى لف الشال حول رقبتها .و لا ادرى لماذا كنت ارى و كانها تظهر بمظهر ارستقراطى رغم انى عندما تعرفت اليها لاحقا اخبرتنى انها من اسرة عمالية .
و عندما رايتنى بدت سعيدة .فقد كنا اصدقاء لاعوام طويلة .و من الطريف انها رفضت ان ترقص معى عندما التقيتها اول مرة فى حفلة فى الجامعة عندما كنا طلابا .
لم اعد اذكر لما اخترتها هى للرقص .كل الذى اذكره انها بدت تائهة منصرفة فى التفكير .و لعلى ظننت انها كانت تفكر فى امر ما .
اقتربت منها و سالتها قالت انها ليست فى مزاج الرقص .ابتسمت و شكرتها و انصرفت .و عندما صدف ان التقيتها لاحقا فى باحة الجامعة و لم اكن اعرف اسمها حتى ذلك الوقت قلت مازحا رفضك الرقص معى سيكلفك غاليا .ابتسمت و قال ماذا سيكلف .قلت لها لن اتحدث معك طوال الحياة! .ضحكت كثيرا ثم
قلت لها عندى ساعة قبل المحاضرة فهل يمكن ان نشرب قهوة . ذهبنا لنشرب القهوة فى مقهى الفريدريكا .
كنت اظن ان الجلسة لن تستغرق سوى ساعة.و قالت لى الست ذاهب للمحاضرة .ابتسمت و قلت المحاضرة لن تغير التاريخ لكن جلستنا يمكن ان تغير التاريخ.احمر وجهها قليلا و قلت لها فلسطين و كوبيك حرة .فقد كانت كندية من الجزء الفرنسى و كانت تؤيد ان تصبح دولة مستقلة. و كت امزح قائلا اذن لا بد لكم من منظمة تحرير كوبيكية !
عرفت منها ان طلقت من زوجها و كان انكليزيا و تعيش مع رجل اخر اليوم لم اسال من هو .سالتها ان كانت سعيدة قالت اه يا سليم لم اعد اعرف كيف يمكن ترجمة هذه الكلمة فى الحياة لكنى اعيش حياتى بكل ما فيها .قلت او السنا جميعا هكذا .ودعتها و انصرفت فى طريقى.
كنت انظر لللاشجار التى غطاها الثلج .كان الطقس باردا .و كانت الهواء البارد يزيده برودة .كنت اسير وحيدا فى الطريق .فقد خلى الشارع من المارة .و اوى الناس الى بيوتهم باكرا . كنت اسير و انا افكر فى الحياة .بمصائر الناس الذين عرفتهم فى مسيرة الحياة



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلطجى تافه لكنه خطر ايضا
- راى حول فلسطين
- دعونا نؤمن بموسم العصافير !
- هناك امل كبير و مستقبل عظيم امام الجيل الجديد !
- اشكالية الدول الايديولوجية فى عصر التحولات !
- لجذور التاريخيه المكونه لثقافه بلاد الشام الغير قابله للفكر ...
- عن تجارب الناس
- حديث الاول من كانون ثانى يناير
- هل يمكن لنا قياس الحياة !
- فلنربط الاحزمة !
- حل عصر التفاؤل!
- الربيع في القلب
- هناك متسع لانتاج الشجون
- حديث الاريعاء!
- قلب الظلام
- انتهى زمن غوتنبرغ !
- فى ذكرى رحيل ادوارد غريغ(1843.1907)
- الحركة القومية العربية من الامة الى القبيلة
- الصراع العربى الاسرائيلى اجل ظهور الاسلام السياسى اكثر من نص ...
- فى اقصى شمالى النرويج!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - يوم بارد!