أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - الصراع العربى الاسرائيلى اجل ظهور الاسلام السياسى اكثر من نصف قرن!














المزيد.....

الصراع العربى الاسرائيلى اجل ظهور الاسلام السياسى اكثر من نصف قرن!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد القرن التاسع مرحلة انفجار القوميات التى بدات ظهر على خلفية تراجع و ضعف الامبراطوريات العابرة للقوميات مثل الحركات القومية فى البلفان و ارمينية و التركية و العربية .و قد تزامن ولادة الحركة القومية العربية ابضا مع ولادة الصهيونية كحركة قومية لليهود فى اوروبا الشرقيه الذين تصادما منذ بدايات التاسيس بسبب مطامح الحركة الصهيونية لاجل استيطان فلسطين. .
لكن فى حقيقة الامر و رغم وهج الحركة القومية العربية فاننا نلاحظ ان الحركة القومية العربية كان دورها الاساسى فى دعم حركات الاستفلال الوطنية فى الجزائر و اليمن الجنوى الخ . و لعل هذا من مفارقات الحركة القومية العربية .اى انها حركة قومية تدعم الدولة الوطنية .
من اهم ملامح الحركة القومية العربية انها ظهرت بالدرجة الاولى مع نخب بلاد الشام و العراق الى حد ما . و الاشارة هنا الى الموقع الجغرافى امر مهم .لانها ولدت فى مجتمج متنوع ثقافيا و دينيا و بلاد الشام هى المنطقة الوحيدة فى الاقليم العربى حيث الوجود المسيحى الفاعل الذى
ساهم فى عصرنة اللغة العربية و علمنة الحركة القومية العربية .
و لما كانت ولادتها على خلفية الصراع مع الاخر التركى المسلم تميزت الحركة القومية بالتشديد على الطابع العلمانى و الفصل ببين الدين و السياسة.بينما نلاحظ مثلا الفرق مع الحركات الوطنية فى المغرب التى لم تواجه نفس الاعداء كما فى المشرق. لم تنشا عندها اشكالبة الثنانية الصراعية بين العروبة و الاسلام كما فى المشرق .و سيدو واضحا فى التعبير المغاربى الذى يقول العرب المسلمون لان المغرب خال من مسيحيين عرب و فى العقل المغاربى كلمة مسيحى مرتبطة بالغرب و خاصة فرنسا و اسبانيا و كانتا الدول التى احتلت اجزاء من المغرب .بينما التعبير المشرقى يتنحدث عن العرب و المسلمون اى انه يضع العرب كقومية واحدة بغض النظر عن الدين و الاسلام كدين له امتدادات عالمية.
و حتى فى ىكتابات المنظرين العرب الاوائل نلاحظ مثلا ندرة استعمال تعابير دينية فى كتابات ساطع الحصرى.و هذا التجاهل الواضح لم يات صدفة بقدر ما كان ضبط واع لكى يفصل بين مرجعتيين . مرجعية العروبة و مرجعية الاسلام .و سنلاحظ انه فى مراحل تاريخية معينة رفضت المرجعية الاسلامية العروبة و ادى الامر الى صراعات دموية لم نزل نشهد بعضا من فصولها .
لقد لعب الصراع مع اسرائيل دور الاسمنت المقوى للفكر القومى حيث شكل زرع اسرائيل تحديا للمنطفة الامر الذى ساهم اولا فى تاسيس الجامعة العربية و ما تلاها من بروتوكات مثل الدفاع المشترك و الحروب اللاحقة الخ .و على الرغم من ضعف اداة الجامعة الا انه جاء فى مرحلة تاسيس الوعى العربى الذى تقوى بفعل الصراع مع اسرائيل و صار تعبير الصراع العربى الاسرائيلى السائد و الذى يعكس واقع الحال .
لقد خلق هذا الصراع ديناميات عدة لعل اهمها اشتداد ساعد الحركات القومية التى ولدت بفعل هذا الصراع مثل حركات القوميين العرب على انواعه من بعث و سواه و التجربة الناصرية . هذا التعاظم للثقافة القومية
ادى الى انكفاء الفكر الدينى الذى ظل محصورا فى المراكز الدينية .و لذا نلاحظ مثلا ان حركة الاخوان المسلمين و هى بدايات الاسلام السياسى ولدت ما قبل مرحلة الصراع مع اسرائيل .
كانت حركة الاخوان المسلمين قد تم تاسيها ردا على انهاء اتاتورك لما اعتبر الخلافة العثمانية .و لما كان الفكر العربى السائد حينها يرى انه لا سبيل للعرب العيش بدون دولة خلافه اولدت هذه ىالحركة ليس صدفة فى مصر لتكون نوع من التعويض عن انهيار الخرفه العثمانية .
و الذى قرا ادبيات حزب التحرير الاسلامى سيجد التركيز الشديد على هذه الفكرة .و التى تعنى فى الجوهر ان الثقافة العربية الشعبية ظلت تنظر الى تحقيق الامجاد من خلال اعادة الحكم الاسلامى و هى فكرة اساسية سادت فى مراحل تدهور الدولة الوطنية القومية تحت شعار الاسلام هو الحل .لكن هذه الثقافة لم يتح لها حتى ذلك الوقت بحكم قوة عامل الفكر القومى و الصراع مع اسرائيل ان تعبر عن نفسها فى احزاب سياسية .
لقد كانت لهزيمة العام 67 دورا مهما فى اعتقادى فى بداية ترعرع الحركات الاسلامية و الفكر الدينى . و على سبيل المثال ازداد بناء المساجد فى مصر بصورة غير مسبوقه و بدات تظهر على السطح ظاهرة تفسير الهزيمة بالبعد عن الدين و سنلاحظ انن هذا الفكر الذى يربط النصر على اسرائيل و القوة بالعودة الى استعادة نموذج الاسلام الاول قد بدا يتنتشر و يقوى فى ظل تراجع الدولة الوطنية على مستويات عديدة .
محاولات الوحدة كلها فشلت و كلما تقدمنا فى الزمن كان الترهل و التراجع و الفشل و التناحرات الدخلية يبدو واضحا فى الدولة الوطنية التى كان ينظر اليها كعدو او كدولة فاقدة للشرعية من قبل الحركات الدينية .الاخوان المسلمين فى مصر و سورية .حزب الدعوة فى العراق الخ .
و لقد شكل خروج مصر من الصراع العربي الاسرائيلى عام 1979 مرحلة مهمة فى تاريخ المنطقة .فبينما خرجت مصر من الصراع جاءت الثورة الاسلامية فى ايران لتخرج ايران من المعسكر الاميركى الصهيونى و لتبدا ايران سياسة جديدة قوامها العداء لاسرائيل و دعم فلسطين.
و بعدها ببضعة اعوام ظهرت حركة حماس ايضا على خلفية ضعف الحركة الوطنية الفلسطينية ذات التوجه العلمانى لتدخل المنطقة مرحلة جديده و دخلت ايضا فى صراع مع الحركة الوطنية الفلسطينية العلمانية .
لقد ساهم الصراع مع اسرائيل فى تاجيل ظهور الاسلام السياسى لفترة طويلة..و اعتقد ان ما نشهده من انفجارات كان من الممكن حصوله او بعضها فى مراحل تاريخية سابقه لولا الصراع العربى الاسرائيلى الذى ما ان تراجع حتى شاهدنا تقدم الاسلام السياسى الذى طرح نفسه كمنقذ لكنه فى الحقيقة و كما شهدنا هو المشكلة و ليس الحل



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى اقصى شمالى النرويج!
- افضل العقل معرفه النفس!
- ما بعد نهاية الايديولوجيا
- الشاعرة الامريكية الفلسطينية نعومى عزيز شهاب
- الحنين للزمن الجميل
- الورشه الثقافيه اولا
- نزهات الاحد
- اللهم نجنا من قسوة الحياة !
- المطلبوب ملاذ امن للحمير! او بعض من طرائف هذا الكون !
- كل الديانات البشرية عبر التاريخ ديانات سماوية بشكل ما
- فى اشكالية التقدم!
- فى القطارات الليليه
- غاندى فى ذكرى ميلاده
- سيكولوجية المقهورين!
- الفساد سبب انهيار الدول
- عن ابو نضال المنصور اخر شيوعى سعودى!
- طونى بلير و الدهاء الانكليزى التاريخى
- حين ينهار العالم !
- حول صداقات العالم الافتراضي لللاجيال الجديدة
- عن جلال الدين الرومى


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - الصراع العربى الاسرائيلى اجل ظهور الاسلام السياسى اكثر من نصف قرن!