أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - فى اقصى شمالى النرويج!















المزيد.....

فى اقصى شمالى النرويج!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 11:14
المحور: سيرة ذاتية
    


فى اقصى شمالى النرويج!



كان ذلك فى العام 1986 عندما دعيت للتحدث حول مشكلات التعليم لدى الفلسطينين الموزعين فى الوطن و الشتات و الذين يخضعون لمناهج تعليم بحسب البلد التى هم فيها .و الحرمان الذى يتعرضوا لهم من جراء حرمانهم من تعليم ابناءهم تحت الاحتلال بمنهج وطنى فلسطينى .الجهة الداعية كانت نقابة المعلمين النرويجيين فى شمالى النروج.تحفظت فى البداية على الدعوة لانى عرفت اننى ساسافر بطائرات صغيره 13 مرة خلال الرحلة و هو امر لا ارتاح اليه ..بالفعل اعددت بعض الافلام الوثائقية التى استعرتها من شل بكيستا و كان صديقا عزيزا و جارا حين كان يقيم فى اوسلو , و قد توفى فى 8.8.2008. و لا انسى هذا التاريخ لانى كنت مسافرا و لم احضر لللاسف جنازة رجل عظيم مثله
.و لعل وصف احد الطلاب ممن عمل رسالة ماجتسير حول العمل التضامنى مع فلسطين فى النروج للرجل بانه اهم استراتيجى لقضية فلسطين فى النروج كان وصفا فى مكانه.و ليس لدى شك ان شل لعب دورا اساسيا فى ادخال قضية فلسطين الى النروج .و الطريف ان شل كان يضحك عندما يلتقى وفود فلسطينيه و عربية لانهم كانوا يلفظون اسمه شل كما هو فى لفظ اسم شركة البترول الامريكيه لكن اللفظ النروجى مختلف عنه.
كان معى فى الرحلة كتاب طه حسين الايام الذى نسيته فى المطار و نسيت ان اسال عنه لاحقا و الطريف انى وجدت الكتاب ذات مرة فى القسم العربى فى احدى مكتبات اوسلو فسررت جدا لانه على الاقل وجد طريقه الى المكتبة.
كانت الرحلة الاولى و هى بضعة ساعات فى الطائرة الى عاصمة الشمال مدينة ترومسو التى يسميها البعض هناك باريس النروج و لا اعرف حتى الان لم هذا الاسم و قد يكون بسبب كثرة النشاطات الثقافية هناك .
لكن على ان اذكر ان اهلها اكثر انفتاحا حسبما لاحظت من المناطق الاخرى فيما يتعلق بالمهاجرين الاجانب و الثقافات الاخرى و قد كان المهاجرين حينها نسبة ضئيلة.و هناك كان اللقاء الاول حيث كان البرنامج ان اتحدث عن الوضع فى فلسطين و طبعا كنت استخدم الافلام الوثائقيه التى كانت بحوزتى و بعد ذلك يكون هناك اسئلة و مداخلات..
و طالما اتحدث عن ترومسو فان نسبة كبيرة جدا من المرضين والممرضات و الاطباء ممن ذهبوا الى فلسطين و الى مخيمات فى لبنان للعمل فى الهلال الاحمر الفلسطينى كانوا من هذه المدينة .
هناك من العرب و الفلسطيين ممن جاوؤوا لهذه البلاد فى مراحل لاحقه لا يعرفوا مدى التاييد الشعبى و الرسمى لاسرائيل فى تلك المرحلة .فقد كانت كلمة فلسطينى تقترب من معنى الارهاب بفعل تاثير دعايات الصهاينة . نستثنى من هؤلاء النخب المحدودة خاصة من الحزب الشيوعى الذى دعانى يومها بحكم سيطرته على نقابة المعلمين فى اقصى الشمال .
كانت الرحلة مرهقة حقا .فقد كان على ان اسافر كل يوم من مكان الى اخر بالطائرة الصغيرة بسبب تباعد المسافات .و الجدير بالذكر هنا ان مفهوم قرية لا يوجد فى الثقافة النرويجية .و التعبير النرويجى هو كلمة مركبة معناه مدينة الريف !
فى كل لقاء كنت التقى مع معلمين اتحدث معهم و اعرض فيلما . و كانت هذه الافلام ذات طبيعة بسيطه نظرا للجهل الرهيب الذى كان حول فلسطين فى تلك الاوقات .من هذه الافلام ما زلت اذكر فيلم المفتاح . و هو فيلم قصير من انتاج منظمة التحرير الفلسطينية .وفكرة الفيلم تقول ان العصفور له بيت و اسمه العش و الدجاج له بيت و اسمه القن و الفلسطينى له بيت اسمه فلسطين ثم هناك علامة سؤال ماذا جرى لبيت الفلسطيى ؟؟؟؟
استطيع ان اقول ان جاز التعميم ان لا يقل عن ثلثين ممن كانوا فى هذه اللقاءات كانوا بين جاهلين بما يحدث فى فلسطين او متاثرين بالدعاية الصهيونيه .اما النسبة الاخرى فقد كانت تتراوح بين تعاطف انسانى عام بدون وضوح فى المضمون السياسى و الاقلية المسيسه فى الحزب الشيوعى كانت متعاطفه .
و كنت قد وضعت مسبقا استراتيجية تقضى بجعل المرء يفكر باعادة النظر فى رايه و نقله الى الضفة الاخرى من التفكير ان امكن .لانى اعرف من خلال الخبرة استحالة تغيير قناعات انسان بمجرد لقاء واحد,لكن يمكن للمرء ان يجعل الشخص يراجع تفكيره و هذا انجاز مهم فى نظرى لانه الخطوة الاولى نحو التغيير .
عندما اتذكر الان فانى اتذكر بعض المواقف الرائعة خلال الرحلة .منها مثلا موقف امرة عجوز كنت اقيم عند حفيدتها المعلمه حيث كنت احل ضيفا عند احد المعلمين او المعلمات فى كل مكان اذهب اليه حيث قالت لى العجوز .اعرف من زمن طويل انكم ظلمتم كثيرا و اشعر باسف لذلك.
كما اتذكر احد المعلمين ممن دافع عن اسرائيل اثناء الحوار و دخلنا فى نقاش طويل . لكن بعد الاجتماع و فى السهرة جاء و اخبرنى انه يشعر ان موقفه خاطىء ووعدنى ان يقرا اكثر لكى يضطلع على الصراع .
ومن المواقف الاخرى انى سمعت عن قصة رجل عربى و لبنانى بالتحديد لان اسم عائلته البستانى .و قد جاء هناك و عاش مع امراة سنوات قليلة ثم توفى شابا .و بقيت المراة تضع الزهور على قبره حتى توفيت قبل بضعة اعوام من تلك الايام اى فى نهايات السبعينيات. .طبعا لا اعرف ما الذى جاء به الى تلك المناطق لكن بحكم انها مناطق بحر و اتصال مع العالم الخارجى كان ياتى هناك بحارة اسبان و يعيشون هناك و الدليل ان هناك قسم لا باس به من السكان شعرهم اسود مثل سكان البحر المتوسط .
و قد اخبرونى هناك قصة الطيار الذى يقود الطارة الصغيره و اخذ يلوح لحبيبته و هوفى الطائرة فكان ان اصطدم بجبل ثلجى و لحسن الحظ لم يكن هناك خسائر !
فى تلك الازمان كانت الحرب الباردة على اشدها .وبحكم ان المنطقة محاذية لللاتحاد السوفياتى فقد كانت منطقة مراقبة من السلطات اكثر بكثير من مناطق اخرى .و الحزب الشيوعى نفسه كما فهمت منهم حينها كان ايضا مراقبا من السلطات .هذا على الرغم ان الاتحاد السوفياتى هو الذى حرر شمالى النروج من قبضة الاحتلال النازى فى الحرب العالميه الثانية . لكنى سمعت قصصا عن مضايقات تعرض لها الشيوعيون فى تلك المرحلة .
و على كل حال منطقة فنمارك منطقه كبيرة المساحة و سكانها قليلون جدا .و شتاءها مظلم ليل نهار اما صيفها فرائع و لا يغادرها ضؤ الشمس ليل نهار ؟
اما سكانها فهم منفتحون على المستوى الاجتماعى.و غالبا ما يلتقى الناس بعد العمل ليجلسوا فى البار يشربون النبيذ او البيرة.
و ذات مرة دعتنى طبيبة لم اعد اذكر اسمها فى بلدة شركيناس على الحدود مع الاتحاد السوفياتى و كانت قد عملت فى الهلال الاحمر الفلسطينى فى احد مخيمات لبنان . و هناك سرناعلى مقربة من نهر يفصل النروج عن الاتحاد السوفياتى .
قلت لها انى اشعر انى اسير فى اقصى نهاية العالم .كان الثلوج لم تزل تغطى الارض و هناك لا يبدا الثلج بالذوبان قبل ايار .كنت ارى من خلف النهر الاتحاد السوفياتى الذى يبدو مثل عملاق خلف النهر.
من الامور التى اتذكرها زيارتى لبلدة من اللابس كما يسمونهم بالانكليزيه او السامنه كما يسمون هنا.و هناك دعونى على غذاء تقليدى من لحم الراندير و دارات احاديث حول الشعوب الاصلية المظلومة فى العالم و هم يعتبرون انفسهم مظلومين فى عدة بلاد .و اللابس تقريبا مثل الاكراد يتوزعون على عدة بلاد من النروج الى فنلندة الى روسيا الى السويد:
و انا عادة اعرف او اقدر ان هذا من اللابس من خدودهم المنتفخة. و قسم منهم يعتبر ان بلاده محتله من النرويج .لكن احد المعلمين النرويجيين قال لى ضاحكا لو لم نضمهم الى النروج
لضمهم الاتحاد السوفياتى او فنلندة هؤلاء لا يوجد عندهم ثقافة الدولة .قلت له مازحا تعنى انهم بدو النروج فقهقه موافقا على التعبير!
و الطريف انه عندما اجرى راديو اللابس مقابلة معى سالنى ما اعتقده عن وضع اللابس و مستقبلهم فاجبت اجابة دبلوماسيه لانى اريد التركيز على هدف زيارتى و لا اريد ان ادخل فى مسائل اخرى!
و ذات مرة كنا فى بلد قريبة من فنلندا قالوا لى ما رايك ان نذهب زيارة الى فنلندا .سالت ان كانت بعيده قالا انه قريبة و كانا معلما و زوجته المعلمه ايضا و قالا انه ما ان نقطع الجسر حتى نكون هناك فى فنلندا.بالفعل لم اعرف اننا فى فنلندا لولا اشارات الطريق باللغة الفنلندية .امضينا هناك بضعة ساعات و عدنا فى نفس النهار .
اما فى اليوم الثالث عشر فقد قلت لهم لقد تعبت من صعود الطائرات الصغيره . و سالتهم عن المسافة بالسيارة الى المدينة الاخرى ,قالوا بضعة ساعات .قلت هل يمكن الذهاب بالسياره على الاقل ارى الطبيعة الخلابه لتلك المنطقة.بالفعل ذهبنا بالسيارة و ما زلت اذكر رؤيتى لقطعان الراندير و روؤسها الخشبية بجانبى الطريق و الجبال المغطاة بالثلوج حيث كنا وقتها فى بداية الربيع و لو كان الوقت صيفا لرأيت شمس منتصف الليل .انطلقت السيارة اما انا فقد كنت مشغولا بتامل تلك الطبيعه الساحرة حيث الهدوء و السكينة يخيمان على كل شىء.
كانت رحلة لا تنسى



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افضل العقل معرفه النفس!
- ما بعد نهاية الايديولوجيا
- الشاعرة الامريكية الفلسطينية نعومى عزيز شهاب
- الحنين للزمن الجميل
- الورشه الثقافيه اولا
- نزهات الاحد
- اللهم نجنا من قسوة الحياة !
- المطلبوب ملاذ امن للحمير! او بعض من طرائف هذا الكون !
- كل الديانات البشرية عبر التاريخ ديانات سماوية بشكل ما
- فى اشكالية التقدم!
- فى القطارات الليليه
- غاندى فى ذكرى ميلاده
- سيكولوجية المقهورين!
- الفساد سبب انهيار الدول
- عن ابو نضال المنصور اخر شيوعى سعودى!
- طونى بلير و الدهاء الانكليزى التاريخى
- حين ينهار العالم !
- حول صداقات العالم الافتراضي لللاجيال الجديدة
- عن جلال الدين الرومى
- لقاء رائع مع رجل بوليس و طبيبة!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - فى اقصى شمالى النرويج!