أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - ثقافياً.. فكرياً.. معرفياً














المزيد.....

ثقافياً.. فكرياً.. معرفياً


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6779 - 2021 / 1 / 5 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما قال ابو الطيب المتنبي "أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ
وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ"
كان يعي ما يقوله لاهل زمانه ومن يأتي بعدهم، اذ ان تطور الامم وتقدمها في كل شيء مرهون بثقافة ابنائها وتميزهم فكريا ومعرفيا وليس "بعضلاتهم ولا اجسادهم" فهذا العالم ستيفن ويليام هوكينج الذي ولد معاقاً جسديا وعاش حياته على كرسي متحرك لا يقوى على ما يقوم به الاخرون يُعد من أبرز علماء الفيزياء، كل ذلك بفضل قدراته المعرفية لا الجسدية.
منذ اربعينيات القرن الماضي وحتى تسعينياته كان الشباب في المقاهي يتبارون فيما بينهم شعرا ونثرا.. ادبا وثقافةً، كان طالب الاعدادية يملك همّ قضية معينة ( امة - دولة - حزب - ايديولوجية وغيرها) يبحث ويقرأ وينظّر فيها ويدافع من اجلها فكريا ومعرفيا وكانت مقاهينا تعج بحوارات وخلافات فكرية ومعرفية فضلا عن الشباب الجامعي الذي كان قائدا ومحركا فكريا ومعرفيا للاحداث، فكل حراك لحدث في البلاد كان يقابله حراك فكري ومعرفي، وهذا ديدن الامم الحضارية التي تبحث في واقعها وتستشرف مستقبلها.
اما اليوم ومع الاسف فان ما تقدم بدأ يضمر ولا اقول انتهى بل مساحته قلت لدرجة ان الحراك الفكري والمعرفي بات في اروقة ضيقة جدا، تنحسر فقط على المشتغلين بها لا غيرهم، وباتت ثقافة "الطشة" هي السائدة والرائجة بل وحتى المربحة ماديا ومعنويا، فالمشاهير اليوم في بلادنا هم اصحاب "الطشات" لا أصحاب الفكر والعقول، لذا نجد ان من ينشر مقطعاً فيديوياً يتحدث فيه عن وجبة طعام بطريقة ساخرة يتابعه ويتفاعل معه الآلاف، وكذلك من ينشر عبارة عن "الكلاوات" بل وحتى "الغائط"، بينما من ينشر مقطعا فديويا لموضوع معرفي وفكري وثقافي لا يجد من يتابعه فضلا عمن يعرفه سوى المشتغلين بهذا الحقل المعرفي، حتى ان شارع المتنبي المعروف بطبيعة رواده ومرتاديه تحول اليوم الى "سوق هرج ومرج" اخر اهتمامات كثير منهم المعرفة والثقافة والفكر.
في اوروبا حتى اليوم مع وجود الهواتف الذكية والالعاب وغيرها تجد العشرات من مرتادي المقاهي والحدائق العامة وحتى وسائط النقل العام يحملون معهم كتبهم يستثمرون وقتهم بالمطالعة والمعرفة ولا تزال القراءة ضمن اولوياتهم اليومية، بينما ينشغل شبابنا بالعاب البوبجي وغيرها.
لست متشائما بالقول اننا نعاني من انهيار ثقافي ومعرفي.. كلا .. بل لا يزال لها مكان بين طبقات مهمة في مجتمعنا، لكننا حتما في تراجع، وتراجع كبير، ليس بحجم امة وحضارة كالعراق الذي اذ ما ذُكر اسمه ارتبط بالمعرفة والفكر والثقافة.
احد مسببات تراجعنا هو تراجع مستوى القراءة ومن ثم الثقافة والفكر والمعرفة في صفوف شبابنا وعامة مجتمعنا، فضلا عما اوردناه في مقالات سابقة (سياسيا واقتصاديا).
اذا اردنا ان ننهض من كبواتنا جميعها فعلينا ان ننهض بواقعنا الفكري والثقافي، نعم هناك معارض كتبية لدور نشر كثيرة، لكنها لم تنعكس ايجابا علينا كمجتمع وامة، ومعالجة ذلك ليس منوطا فقط بالدولة التي لها الدالة الاساس في ذلك من خلال اعطاء الثقافة والفكر والمعرفة اهتماما خاصا، اذ اننا لو اشتغلنا على مجتمعنا فكريا ومعرفيا لاصبح الامر سهلا وميسورا على راسمي ومنفذي السياسات العامة في البلاد انفاذها وتطبيقها، وهنا للاسرة دور وللمدرسة والجامعة كذلك، باعتبارهما مؤسسات التنشئة الاهم ومن بعد ذلك الانتقال الى المنظمات والاتحادات والنقابات كل في مجال اختصاصه وعمله وتحويل المبادرات الى مساحات اشتغال دائمة لا تنتهي بمجرد الانتهاء منها كمبادرة .



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاديا
- سياسياً
- يوم انتصرنا
- اجتماعيا
- الإيجابي والسلبي
- نازحون في شتاء ممطر
- ننتظر حلولاً لا بكاء
- الإصلاح المؤسسي
- رؤوس الفساد
- وأد الفتنة
- وعي.. وعي
- مخيمات الايواء – المعالجات
- مخيمات الايواء – المشكلة
- المگرودان الطبيب والمرور
- كفالة المواطن
- ما بعد تشرين
- تعزيز العلاقات
- وحوشٌ لا بشر
- تشرين
- المركز والاقليم


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - ثقافياً.. فكرياً.. معرفياً