أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - دموع أمي -مترجمة-














المزيد.....

دموع أمي -مترجمة-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 00:18
المحور: الادب والفن
    


أحاول أن أجيد أكثر من لغة ، وفي نهاية هذ العام قرّرت أن أحاول ترجمة دموع أمي ...
بينما يداعب النسيم بعض شعرات رأسي لتي تظهر من القمطة التي ألفها عليه تنحدر الدموع من عيني ، وفمي يبتسم للحياة . هي إحدى تقاليد النّساء في الفرح، حيث تبكي المرأة عندما تتزوج ابنتها ، و كأنها ذاهبة إلى المقبرة، لكنّها ليست أمّي . تلك المرأة العادية، لم تكن أمي عادية بل كانت نهراً يتدفق بالدموع، وثغراً يبتسم للحياة.
أنا لست أمّي ، ولست امرأة أخرى. إنني نفسي
لكن تلك المرأة التي يهبّ النسيم على وجنتيها فيفرط دمعها تبدو كأنّها أنا ، الحقيقة ليست كذلك ، فقط دموع أمّي هي التي تتسرّب من عينيّ.
هل كانت أمّي أعظم الأمهات؟ ... ربما
هل كانت تستحقّ التكريم ؟. .. بالطّبع
لا أناقش هذا الآن . فما كان قد كان. كنت أفتقدها في طفولتي، وعندما أصبحت شابة، وعندما عصفت بي الحياة. كم مرّة أردت أن أبوح لها بوجعي ، لكنني خجلت من ألمها الذي يجعلني أشعر بالقهر ، خفضت رأسي أمام دموعها ، و صبرت. هل تعرفون ماذا يعني الصبّر؟
الصبر هو نوع من العبادة . أنت تصبر خمس مرات في اليوم في كل مرة لعدة ساعات وينتهي اليوم ، عندما تغادر إلى فراشك تبتسم بعد أن تدخل في عالم أحلام اليقظة. أمّي الجميلة كانت تختلط ابتسامتها بدموعها، وبقيت دون أن يلتقط لها تلك اللوحة فنان.لا يوجد فنان في دائرة الأم.
في يوم مضى غيّرت كل الطّرقات التي أمرّ منها كي لا ألتقي بمحبّ فيتجاهلني ، تماماً كما فعلت أمّي حيث كانت تشكو لي دائماً الأبواب المغلقة ، فأردت أن لا أمر قرب مكان يمكن أن يكون مغلقاً ، وجدت نفسي معزولة خارج المكان و الزمان - ربما أتحدّث عن أمّي، ربما عنّي- فجأة مسّني الضّر ، وكل الذين خشيت أن أراهم ، أو حسبت أنني سوف أتلقى الإيذاء منهم أظهروا رؤوسهم من النوافذ يصفقون لي.
أعود إلى ترجمة دموع أمّي. كانت أمي تجيد لغتها ، علمتني إياها ربما عندما كنت رضيعة، ثم اختفت من حياتي في سن مبكّرة، لأسباب تتعلق بالمرض ربما . عندما كنت أمرض كنت أختبئ خلف بيتنا الترابي أنتظر جدّة بائعة الكبريت كي تمد يدها لي ، لا أحد يعلم بمرضي إلا عندما سقطت مرّة على الأرض مغمياً عليّ.
لم تختف أمّي نهائياً. عادت فيما بعد لتشرح لي معاناتها ، كنت ساعتها هي ، ومع أنني حفظتها عن ظهر قلب إلا أنني كنت أشاركها الدّمع ، و تفطر قلبي ، وعندما رحلت عن هذا العالم كان حضورها معي أقوى، فهي لا زالت تراقبني، وفي أحيان كثيرة أشعر بها خلفي، لا أتجرّأ على الالتفات، أخاف أن تهرب.
تحوّلت مع الزمن إلى أمّي ، حيث نعيش أنا وهي في نفس الغرفة، وتنسكب دموعها من عينيّ، و أتحدّث بحديثها حتى أنّني حفظته -أعني حديثي الذي كان حديثها عن ظهر قلب-
في نهاية العام ، وكنوع من الاحتفال برأس السنة. صنعت طاقة-شباك صغير- تشبه تلك الطّاقة التي كانت تجلس فيها قرب باب دارنا من الداخل، تبكي إخوتي الفارّين و المسجونين، جلست في الطّاقة، مرّت أطياف السجناء، المقتولين، الجائعين أمامي ، أنا بشر ، لا يمكنّني الوقوف مكتوفة اليدين أمام هذا الحزن الكبير. ماذا بإمكاني أن أفعل؟ عاجزة عن فعل شيء للمقهورين. فقد سوف أندب. هي أمي التي هي أنا.
ليش البكي يمة ، و السنة ع الباب ؟
يكفي حزن ...بكرا يرجعوا الحباب
صار عشر سنين أنتظر خبرهم
يا ويل قلبي من الصبر داب
أدق على صدري وقول الآه
ليش القهر يمشي على دروب البلد؟
أيدنا على خدنا . . ناطرين من سنة لسنة
خلي الدمع يجري متل النهر
بلكي ينغسل قلب البشر
هل كنت موفقة بالترجمة ؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقّف و الثقافة
- همنغواي و الوباء
- يا ليل !
- قدرك هو الموت ربما
- لا مكان لك أيها السّوري بين المعارضة، أو الموالاة
- أيهما أفضل : الإغلاق ، أم عدم الإغلاق في ظل جائحة كورونا
- المدرسة العالمية لطبّ الذكورة
- ممن مذكرات امرأة متحرّرة -10-
- من مذكرات امرأة متحرّرة
- من مذكرات امرأة متحرّرة -8-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -7-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -6-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -5-
- من مذكرات امرأة متحرّرة 4
- من مذكرات امرأة متحرّرة -3-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -2-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -1-
- نسويات
- المعاناة
- رحلة البحث عن السعادة


المزيد.....




- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - دموع أمي -مترجمة-