أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - حينما تقود الحملان الأسود!!














المزيد.....

حينما تقود الحملان الأسود!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6759 - 2020 / 12 / 12 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن أقول العبارة لابد من تأمل حالنا العربية في كثير من وجوه الحياة العربية، ولابد من المرور على القصة المستوحى منها هذه العبارة ، فقد وردت في سياق أحداث الحرب العالمية الأولى ، وضمن قيام جنرال ألماني بالتعليق على شجاعة الجنود البريطانيين مقابل تخاذل بعض ضباطهم حينما قال هذا الجنرال ممتدحاً الجنود الانكليز: رأيت أسوداً في الميدان تقودها حملاناً !
هنا تكمن حكمة العبارة ومصداقيتها وانطباقها على الكثير من الأوضاع في الوقت الحاضر وليس فحسب في ميدان الحرب ولكن في الحياة العامة وفي السياسة والعلاقات العامة وكل مرافق الحياة ، فحينما تقود الحملان الأسود فلابد أن هناك ثمة خلل في التوازن الطبيعي للحياة ولابد من خطأ جسيم يستوجب التعديل لسلامة الحياة وانتظام قوانين الصراع والتطور ، فما لا يواكب قوانين التطور الطبيعي، وما يتم فرضه بالمزاج والقرار الخاطئ وعدم العودة عن الخطأ كل ذلك يدفع بالجنود رغم شجاعتهم إلى إحداث خلل في نظام الحياة والنظام العام كلية.
ماذا يحدث إن اختل النظام العام في الحياة؟
تحدث الفوضى وتصبح الدنيا بلا نظام وعندئذ تتحول المجتمعات إلى غابات ونعرف جميعاً قوانين الغاب التي تحكمها القوة ولا يحكمها القانون، وحتى هذه القوانين الخاصة بالغابة عندما تتحول كما قال الجنرال الألماني ممتدحاً شجاعة الجنود الانكليز إلى قوانين عكس طبيعتها ... نرى حملاناً تقود الأسود، فذلك يصطدم بحقيقة الحياة وقوانين التطور فيها.
ولأكون صادقاً ولن يعرف جوهر ما أقول إلا من يسمك بالجمر بين يديه ويرى الأمور مقلوبة ويحاول هنا وهناك ترقيع وترميم ما في وسعه من دون أمل كما يبدو للوهلة الأولى، إلا أنه دائماً هناك أملاً في العمل والسعي والمحاولة ، حتى لو بدا أن اليد الواحدة لا تصفق لكنها على الأقل تحرض على العمل وعلى المحاولة.
اليوم ونحن في خضم هذا الانفعال والعاطفة التي تهيمن على ديارنا العربية والتي أثمرت في بعض وجوهها الفوضى أينما ذهبنا نرى للأسف الشديد الأحداث تجري من حولنا ونحن أشبه بالترس المختلف الذي وضع في الآلة التي لا يناسبها، صحيح أن هذا الاجتهاد الذي جعل الميكانيكي يضع ترساً في آلة لا يناسبها ، وصحيح أن الآلة بعد ذلك تحركت لكن هل تعمل بالشكل الصحيح؟
إننا اليوم أمام معضلة تتمثل بوضع آليات وبوضع برامج وبسن قوانين وبتعيين أشخاص وبتحريك مواقع ولكن رغم عمل هذه الآليات ، هل نرى الأمر يسير بحسب قوانين التطور؟ وهل النتائج والتداعيات التي تحدث تتلاءم مع الخطط والبرامج ؟
هناك منا من يفتح عينيه مع بداية كل صباح ليفاجئ بصور ومشاهد تحدث معه غصة في المريء، حيث لا يستطيع أن يبلع هذا الأمر ولا يحتمله ومع ذلك تجري الأمور لعل وعسى أن تكون هناك نتائج مختلفة ، ولكن هل يمكن أن نتخيل أن من يزرع تمراً يجني منه رزاً؟ ومع ذلك نقبل بالفوضى شرط أن تكون منظمة، ويمكن معالجة تداعياتها ولكن الفوضى تبلغ ذروتها حينما لا تنتظم مع قوانين الحياة وتشهد على أن ثمة اختلالاً صعباً جداً معالجته بالكلمات وإنما بالأفعال، ومشكلة الأفعال قليلة ونادرة في حياتنا.
سواء أدركنا أو لم ندرك حجم الفوضى وسواء انتبهنا أو لم ننتبه لما يجري من حولنا، فان السفينة تبحر ونحن في عصر السفن التي تبحر بالطاقة النووية وليس بالأشرعة والهواء حتى نقول تجري الرياح بما لاشتهي السفن ، فالسفن تجري هنا وهناك.. وسفينتنا تجري حالها كحال السفن الأخرى في هذا البحر الهائل بالأمواج العاتية، ولكن إلى أين ؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام والسنوات والعقود القادمة على ضوء العلاقة بين الأسود والحملان!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيءٌ ما يدور في المنطقة؟!!
- -عناقيد الثلج- مدينة المحرق القديمة
- متى تدفع الصين الثمن؟! هل أفلتت من العقاب؟
- مجرد خبر!!
- لغة الضاد بالفرنسية!!!
- علمانية بلا علمانية!!!
- أبو العلاء المعري وخليلهُ المتعري في رواية القرنفل التبريزي. ...
- يسرا البريطانية (22) الأخيرة
- خريف الأخبار الغامضة!!
- يسرا البريطانية (21)
- يسرا البريطانية (20)
- يسرا البريطانية (19)
- يسرا البريطانية (18)
- كعبة الشمس البرتقالية...!
- يسرا البريطانية (17)
- أنا والله وتغاني ...
- يسرا البريطانية (16)
- يسرا البريطانية (15)
- أي نحس ثقافي؟!
- يسرا البريطانية (14)


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - حينما تقود الحملان الأسود!!