أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 13-50 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية















المزيد.....

الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 13-50 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 17:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


زاي / القانون الماركسي : "إن مؤسسات الدولة و المفاهيم القانونية و الفن و الأفكار الدينية لأي شعب إنما تتأسس على الإنتاج المادي القائم عند ذلك الشعب". / تكملة .
يواصل البرجوازي منصور حكمت ترتيل سردياته المثالية ، حيثما انتهينا في الحلقة السابقة ، بالقول :
ان ايران ليس بمجتمع اسلامي وذلك لانه لم يكن كذلك قبل ان يأتون. وما ان أتوا، تصدت لهم وقاومتهم على طول الخط. افترض انك بغيت ثني قضيب، تواصل ثنيه، بيد انه يعود الى وضعه السابق ما ان تزيل الضغط عنه. ان حالة الانثناء ليست الشكل الحقيقي لهذا الشيء، ان الشكل العادي للقضيب هو الاستقامة، حين تثنيه فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي. اذا سعى امرء، وطيلة عشرون عاماً، عبر القتل والقسر والدعاية اليومية لعشرات القنوات الاعلامية التلفزيونية والاذاعية فرض الحجاب، تضع النساء الحجاب جانباً ما ان تتوارى انصال السكاكين ورمي الاسيد، عليهم ان يفهموا ان المراة في هذا المجتمع لا تقبل المعايير الاسلامية. من المؤكد انه من بين 60 مليون انسان، تجد مئة الف منهم تقبل الحجاب ويشجعون الاخرين عليه كذلك، بيد ان الناس العاديين لهذا البلد، وعلى صعيد مليوني، لايعدّوا الحجاب الاسلامي جزء من طبيعتهم وثقافتهم ولايبغون ذلك."
إنتهى المقتبس .
في النص أعلاه ، يتحفنا البرجوازي منصور حكمت بالنظرية السريالية الجديدة حول "القضيب المنثني الذي يبغي العودة إلى وضعه المستقيم" ، و التي تثبت لنا مرة أخرى صحة مقولة ماركس الديالكتية : "ألعقل موجود ، و لكن ليس دائما بشكل معقول" . إنه يقول :
"افترض انك بغيت ثني قضيب، تواصل ثنيه، بيد انه يعود الى وضعه السابق ما ان تزيل الضغط عنه. ان حالة الانثناء ليست الشكل الحقيقي لهذا الشيء، ان الشكل العادي للقضيب هو الاستقامة، حين تثنيه فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي."
إن الشخص الذي يتفوه بالكلام أعلاه لا بد أن يكون شخصاً غير سوي العقل لكونه يقلب الوقائع التجريبية البسيطة المعروفة عموماً و التي تقول لنا بالضبط بعكس ما يقول . الكلام أعلاه يصح على النوابض ذات الحلازن الملويّة و على الصفائح الرقيقة مثل الموسي و ليس على "القضبان المستقيمة" أبداً . ثني القضيب المستقيم القابل للإنثناء و ليس الكسر بتسليط القوة الخارجية عليه لا بد أن يغير في شكله التكويني بسبب زحزحة تلك القوة لذرات خطوط بلوراته يميناً أو يساراً على محاور مختلفة لخطوط تلك الذرات الكائنة في مركز الإنثناء مسببةً خلعها ـ لذلك يُمكن ثني القضيب المستقيم القابل للانثناء ، و لكن لا يمكن تقويمه بإعادته إلى استقامته ثانية حتى عندما نسلط القوة العاكسة عليه . كيف يمكن إعادته للإستقامة في هذه الحالة ؟ بالتسخين و الطرق فقط و ليس قطعا لأنه "يتمتع بالمطاطية والمرونة و يبغي العودة إلى وضعه العادي" مثلما يهذي علينا البرجوازي المثالي منصور حكمت . و إذا ما واصلنا عملية ثني القصيب و عكسه للخلف وللأمام مرات عديدة فإن ذلك سيؤدي إلى تشققه و من ثم إنكساره . هذه هي الحقائق التجريبية العارية .
و لكن لا – يقول لنا منصور حكمت : "ماركس العصر" الذي تكفل حسب زعمه "بحل المسائل" أحسن من لينين نفسه – الصحيح و الثابت علمياً عندي هو أنه : " حينما تثني القضيب فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي" . لاحظوا جملة "يبغي العودة إلى وضعه العادي" . طبقاً لمدارك منصور حكمت ، فإن القضبان المنثنية تمتلك "إرادة حديدية" ؛ لذلك نجدها "تبغي العودة للإستقامة" مثل عودة حليمة لعادتها القديمة ؛ و لعل ذلك بسبب اختباء "جنّي القضبان" بين بلوراتها ؛ في ضوء كون معشر الجن يحبون الإستقامة ! هذه هي جواهر "ماركس العصر (كذا!)" منصور حكمت الذي به يفاخرون و له عاكفون و لغيره من الشرفاء يهجون !
و اعجب لحواريي هذا الرجل – ممن لا شغل و لا مشغلة لديهم سوى مهاجمة الأحزاب الشيوعية ذات التاريخ المجيد مثل حشع بالأكاذيب المكشوفة ليل نهار – ألا يوجد فيهم شجاع عاقل ذو وجدان شيوعي حقيقي يقول لهذا الدعي : قف ! ما هذا الخرط ؟! ألا يوجد فيهم أحد و لو حتى مثل ذاك الطفل الشجاع الذي صرخ وسط الجماهير بالحقيقة العارية : "لكن الامبراطور لا يرتدي أي ملابس على الإطلاق!" ؟ أم لعلهم جميعاً من أصحاب مرحلة الإدراك التي تسوّغ للواحد منهم القول : "حزبنا خوش حزب ، بدليل أن حشع مو خوش حزب" ؟
وقت مستقطع /
و أنا أكتب هذه السطور المؤلمة و غيرها – بل و يومياً في الواقع منذ عام 1980 - كثيراً ما يشرد ذهني فأستعيد ذكرياتي الصميمية مع المئات من رفاقي الحلوين ممن أسعدتني الحياة برفقتهم في حشع – صفوة المجتمع من ذوي أنشط العقول التي تقطر علماً و أدباً و أرقى المؤهلات و أنقى السرائر و أكرم النفوس ؛ بلورة العراق الثورية الوهّاجة – لأتكرمش بعدها على بعضي حزناً أولاً لأن أكثر من 90% منهم قد استشهد أو هاجر غدراً و غاب في طيات التناسي أو النسيان ؛ أولئك الذين لا تكفي الكتابة الجديدة بقدر كل الروايات المسطرة في العالم طراً إعطائهم مكانهم المستحق في ملكوت الخلود ؛ ثم ابتسم ثانياً مردداً مع نفسي : طوبى لهم ؛ يكفيهم شرفاً و نبلاً أنهم قد أدركوا الطريق و الغاية فمشوه بنكران ذات عزيز ، فالتاريخ مليء بالثوار المنسيين ، حسبهم أن ثورة الشباب الحر قادمة ! /
أعود الآن للموضوع .
و لكن ماذا تقول الماركسية بصدد هذا القلب الحكمتي الطرائقي للحقائق المشهودة ؟ نعم ، بالتأكيد : إنها تعطيه وصفه الدقيق .
أولاً : لدينا المقولة الديالكتية للينين : إن الجوهر يظهر ، و إن الظاهرة جوهرية . ظاهرة قلب أبسط الحقائق هذه لمنصور حكمت الذي ينصِّب وعيه الشخصي محل الواقع الموضوعي تثبت كون منهجه الفكري هو – جوهريا – منهج مثالي ذاتي خانق يسمح له بالتلفيق قائلاً : "إيران ليست بمجتمع إسلامي" ، و "حينما تثني القضيب فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي" . أي أنه يسمح مرة أخرى لوعيه الذاتي بتحديد الوجود الواقعي للأشياء على الضد من المنهج المادي الديالكتي الذي يقول بأولوية الوجود على الوعي . ففي كل أعمالهما ، حرص ماركس و إنجلز على اعتماد وجهة النظر الفلسفية المحددة المتمثلة بالمادية الديالكتية ، لاكتشافهما بأنها شديدة القوة في فهم الواقع و من ثم في وعي ضرورات و مستلزمات تغييره ؛ لذا ، فإن من المستحيل فهم الماركسية دون الإحاطة الشاملة و الدقيقة بهذا الموضوع كدليل للعمل ؛ و هذا الفهم وحده هو الذي يتيح رسم السياسات الستراتيجية و التكتيكية الصحيحة و الفعالة للنضال الشيوعي الحقيقي الفعال لأن تغيير العالم يستلزم فهمه أولاً . لدينا هنا ركنان للفلسفة الماركسية : المادية (كل ما هو موجود هو مادي ومشتق من المادة و أولوية الوجود على الوعي) ، و الديالكتيك (كل الموجودات (الطبيعة و المجتمع و الفكر) هي في عملية حركة وتغير مستمرين و كلها مترابطة ببعضها ومتبادلة الإعتمادية) . كل جهل أو تجاهل أو إغفال أو قلب أو تحريف لأي من هذين الركنين المتلازمين هو منهج برجوازي مدمر للحركة الشيوعية فكراً و ممارسة لكون الماركسية هي الفلسفة البروليتارية الوحيدة التي تهتم بإحداث التغيير الجذري في المجتمع وفق أسس و منهج علمي ، وبالتالي فإنها تتطلب هذه المجموعة من المبادئ الفلسفية الواضحة و الشاملة والنظامية بشكل استثنائي ، شئنا ذلك أم أبينا . و إذا ما أردنا أن نفهم المجتمع من أجل تغييره ، فلا يمكن أن يتم ذلك بشكل إرادي تحكمي بالقول : "حينما تثني القضيب فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي" ، لأن الإرادة البشرية ليست سيدة الطبيعة و المجتمع ؛ لذا ، يجب أن نسعى لفهم القوانين بصدد كيفية تغير المجتمع البشري .
ثانياً : لما كان البرجوازي الذاتي منصور حكمت يقارب الظاهرة الاجتماسية – المتمثلة بممارسة سلطة دكتاتورية ولاية الفقيه سياسة التمييز و العسف ضد المرأة – بالتفسير الميكانيكي الموهوم ، فهذا يثبت عداوته للديالكتيك لأن القوانين الميكانيكية لا تصلح و لا تشتغل قط في المجتمعات البشرية أبداً أبداً . المجتمع الإيراني ليس "قضيباً مثنياً يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي" ، بل هو مجتمع مقموع تغلي الثورة في جنبات كادحيه المسحوقين ليس للعودة إلى "وضعه العادي" ، بل "بالتغيير و "قلب الوضع العادي" . و ليس الوعي الإجتماعي بقادر على تحديد الوضع الاجتماعي مثلما يقول لنا ماركس : العكس هو الصحيح . إذن ، أي من القوانين تشتغل على نحو مضبوط في المجتمع فتتيح وعي تفاعلات اشتغالها للشيوعيين العلميين؟ إنها القوانين المادية الديالكتية التي لا يفقه منصور حكمت أسسها لكون منهجه المثالي الذاتي البرجوازي مثلما يقول لنا لينين طارد بالضرورة للمادية الديالكتية العلمية عنده .
ثالثاً : أن التمييز و العسف ضد المرأة في كل المجتمعات الطبقية و آخرها النظام الرأسمالي هما الإنعكاس للهيمنة الطبقية الذكورية : من مصلحة البرجوازية معاملة المرأة كبشر من الدرجة الثانية لتشديد استغلالها المضاعف في محابسها الإجتماعية الثلاثة : المسجد و المطبخ و الأطفال ؛ ناهيك عن استغلالها المفرط في مكان العمل ، و لذلك فقد ربط ماركس درجة تطور المجتمعات بمدى تطور وضع المرأة فيها . ما هو التحليل الماركسي العلمي للممارسة الدينجية بفرض ارتداء اللكـچة على المرأة بفرية كونها حجاباً ؟ الماركسية تقول بأن ذلك هو أحد تجليات "الوسم الإجتماعي" بالدونية لإدامة الإخضاع و الهوان عبر إكساب هذا الوسم صفاة العفة و الشرف الوهميين بتسمية ارتداء اللكـچة تحكما بـ "الحجاب" و ما هي بالحجاب مطلقاً مثلما يتوهم منصور حكمت نفسه دون وعي منه . كيف ؟ يشرح لنا ماركس هذه الممارسة الطبقية بالقول :
" إن تمثيل المصالح الخاصة ... يلغي كل المميزات الطبيعية والروحية من خلال التنصيب بدلاً منها لتجريد لا أخلاقي ولا عقلاني و لا روحي لشيء مادي معين و لوعي خاص يُخضَع على نحوٍ استعبادي لهذا الشيء ."
ماركس ، عن سرقات الخشب ، في "المجلة الراينية" Rheinische Zeitung)) ((1842
ماهو التجريد اللاعقلاني للوعي الاستعبادي الخاص في النص أعلاه ؟ إنه "الحجاب" الموهوم . و ماهو الشيء المادي المعين المنصَّب ممثلاً لهذا التجريد ؟ إنه "ارتداء اللكـچة للنساء حصراً" . هكذا تنطق الماركسية و ليست البرجوازية الذاتية التي تكذب على الناس و على نفسها بالتخريف : ""افترض انك بغيت ثني قضيب، تواصل ثنيه، بيد انه يعود الى وضعه السابق ما ان تزيل الضغط عنه. ان حالة الانثناء ليست الشكل الحقيقي لهذا الشيء، ان الشكل العادي للقضيب هو الاستقامة، حين تثنيه فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي." ! ليس هذ فحسب ، بل أن التلفيق الدينجي بكون ارتداء اللكجة هو "الحجاب" ينطلي عليه تماماً ، فيردده على أسماعنا ببغاويا دون أي تمييز ناقد لفضح الرياء البرجوازي المتخفي ورائه . البرجوازي يفكر مثل غيره من البرجوازيين و إن اختلفت الأحزاب لتطابق المصالح .
رابعا : هذا التكريس لفرض "ارتداء اللكـچة على النساء حصراً" يتم الترويج له آيديولجياً عبر الخداع بتصوير فارضيه الحرامية لأنفسهم كأناس "أتقياء يخافون الله" ويطبّقون شريعته لحفظ بيضة الدين" ؛ فيُكسبون "الشرف" نقاقاً لأنفسهم على حساب اضطهاد المرأة . و من المعلوم أن المرأة متاحة ككبش فداء جاهز دوماً لتبرير جرائم و حماقات كل رجال المجتمعات الطبقية بلا استثناء ، و لهذا فإن انعتاقها الحقيقي مرهون بإلغاء الطبقية بعد إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الأنتاج .
خامساً : و من المعلوم أيضاً أن البرجوازية عندما تفرض مفردات الألبسة المصطنعة على النساء خصوصاً (و الرجال أيضا بدرجة أدنى بكثير) فإنها تصطنع لمصلحتها بذلك موضوعات انتاجية مستحدثة تكسبها الذهب على نحو متواصل . فبسبب إكساب الملابس صفة الحجاب و العفة و الشرف زوراً و بهتاناً ، يصبح من الواجب الاجتماعي على كل مرأة مسلمة (يسميها الدينجية : الملتزمة!") أن ترتدي اللكجة و العباءة (الشادور) و الملابس الطويلة و الجواريب السوداء و الكفوف - ناهيك عن اقتناء السجادة و التربة و السبحة و غيرها كثير على مدار العام ؛ و الاستهلاك المجتمعي السنوي لهذه المنتجات المصطنعة بموديلاتها المختلفة يدر البلايين على أصحاب المصانع المنتجة لها داخل البلد و خارجه . هكذا تتحول الآيديولوجيا إلى مهماز لمراكمة رأس المال . هذا هو التفسير المادي الديالكتي الشيوعي الحقيقي للسبب وراء ما يقوله منصور حكمت : "وطيلة عشرون عاماً، عبر القتل والقسر والدعاية اليومية لعشرات القنوات الاعلامية التلفزيونية والاذاعية فرض الحجاب، تضع النساء الحجاب جانباً ما ان تتوارى انصال السكاكين ورمي الاسيد" و الذي لم يستطع البرجوازي المثالي منصور حكمت فهمه ولا تفسيره لكونه جاهلاً بأسس المادية الديالكتية التي تصف الدولة كأداة للقمع الطبقي . فتِّش عن مصلحة رأس المال – تقول لنا الماركسية – فالمصلحة هذه تسوّغ للدول اقتراف أبشع الجرائم التي تكاد تبيد النوع البشري كله بكبسة زر الآن ، و ليس فقط استعمال الساكين و الأسيد ضد أشرف و أجمل الخلق ممن يصنعن الحياة .
ما ذا يقول لنا ماركس بهذا الصدد ؟ أنه يقول :
"في ظل الملكية الخاصة ... يحاول كل طرف أن يؤسس فوق الآخر قوة غريبة كي يُشبِع بواسطتها حاجته الأنانية . و بالتالي ، فإن الزيادة في كمية الأشياء تكون مصحوبة بالتمدد لعالم القوى الغريبة التي يَخضع لها الإنسان ، ويمثّل كل منتج جديد إمكانية جديدة للنصب المتبادل وللنهب للمتبادل ."
ماركس ، المتطلبات البشرية وتقسيم العمل (1844) .
و مقولة ماركس أعلاه تشتغل على مدى اجتماعي أوسع حالما تتكرس "الإمكانيات الجديدة "للنصب المتبادل و للنهب المتبادل" آيديولوجيا لتصبح الزيادة في كمية الأشياء هي المعبِّر الصنمي عن "شرف المرأة و عفتها و التزامها الديني" مجتمعياً . و لذا أصبحنا نسمع اليوم بملابس السباحة الإسلامية ، و بالحذاء و المداس و النعال الإسلامي ، و بالجبة الإسلامية ، و بالنقاب و البرقع الإسلامي ، و بالتنورة الأفغانية الميدية للرجال ... و البقية على الطريق .
سادسا : كما إن فرض الملابس الفارقة على النساء فقط له فوائده المعنوية الجمة للبرجوازية لكونه يقيم الدليل المشهود و المنشود طبقياً على تأبيد دونية الوضع الاجتماعي للمرأة التي يتوجب عليها الاستسلام اجتماعياً و سياسياً كبشر من الدرجة الثانية للتسلكات و للحماقات التسلطية الذكور التي لا تحصى . و فوق هذا كله ، فإن الملابس الخاصة المفروضة من فوق من شأنها تمييز "النساء الشريفات التقيات" (كذا !) عن غيرهن ممن لا يرتدين مثل تلك الملابس . هنا تشتغل ايديولوجيا التمييز الديني وفق المنطق الإقصائي : نحن الشريفات التقيات الحائزات على الفوز العظيم ، و غيرنا عكسنا من "المتبرجات" الخاسرات "دنيا و آخرة" ! غسل الأدمغة الدينجي هذا يقوي الهيمنة البرجوازية على المجتمعات بإحاطتة نصفها بجدران مضاعفة من الاستسلام الجماعي المزين بالتطمين الذاتي لعلوية "الملتزمات" باللكجة على غيرهن ، و هذا هو المطلوب لتأبيد هيمنة رأس المال .

ملاحظة / كنت قد وعدت بالتطرق لموضوع تكريس شكل دولة ولاية الفقيه في هذه الحلقة ، و لكنها طالت ، مما يستوجب عرض هذا الموضوع في الحلقة التالية .

يتبع ، لطفاً .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 12- ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 11- ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 10- ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 9-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 8-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية7-20 ...
- البُلبُل الفتّان
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 6-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 5-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 4-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 3-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 2-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 1-2 ...
- وداعاً مديري العام فؤاد حسين الوكيل
- حكومة الكاظمي : ذاك الطاس و ذاك الحمّام
- طواطم الأستاذ عبد الحسين سلمان / 1-10
- معدل الربح و فائض القيمة حسب ماركس / 2-2
- معدل الربح و فائض القيمة حسب ماركس / 1-2
- إلى الكاظمي : ألجم وزير ماليتك لئلا تطير
- قصيدة -محكمة عسكرية- لسعدي يوسف : وصف و ترجمة


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 13-50 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية