أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علوان حسين - وداعاً مديري العام فؤاد حسين الوكيل














المزيد.....

وداعاً مديري العام فؤاد حسين الوكيل


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 02:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلقيت اليوم ببالغ الألم و الحزن و الأسف الخبر المفجع بوفاة الأخ و الصديق : الأستاذ الكبير فؤاد حسين الوكيل . لقد كان "أبو رشا" قامة متميزة بكل شيء : الهدوء و التواضع الملائكي العجيب ؛ الأخلاق السامية التي تليق بالقديسين ؛ نظافة اليد و اللسان ؛ العقل المفكر الجبار ؛ القلم السيال ؛ الخط الأجمل مشقاً الشبيه باللوحات الفنية الراقية ؛ الشجاعة في الانتصار للحق ؛ الوداعة و الشفافية الطفولية ؛ و الاناقة المهيبة . لقد كان انساناً متكاملاً في كل شيء .
حصل الفقيد على شهادة الماجستير من جامعة بغداد عن بحثه الفذ الموسوم : "جماعة الأهالي في العراق ، ١٩٣٢١٩٣٧" المطبوع في دار الشؤون الثقافية ببغداد طبعتين ـ عام 1979 و 1986 . في حينها ، كان مجرد التفكير في اختيار مثل هذا العنوان عن الفكر السياسي لجماعة وطنية يسارية لأطروحة الماجستير في العراق ضرباً من الانتحار في ضوء إنكار و استنكار حكومة حزب البعث كل التاريخ السياسي الوطني السابق في العراق طوال القرن العشرين برمّته . فحسب الاعلام المزيف للبعث فإن العراق الحديث لم يعرف من الساسة اللاوطنيين فعلا و "الوطنيين إعلاما" غير خونة العروبة و العرب ميشيل عفلق و البكر و صدام و كلابهم ممن يعبدون التطبيل و التظليل . و لكن الشجاعة و الاصرار الفولاذي للفقيد الاستاذ فؤاد الوكيل على هذا العنوان فرضت على السلطة الجامعية و الاعلام البعثي المزيف قبول هذا الموضوع فرضاً بفضل قوة الحجة و رصانة المنهج العلمي الذي اتبعه الفقيد في البحث و توثيقه الموضوعي لكل جملة فيه على نحو يوجب الإعجاب و الاقتناع .
بعد نيله لشهادة الماجستير في الفكر السياسي ، عاد الفقيد لعمله في الادارة العامة لمصرف الرافدين مديراً للحسابات ، ثم خبيراً مصرفياً ، ثم مديراً عاما للمنطقة الوسطى . كما أسهم بنشاط متميز في رفد قسم الدراسات و العمليات المصرفية - الذي كان يديره الخبير المصرفي الستراتيجي الفذ الاستاذ عبد الحسين المختار رحمه الله – بالبحوث و المقترحات لتعظيم الارباح و تسويق المنتجات المصرفية الجديدة و رسم المعالجات القيدية لمختلف المعاملات المصرفية المستجدة و منها اعتمادات الدفع الآجل . كما أسهم بكتابة البحوث المصرفية في مجلة مصرف الرافدين و إعداد التقارير السنوية للمصرف و طباعتها و ترجمتها - معي - و حاضر في مركز التدريب المالي و المحاسبي لوزارة المالية .
و عندما صدر القرار بشطر فروع مصرف الرافدين شطرين لتأسيس مصرف الرشيد بموجب القانون رقم (52) لسنة 1988 ، اضطلع – مع الاستاذ الفاضل و الخبير المصرفي و مديري العام لاحقا "عبد الهادي صادق" – برسم خطة فصل حسابات و موجودات المصرفين ، و ذلك في سابقة حسابية غير معهودة من قبل . كما واصل نشاطه العلمي المتميز في مجال تخصصه في الحسابات فأسهم بنشاط مع كوكبة من أساطين مراقبي الحسابات بتأسيس و تطبيق النظام المحاسبي الموحد للمصارف و شركات التأمين و إعداد التقرير السنوي للمصرف و إخراجه فنياً للطباعة و ذلك علاوة على ترؤسه قسم الحسابات و وكالة مديره العام و عضوية مجلس إدارته الذي التحقت أنا به بعدئذ .
و عندما تعرضت العشرات من فروع المصرف للحرق التام عام 1991 ، اسهم – مع الاستاذ عبد الهادي صادق – برسم خطة إعادة تنظيم حساباتها و تجديد سجلاتها مع الحفاظ على حقوق الزبائن – و عددهم بمئات الآلاف - كاملة رغم الدمار التام .
بعد إحالة مدير عام مصرف الرشيد الاستاذ الفاضل و الشاعر الرقيق السيد عبد الهادي صادق على التقاعد عام 2008 ، إستلم فقيدنا الأستاذ فؤاد الوكيل مسؤولياته مديراً عاماً لمصرف الرشيد و رئيساً لمجلس الإدارة حتى إحالته على التقاعد عام 2010 ، حيث انتقل بعدها للعمل بكل جد و اخلاص و نشاط كخبير و نائب للرئيس في مصرف التجارة العراقي (TBI) حتى وفاته الفاجعة يوم الثلاثاء الثامن من الشهر الجاري .
في تاريخه الطويل من العمل المصرفي المجيد ، تميز الفقيد بالابتعاد عن الشللية و بالزهد بالمناصب و بالرفض التام لأدنى مظاهر الفخفخة و بالالتزام المثالي بأخلاق المهنة و بخلق الكوادر القيادية . لقد جمع بين أخلاق الراهب و تفاني المعلم و حنو الأب . أذكر له أنه اصطحبني في إيفاد وزاري لبيروت عام 2009 . و عندما نزلنا في الفندق و أردنا تسديد أجوره مقدماً ، أبلغنا السيد مدير الفندق بأن المصرف اللبناني الفلاني قد سدد كل مصاريف إقامتنا سلفاً . رفض مديري العام الأستاذ فؤاد الوكيل الجميل قبول مثل هذه "الضيافة" المقحمة علينا اقحاماً بأدب قائلاً بصوته الدافئ الرزين : "نحن موفدون على حساب وزارة المالية العراقية ، و نحن من يسدد تكاليف الإقامة كاملة لطفا ً. " و هكذا كان ، رغم استغراب و توسلات و إلحاف مدير الفندق الذي تعجب من انسحابنا عن مكتبه مفهقهين مع بعض !
في ذمة الخلود اخي الفقيد فؤاد حسين الوكيل فقد خسرنا بمغادرتك معلماً كبيراً و صديقاً وفياً و انساناً عظيماً . فإن فرقتنا الأيام تجمعنا الذكريات العطرة ؛ و يبقى محلك راكز في القلب يا مديري العام النبيل ما حييت .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الكاظمي : ذاك الطاس و ذاك الحمّام
- طواطم الأستاذ عبد الحسين سلمان / 1-10
- معدل الربح و فائض القيمة حسب ماركس / 2-2
- معدل الربح و فائض القيمة حسب ماركس / 1-2
- إلى الكاظمي : ألجم وزير ماليتك لئلا تطير
- قصيدة -محكمة عسكرية- لسعدي يوسف : وصف و ترجمة
- سرقات الحرامي مصطفى الكاظمي
- ضريح القائد المؤسس حفظه الله و رعاه
- السمات المميزة لأسماء الحُبِّ في معجم العربية الفصحى
- الماسونية (البنّاؤون الأحرار) / 3-3
- الماسونية (البنّاؤون الأحرار) / 2
- الماسونية (البنّاؤون الأحرار) / 1
- لم يُمكن للفيروس التاجي أن يُشعل فتيل المُسْتَعِر الأعظم للر ...
- لم يُمكن للفيروس التاجي أن يُشعل فتيل المُسْتَعِر الأعظم للر ...
- لم يُمكن للفيروس التاجي أن يشعل فتيل المُسْتَعِر الأعظم للرأ ...
- الحور العين / 3-3
- الحور العين / 2
- الحور العين / 1
- الامبريالية و العصر الجيولوجي البشري / 2
- الامبريالية و العصر الجيولوجي البشري / 1


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علوان حسين - وداعاً مديري العام فؤاد حسين الوكيل