أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 12-50 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية















المزيد.....

الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 12-50 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 19:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


زاي / القانون الماركسي : "إن مؤسسات الدولة والمفاهيم القانونية والفن و الأفكار الدينية لأي شعب إنما تتأسس على الإنتاج المادي القائم عند ذلك الشعب".
في كلمته على جنازة كارل ماركس عام 1883 ، يوجز فريديرك إنجلز المنهج المادي - الجدلي للماركسية بالقول :

"...إن إنتاج الوسائل المادية المباشرة ، وبالتالي درجة التطور الاقتصادي المتحققة عند شعب معين أو خلال حقبة معينة ، تشكل الأساس الذي تقوم عليه مؤسسات الدولة والمفاهيم القانونية والفن وحتى الأفكار المتعلقة بالدين التي تطورت عند ذلك الشعب ؛ و عليه ، يجب تفسيرها في ضوء ذلك ، بدلاً من العكس ، كما هي الحال حتى الآن ."
إنتهى المقتبس من إنجلز .
و يمكن إيحاز هذا القانون الماركس بالقول إن مؤسسات الدولة والمفاهيم القانونية والفن و الأفكار الدينية لأي شعب إنما تتأسس على الإنتاج المادي القائم عند ذلك الشعب . و عليه ، فإن من واجب الماركسي الحقيقي – و ليس الملفق للماركسية – أن يقارب "مؤسسات الدولة والمفاهيم القانونية والفن و الأفكار الدينية لأي شعب" جدلياً بالكشف عن علاقاتها الوشيجة بالإنتاج المادي القائم عند ذلك الشعب و تجليات الأثر و التأثير الفاعلة بين هذين الوجهين لكلية متناقضة واحدة . أما استبعاد "مؤسسات الدولة والمفاهيم القانونية والفن و الأفكار الدينية لأي شعب" بفصلها عن الإنتاج المادي القائم فيه فهو منهج برجوازي مثالي شكلي و ليس مادياً جدلياً مثلما يدلل عليه إنجلز في النص أعلاه بالعبارة الوجوبية : "يجب تفسيرها في ضوء ذلك ، بدلاً من العكس ، كما هي الحال حتى الآن" .
أما منصور حكمت فيقول لإذاعة همبستكي :
"بيد ان جميعنا يعلم، بناءاً على هذا التعريف، ان مجتمع ايران ليس بمجتمع اسلامي. ان هذا التصوير هو تصوير مقولب وكليشي صاغه الغرب عن مجتمعات بعيدة عن متناول مواطنيه. من المؤكد ان الدين الاسلامي في ايران، مثل المسيحية على سبيل المثال في ايطاليا او ايرلندا، تؤثر على تفكير ومزاج بعض الناس. ان تلك الثقافة الدينية وذلك الميراث والنصيب الديني الذي يمتد لالاف السنين يثقل، بالتأكيد، على سلوك البشر، على تعصباتهم، وحتى على طريقة نظرة الناس لبعضهم البعض. ليس في هذا ادنى شك. بيد ان هذا يصح على نفس ايطاليا وايرلندا وفرنسا كذلك على الرغم من علمانية هذه البلدان، بعد هذا، بالوسع ان يقول امرء ما انهم مسيحيين كذلك. ومن المؤكد ان امرءاً فرنسياً سيقول لك ان فرنسا ليست بمجتمع مسيحي، بيد ان المسيحية هي جزء من ماضيها وتترك ثقلها عليهم. بهذا الشكل، في ايران كذلك يترك الاسلام ثقله على المجتمع. مثلاً اقرأ اعمال المثقفين والكتاب والشعراء الايرانيين، ان التصوير الذي يطرحه لك عن المرأة هو ميراث الاسلام عن المرأة. التصوير الذي يمنحه عن الفرح والحزن، الولع بالتعاسة والموت والفداء والشهادة التي تنضح بها مجمل الثقافة ذا جذور اسلامية في ثناياها. ولكن حين يتحدثون في الغرب عن مجتمع اسلامي، فان تصوره مجتمع تعد الاحكام والمقررات الاسلامية، بالنسبة للجماهير، جزءاً ذاتياً وعضوياً ونابع من صميمها. في حين ان طرحنا هو ان هذا الاسلام قد تم فرضه على جماهير ايران في عملية سياسية، عبر الزنزانات وعمليات القتل والاعتقال وقطيع حزب الله وجلاوزة ثأر الله. ان ايران ليس بمجتمع اسلامي وذلك لانه لم يكن كذلك قبل ان يأتون. وما ان أتوا، تصدت لهم وقاومتهم على طول الخط. افترض انك بغيت ثني قضيب، تواصل ثنيه، بيد انه يعود الى وضعه السابق ما ان تزيل الضغط عنه. ان حالة الانثناء ليست الشكل الحقيقي لهذا الشيء، ان الشكل العادي للقضيب هو الاستقامة، حين تثنيه فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي. اذا سعى امرء، وطيلة عشرون عاماً، عبر القتل والقسر والدعاية اليومية لعشرات القنوات الاعلامية التلفزيونية والاذاعية فرض الحجاب، تضع النساء الحجاب جانباً ما ان تتوارى انصال السكاكين ورمي الاسيد، عليهم ان يفهموا ان المراة في هذا المجتمع لا تقبل المعايير الاسلامية. من المؤكد انه من بين 60 مليون انسان، تجد مئة الف منهم تقبل الحجاب ويشجعون الاخرين عليه كذلك، بيد ان الناس العاديين لهذا البلد، وعلى صعيد مليوني، لايعدّوا الحجاب الاسلامي جزء من طبيعتهم وثقافتهم ولايبغون ذلك."
المصدر :
http://hekmat.public-archive.net/ar/1810ar.html
أنتهى المقتبس من منصور حكمت .
في النص أعلاه لدينا التوصيف للمظاهر السطحية للأحداث و الممارسات للطغمة الحاكمة في ايران في المجتمع الايراني ، مع الفشل الذريع لمنصور حكمت في الغوص بأعماق القوى الأساسية الدافعة لهذه الأحداث و الممارسات الدوغماتية ؛ الفشل في المضي لوصف ماهو أبعد من مظاهر تلك الممارسات بتجاوزها إلى جواهرها المادية عبر طرح هذا السؤال الأهم : مالذي جعل هذه الاحداث و الممارسات تتخذ هذا الشكل المحدد بالذات ؟ بدون معرفة الموجبات المادية الحقيقية الفاعلة المفعول لهذه الظواهر يتعذر على الطبقة العاملة تبيّن طريقها الصحيح الفاعل الواجب اتباعه في الصراع ضد هيمنة رأس المال ، خصوصاً في مجتمع تكرس فيه الطبقة الحاكمة نشر و خلق الوعي المجتمعي الزائف ليل نهار عبر كل قنواتها التي تحتكر لنفسها وسائل التواصل الإجتماعي كافة و تخنق كل وعي مضاد في المهاد . كما أن القفز فوق البناء الإقتصادي التحتي يجعل الباحث نفسه مثالياً ذاتياً غير قادر على الاستيعاب الموضوعي لحركة الواقع المرير و اتجاهاتها ، ناهيك عن التأثير السياسي الفاعل فيها و من ثم تجاوزها . و الدليل على فشل المنهج البرجوازي المثالي لمنصور حكمت هو عدم قدرته في استيعاب و الإمساك بجذرها الاجتماعي بقوله في النص أعلاه :" ان مجتمع ايران ليس بمجتمع اسلامي " و هو موضوع سبق التطرق إلى معاداته للماركسية ، و قد كررت الإشارة إليه عرضاً هنا لتبيان خلفيته المنهجية . ما هو المنهج الحكمتي المتبع هنا ؟ إنه الفصل التحكمي بين المجتمع و الدين و بما ينفي اعتباطاً الوقائع اليومية الواضحة و المعاشة . و الغاية من هذا الفصل الحكمتي التحكمي بين المجتمع و الدين إنما هو فرض الوعي الشخصي على الواقع الإجتماعي القائم بحيث يصبح الوعي الذاتي هو الذي يحدد الوضع الاجتماعي الموضوعي ، و ليس العكس ؛ و هذا المنهج البرجوازي المثالي يسم كتابات منصور حكمت قاطبة . يلاحظ في هذا الصدد أن القانون الماركسي أعلاه يحرص على الربط الجدلي اللازب بين البنى التحتية و البنى الفوقية فيما بينها من جهة ، وفيما بينها و بين المجتمع الذي تشتغل فيه نفسه من جهة أخرى . و أي تحليل يتعمد الفصل بين هذين الوجهين المتلازمين و بين المجتمع المعني إنما هو هذر غير ماركسي مثلما يبيِّن إنجلز . و لهذا نجد أن مفردة "الشعب" تتكرر مرتين في نص هذا القانون الماركسي : "إن مؤسسات الدولة والمفاهيم القانونية والفن و الأفكار الدينية لأي شعب إنما تتأسس على الإنتاج المادي القائم عند ذلك الشعب" .
و لما كان إستبدال الوضع الاجتماعي بالوعي الذاتي تلفيق مثالي مكشوف لا ينطلي على أصحاب العقول المتشبعة بالفكر الماركسي الوقاد ـ لذا نرى منصور حكمت يستثمر تلفيقا بلاغياً إستهلالياً لتمرير تلفيقة التالي في عجز نفس الجملة :
"بيد ان جميعنا يعلم، بناءاً على هذا التعريف، ان مجتمع ايران ليس بمجتمع اسلامي ."
ماهو هذا التلفيق البلاغي (Rhetorical Fallacy) ؟ إنه إكساب القناعة الشخصية الخاصة صفة العمومية الشاملة المسوقة كحقيقة كونية لا جدال فيها باستخدام عبارة : " بيد ان جميعنا يعلم .." ! نفس هذا التلفيق استخدمه بوش الإبن ليقول للعالم : "جميعنا يعلم أن صدام يمتلك أسلحة الدمار الشامل ووو" لتبرير العدوان على العراق و احتلاله ؛ مثلما استخدمه ترامب في زعمه : "بيد أن جميعنا يعلم بأنني قد فزت بالانتخابات و لكن الديمقراطيين سرقوا مني نتائجها" لتبرير رفضه القبول بخسارته لها . ونفس هذا التلفيق تطبقه الأوليغارشيات الحاكمة عملياً بإقامة الإنتخابات الشكلية بغية الإخراج المسرحي للنتيجة التحكمية بفوز الرئيس بنسبة (999، 99%) من أصوات الناخبين ، و حشرٌ مع الناس عيد ! و الحقيقة أن كل باحث ماركس واع يعلم بأن المحتمع الإيراني هو مجتمع اسلامي و أن التطبيقات الشكلية للدستور و للمؤسسات السياسية و للأفكار و الممارسات المقولبة دينياً التي سادت فيه بعد سقوط الشاه هي من نتاج الطبقة الإجتماعية (الملالي و تجار البازار و الصناعيين) الواثبة التي استولت على حكمه ؛ هي التجلي الفوقي لمديات خدمة مصالحها الاقتصاجتماسية على أتم وجه .
و لما كان منصور حكمت مولعا بالتلفيقات باعتباره يعرف جيداً أن رفاقه هم بلا عقول أولاً ، و كونهم يعتبرونه "الإمام المعصوم" ثانياً ، لذا نجده يتعمد تلفيق إسناد مفهوم "المجتمع الإسلامي" إلى "الغرب" الذي لا يفهم "الشرق" لكون الأخير بعيداً عنه (كذا!) ؛ و لهذا ، فإن هذا "الغرب" يلجأ "للتصوير المقولب و الكليشي" لمفهوم "إيران مجتمع إسلامي" . ولكونه أمياً في الماركسية و في التاريخ على حد سواء ، فإنه يقفز من فوق القانون الماركسي القائل بكون الدين هو من إنتاج الشعوب و الدول ؛ مثلما يقفز فوق وقائع التاريخ التي تشهد بأن الغرب بات يعرف الشرق بأحسن مما يعرفه الشرق عن نفسه ؛ علماً بأن الشاه عباس الصفوي كان قد أوكل منذ عام 1597 للمبعوثين البريطانيين الأخوين انطوني و روبرت شيرلي مهمة تنظيم الجيش الصفوي في إطار تحالف بريطاني - صفوي ضد نفوذ الدولة العثمانية ، حيث استقبلهما – مع 24 من أعضاء بعثتهما – كضيوف شرف عنده و اسكنهما بلاطه في اصفهان عاصمته ؛ وأن شركة الهند الشرقية البريطانية قد دخلت إيران منذ عام 1616. لذا نجده يقول :
""بيد ان جميعنا يعلم، بناءاً على هذا التعريف، ان مجتمع ايران ليس بمجتمع اسلامي. ان هذا التصوير هو تصوير مقولب وكليشي صاغه الغرب عن مجتمعات بعيدة عن متناول مواطنيه. "
و قد شهدنا في الحلقات السابقة من هذه السلسلة و سنشهد بكثرة على وجه اليقين بكون التلفيقات الحكمتية لا تعرف أي حدود . ثم يقول :
"من المؤكد ان الدين الاسلامي في ايران، مثل المسيحية على سبيل المثال في ايطاليا او ايرلندا، تؤثر على تفكير ومزاج بعض الناس. ان تلك الثقافة الدينية وذلك الميراث والنصيب الديني الذي يمتد لالاف السنين يثقل، بالتأكيد، على سلوك البشر، على تعصباتهم، وحتى على طريقة نظرة الناس لبعضهم البعض. ليس في هذا ادنى شك. بيد ان هذا يصح على نفس ايطاليا وايرلندا وفرنسا كذلك على الرغم من علمانية هذه البلدان، بعد هذا، بالوسع ان يقول امرء ما انهم مسيحيين كذلك. ومن المؤكد ان امرءاً فرنسياً سيقول لك ان فرنسا ليست بمجتمع مسيحي، بيد ان المسيحية هي جزء من ماضيها وتترك ثقلها عليهم. بهذا الشكل، في ايران كذلك يترك الاسلام ثقله على المجتمع. مثلاً اقرأ اعمال المثقفين والكتاب والشعراء الايرانيين، ان التصوير الذي يطرحه لك عن المرأة هو ميراث الاسلام عن المرأة. التصوير الذي يمنحه عن الفرح والحزن، الولع بالتعاسة والموت والفداء والشهادة التي تنضح بها مجمل الثقافة ذا جذور اسلامية في ثناياها."
انتهى .
النص أعلاه يريد قائله أن يقنعنا عبثاً بالمقولة المضحكة المبكية التي مؤدّاها: "من المؤكد أن الإسلام يترك ثقله كتاريخ و ثقافة و فكرعلى المجتمع الإيراني ، و لكن إيران ليست بمجتمع اسلامي" ! هذه هي طبيعة كل النصوص الشكلية المتحذلقة المعادية للديالكتيك ؛ و من المعلوم أنه بدون الديالكتيك لا تقوم قائمة لا للماركسية و لا للشيوعية و لا للثورة البروليتارية . لا يسأل منصور حكمت نفسه : لماذا كان حكم كل الشاهات الايرانيين طوال مئات السنين يتخذ شكل التحالف الثنائي بين "الشاه و الشيخ" و ذلك على العكس من شكل الحكم الواحدي لسلاطين آل عثمان ممن اتبعوا سياسة الموازنة بين مختلق الأديان و الطوائف في امبراطوريتهم المترامية الأطراف ؛ وهذا ما جعل تقبُّل الشعب التركي للعلمانية الأتاتوركية في عشرينات و ثلاثينات القرن الماضي أيسر من تقبّل الشعب الإيراني لها في خمسينات و ستينات نفس القرن في عهد محمد رضا شاه ؟ سأعود لهذه النقطة .
ثم يقول البرجوازي المثالي منصور حكمت :
"ولكن حين يتحدثون في الغرب عن مجتمع اسلامي، فان تصوره مجتمع تعد الاحكام والمقررات الاسلامية، بالنسبة للجماهير، جزءاً ذاتياً وعضوياً ونابع من صميمها. في حين ان طرحنا هو ان هذا الاسلام قد تم فرضه على جماهير ايران في عملية سياسية، عبر الزنزانات وعمليات القتل والاعتقال وقطيع حزب الله وجلاوزة ثأر الله. ان ايران ليس بمجتمع اسلامي وذلك لانه لم يكن كذلك قبل ان يأتون. وما ان أتوا، تصدت لهم وقاومتهم على طول الخط. افترض انك بغيت ثني قضيب، تواصل ثنيه، بيد انه يعود الى وضعه السابق ما ان تزيل الضغط عنه. ان حالة الانثناء ليست الشكل الحقيقي لهذا الشيء، ان الشكل العادي للقضيب هو الاستقامة، حين تثنيه فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي. اذا سعى امرء، وطيلة عشرون عاماً، عبر القتل والقسر والدعاية اليومية لعشرات القنوات الاعلامية التلفزيونية والاذاعية فرض الحجاب، تضع النساء الحجاب جانباً ما ان تتوارى انصال السكاكين ورمي الاسيد، عليهم ان يفهموا ان المراة في هذا المجتمع لا تقبل المعايير الاسلامية. من المؤكد انه من بين 60 مليون انسان، تجد مئة الف منهم تقبل الحجاب ويشجعون الاخرين عليه كذلك، بيد ان الناس العاديين لهذا البلد، وعلى صعيد مليوني، لايعدّوا الحجاب الاسلامي جزء من طبيعتهم وثقافتهم ولايبغون ذلك."
انتهى .
من الواضح في النص أعلاه أن البرجوازي منصور حكمت لا يفرق بين ثلاثة أنواع مختلفة من أوجه الدين : الدين كعقيدة شخصية ؛ و الدين كثقافة إجتماعية ؛ و الدين كسياسة و آديولوجيا طبقية ، وهو الأمر الذي يجعله يخلط بينها ضمن جملتين متتاليتين : " فان تصوره مجتمع تعد الاحكام والمقررات الاسلامية، بالنسبة للجماهير، جزءاً ذاتياً وعضوياً ونابع من صميمها. في حين ان طرحنا هو ان هذا الاسلام قد تم فرضه على جماهير ايران في عملية سياسية، عبر الزنزانات وعمليات القتل والاعتقال وقطيع حزب الله وجلاوزة ثأر الله."
معلوم أن الدين – أياً كان ، بضمنه "اللادين" – بصفته "جزءاً ذاتياً وعضوياً ونابعاً من صميم" كل فرد إنما يعود لقناعات الفرد نفسه باعتباره إنساناً واعياً و متميزاً عن غيره ؛ و لهذا نستطيع الكلام عن "الوعي الديني" الخاصا بكل شخص ؛ و هذا الوعي متعدد الشُعب ، فلكل انسان "دينه" الخاص في التحليل النهائي يحقق ذاته من خلاله مثلما يُعْلمنا ماركس . أما الدين "كثقافة جماهيرية" فهو مرتبط بالمفهوم العلمي الماركسي الذي يقول بأن المجتمع هو الذي ينتج الدين . لذا فإن العلاقة بين الدين و الثقافة الجماهيرية هي علاقة متلازمة تشتمل على منظومات السلوك و الأعراف و التصورات عن العالم و النصوص و العادات المقدسة و المثل الخلقية و القوانين السائدة في المجتمع و التي قد تتوافق مع الوعي الديني الشخصي أو لا تتوافق ؛ و لكن الإنسان الفرد محكوم بها اجتماعيا لكونها تتمأسس قانونياً . مثلاً : يقضي الدين الإسلامي باستقلال الذمة المالية للزوج عن الذمة المالية للزوجة ؛ كما يترتب على الزوج عند الطلاق دفع نفقة طليقته حتى لوكانت هي بليونيرة و هو ضعيف الحال ؛ في حين أن الزوج المطلق في الولايات المتحدة له الحق المبدأي بتملك نصف أموال طليقته ؛ و العكس واجب بالنسبة للزوجة . هذه هي أبسط تجليات الدين كثقافة اجتماعية تميز كل مجتمع بشري عن غيره من المجتمعات . أما الدين السياسي فهو آيديولوجيا طبقية تفرضها الدولة مثلما تشرح لنا الماركسية ؛ الدولة التي تغربل و تختار و تقولب ما تريده من التقاليد الدين المجتمعي حسبما تقتضيه مصالحها الإقتصادية حتى لو اقتضى الأمر نسف أو قلب هذه المفردة الراسخة في الثقافة الدينية المجتمعية أو تلك أو ابتداعها و فرضها بقوة سلطة أجهزة الدولة ؛ مثلما فعل ملالي إيران في دستورهم الذي ينص على ولاية الفقيه غير المنتخب دون سند شرعي معتبر ؛ أو فرض ارتداء اللكـچة على النساء بزعم كونها "حجاباً" ، و الحجاب سلوك و ليس قطعة قماش يُغطى الشعر الميت بها (نفس هذا الغطاء كانت ترتديه بغايا المعبد في العراق القديم لتمييزهن عن غيرهن ـ مثلما أن إرتداء الشادور بالمقلوب يؤشر لرغبة المرأة بزواج المتعة في المزارات الإيرانية) ؛ أو منح المحكمة العليا غير المنتخبة صلاحية نقض قرارات مجلس الشورى المنتخب و تقرير من يحق له الحكم ؛ أو التميييز في حق المواطن بالترشح لمجلس الشورى بفلترته تحكماً عبر المجالس الفوقية غير المنتخبة مثل مجلس تشخيص مصلحة النظام و مجلس صيانة الدستور ؛ أو تقديم التقويم الشمسي على التقويم الهجري الاسلامي .. إلخ . مثل هذه القولبة للدين السياسي هي ممارسة طبقية بامتياز لا ترتبط سوى ضبابياً بالدين الإجتماعي ، و من واجب الشيوعي تعريتها كسياسة – مثلما هي عليه – و ليست كدين مثلما يفعل البرجوازي منصور حكمت . و لكونها سياسة و ليست ديناً ، فهي تختلف من حقبة لأخرى ؛ و من مكان لآخر ؛ و من طائفة لأخرى طبقاً لتوازن القوى السياسية و تجاذبات مصالحها الطبقية ؛ فمن المعروف أن "الآغا خان" الإمام الشيعي الإسماعيلي لا يعتمد نظام ولاية الفقية رغم كونه شيعياً ؛ مثلما لا تعتمدة الشيعة الزيدية و لا شيعة العراق ، ناهيك عن أتباع المذاهب السنية المختلفة . لماذا ؟ لوجود عشرات القوالب الدينية و غير الدينية المتاحة و التي يمكن تقنين المصالح الطبقية ضمنها .
أما لماذا تبنت البرجوازية الإيرانية شكل ولاية الفقيه نظاماً سياسياً لها ، فهذا سيكون هو موضوع الحلقة الأتية .
يتبع ، لطفاً .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 11- ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 10- ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 9-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 8-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية7-20 ...
- البُلبُل الفتّان
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 6-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 5-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 4-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 3-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 2-2 ...
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 1-2 ...
- وداعاً مديري العام فؤاد حسين الوكيل
- حكومة الكاظمي : ذاك الطاس و ذاك الحمّام
- طواطم الأستاذ عبد الحسين سلمان / 1-10
- معدل الربح و فائض القيمة حسب ماركس / 2-2
- معدل الربح و فائض القيمة حسب ماركس / 1-2
- إلى الكاظمي : ألجم وزير ماليتك لئلا تطير
- قصيدة -محكمة عسكرية- لسعدي يوسف : وصف و ترجمة
- سرقات الحرامي مصطفى الكاظمي


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 12-50 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية