أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - الضعف الأخرى














المزيد.....

الضعف الأخرى


هدى يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 01:37
المحور: الادب والفن
    


تملؤنى مخاوف واتبعك ،تنفى وجودى واؤكدك ، انوى الا ازورك واقاطعك ، واعود اليك طائعة مستبشرة واتساءل لماذا؟ ..وانت كما انت جموع حجارة خرجت من لهب ، اتحدى صمودك يا جبل، اهددك باعلان ما سرقته من بهجة البشر وسط جوف صخورك ، قمعت واوقفت عبث الخلق وسجنت الالم ، واحترفت التماسك بما اختزنته من الزمن. مغرميك يواصلون الصعود متحملين اقصى حدود الالم ، وحين تضيع معالمك ولا يتبقى غير ظلال تخفى رهبة الهبوط منك ومن العدم .
فى التصاعد البطيئ الحذر يغلفه سحر الوصول الى السماء ، ورؤية صحو شمس تتهلل باللقاء وتبتهج ، يتسلل خريف ويزيح ربيع ، وظلال ذاكرتك تبعث زمن جديد يعيد حياة ، ولا تتركها تكتمل ، تطمئن حين يشحب الامل .
حين يدركنى اسمه واترنم به ، يتردد صوت استهزاء يؤكد ان ما اراه خيال لا يستحق !! صوتى يعاندنى ويهددك" لن تدوم، وساجد حتما وطن " اعرف ان تهديدى يقلقك ، يزعجك ، تحتمى وتشكل امامى زحاما من حروف الاسئلة .
ما جدوى تحديك ؟ ، تتباهى بقدرتك على ابتلاع المزيد من الزمن !! حقا جبل نهم ، تحتل المكان بلا بشر !! يتشقق بعضك من جوفك ويخرج بحر هلامى يتكاثف ويشكل نسيجا عنكبوتيا من بهجة متسللة ، تهرول خائفة من اعتام داخلك ، تتبعثر فى الاركان ، واتابع تبخرها المرتجف ، والارض تحتويها حانية وتبتسم .
اعلم يا جبل اننى احمل اسرارا مؤجلة ، جاءت منك هاربة تنبؤنى عن ميلاد قارب ان يكتمل ، بعيدا عن ظلالك القاتمة .
ويظل تساؤلى ماهو سر الالم عند رؤيتك؟، هل هو الصمت وما يحمله ؟ ام ما مضى من الذاكرة ؟ حقا العنك ، حتى الابتسامة حولتها شجن ، افتش فيك عن نشوة ، رغبة ، شهوة ، او عمن يعرفنى ولا يموت احساسى به ، تتبعنى ، ترصدنى ، تقيدنى ، تسجن لهوى ، عبثى، تبعدنى عن الصغائر والكبائر وتظهر خسائرها ، هزائمها .
حتى العناق يحكون عنه واجهله ، مسكونة حجارتك خيالات مضنية .
تقول انك الملك !! ملك على اسيرة خاضعة؟ تقهرها مخاوفك ، واتخلى وسط عراك شجارى عن انسانية انسانة مهدرة ، ماتملكه اهات انين وجد مصلوب ، تناثرت عبراته مجهدة فى طرقاتك ، وتظل شامخا والوذ بالقاع لاحتمى من هلاوس رسائلك المغرضة.
اختارك الرب ليكلم موسى امامك، خلقك بلا قلب ولن ترتجف ، ورءاك موسى ترتجف ولم يدرى ان الارتجافة ارتجافته ، اختزنت رعبه داخلك لتعيده بطريقتك مكثفا الى كل من يراك ويبصرك او يصعدك...
امنحنى ما خباته كى استغنى عنك ، ولا ارى جسدى فى اتونك المستعر ، ايها الاثم بدلت ملامحى وتشقينى ، واجدنى والصمت والليل مصير محتجب .
تقول انك تفرح بالقمر ، كاذب ولن اصدقك ، تظل عابثا متجهما يغلف حجارتك اوهام خيالات مضنية ، وعند اختفاء القمر تصير شبحا عملاقا تتوالد منه اشباح وليدة تبث رعبا وتزيد وساوسى .
توهمنى انك راهب يهوى راهبة ، حقا تثير السخرية ، لا ارى صلاة او اعتراف امام هيكلى !! انت حجر .
تقول اننى "صبوة عشق"، انا وانت نجهله .
تقول" صعب ارضاؤك" ..
‏قل ماتشاء وهل يضير الشاه سلخها.
و" اننى متمردة، عاشقة للاخطار ، ولا اعرف استقرار"..
‏ انت احمق جبل ، انا سجينة رائعة لا تفكر فى فرار ، اقترب لتزيد عذابى حين ارتجف ، لا ابصرك ولا انساك ، والوذ بك كى يكتمل الغرق .
وانك" عاشق لجنونى " !!
‏ كيف؟ وانت تكبله.
يزبد زيفك حين قول "الحزن والعشق مؤشر انك بشر لاحجر" ودائما تظهر جبروت قوة لى وهى قوة مزيفة .
قررت الا اقيم صلاة فى معبدك ، ولن اسامحك ، وساواصل صلاتى وادعو الخفى الجلى كى يزلزلك ويسكنك جحيمه المستعر ، ويخلصنى منك ..
ان لم تتطهر وتعلن توبتك، وما امتلات به من اسرار حولتها مزار شيطان ولى بلا قلب او وطن .
ملعون انت فى كل ازمان الكتب .
ورغم كل رغم احبك واعترف انك كثيرا ما انقذتنى ، وتستحق الخلود ايها القلب حجارة الجبل !!!



#هدى_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد الأنشاد
- صعوداً وهبوطاً
- جــــــــولات ليلّ
- حفيد كلب الزعيم
- اقتات صعودى
- العيد
- يمضغ مالم يعلن
- لهــــــــــاث الأبـــد
- البحر يهــــاب موجه
- أثير الصعود
- نقش لمجهول!!
- طريق زوجة زوجي
- جمر الرماد
- أسانيد التأويل
- بقعة حمراء
- وحشة عاصفة
- لا يدهمك الغيم
- يرفل فى الدجى
- دكه خشبية متآكلة وسط عشبٍ جاف
- سطوع الخفوت


المزيد.....




- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - الضعف الأخرى