أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميمون الواليدي - في الوطنية والأوطان !














المزيد.....

في الوطنية والأوطان !


ميمون الواليدي

الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


#في_الوطنية_والاوطان (تنبيه: هذا منشور يهم من يؤمن بالعلم ونظرية التطور والصراع الطبقي، من يؤمن بتفوق شعب على الشعوب الأخرى أو أن الملكية الخاصة والسلطة رزق وتفويض من الله فلا داعي ليتعب عيناه من جراء القراءة)
نحن معشر الهوموسابيانس اليوم أحفاذ الهوموسابيانس الذين خرجوا من نفس المكان على فترات ومراحل ليعمروا الأرض كله. ماذا يعني هذا ؟ يعني ببساطة أننا جميعا بشكل أو بآخر أبناء مهاجرين. ولهذا عندما أسمع أن ماكرون يتهم بعض الفرنسيين بأنهم أبناء مهاجرين وليسوا فرنسيين أصاب بالغثيان، وعندما أسمع تاجرا بسوق إنزكان الشهير يشكو من أن "المهاجرين من إفريقيا" جنوب الصحراء ينافسونه في تجارته أرغب في الصراخ في وجهه أنت نفسك مهاجر إفريقي، وعندما أسمع أمداكل من بني جلدتي يقول أن الصحراويين عرب هاجروا من الجزيرة وليسوا "أصحاب الأرض الأصليين" أشعر أن علي الإمساك بأذنه على طريقة المعلمين زمان وأجره حتى الصدع الأفريقي بأثيوبيا لأدله على مكان أجداده الأصلي!
إلى حدود اكتشاف الزراعة قبل حوالي 10 آلاف سنة لم تكن هناك حدود ولم يكن هناك شيء إسمه دول ولا أوطان. ومع اكتشاف الزراعة ثم ظهور فائض الانتاج ومعه الحاجة للعسس والعسكر ظهرت الملكية الخاصة، ثم ظهرت الدول، وأصبح كل مالك أرض بإمكانه استخدام العبيد لحماية حدود الأرض، ثم بدأ التفكير في توسيع الأرض إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم. تاريخ البشرية يمتد لمائتي ألف سنة، ونحن لم نعرف الحدود إلا لمدة تقارب 9 آلاف سنة فقط، بينما عشنا 100 و 91 ألف سنة بدون حدود ولا دول ولا صراعات حدودية ولا حروب شوفينية وعرقية!
ظهور الملكية الخاصة والدولة كان على حساب حرية الأفراد والجماعات، وعلى حساب العبيد والمستضعفين الذين فرض عليهم خدمة الاسياد وتأمين حدود أراضيهم ومن ثم الدول التي أسسوها لمصالحهم. من الطبيعي أن يثور العبيد، ومن الطبيعي أن يظهر حتى من بين الطبقة المسيطرة أشخاص ذووا نزعات ثورية أو نوايا حسنة على الأقل، لكن القمع وحده لم يكن كفيلا بلجم الانتفاضات والعصيان، لهذا كان الدين واحدة من الوسائل لتركيع الناس وضمان ولائهم، ولكن ذلك أيضا لم يكن كافيا، لهذا اخترعت الوطنية، حتى يشعر العبيد والمستغلون أن ملكية السيد جزء من هويتهم وهي مايحدد وجودهم وعليهم حمايتها والدفاع عنها، وبذلك مات ملايين الجنود وهم مقتنعون أنهم "وطنيون" بينما هم ضحايا وهم خدمة للطبقة المسيطرة.
في كل مرة يقع فيها حدث يثير نقاش "الوطنية" نسمع أن بعضهم يتحدث عن حدود دولة الموحدين وحدود دولة المرابطين وحدود المغرب في القرن التاسع عشر وهلم جرا. هؤلاء بعلم أو بغير علم يقفزون على حقيقة أن توسيع حدود بلد ما هو احتلال سواء اعجبنا أو لم يعجبنا، عندما يغادر سلطان الموحدين أسوار الرباط ليصل بجيشه إلى تونس فهذا احتلال للشعوب (اقول احتلال للشعوب وليس للأوطان، لأن الأوطان كما أسلفت مرتبطة بالملكية الخاصة وتقسيم المجتمع إلى طبقات، فالشعوب ليس من مصلحتها وجود الأوطان). يقفزون أيضا على حقيقة ثانية، هي أن توسيع الحدود هو رغبة فالسلطة والمال من خلال الأسواق والاستغلال والضرائب وخلافه. لا إن الدول التي مرت من المغرب أسقط بعضها بعضا من أجل السلطة والمال، ومنها من ارتكبت جرائم من قبيل العبودية المنظمة كما فعل السلطان اسماعيل مع عبيد البخاري. إذن من يعطي هكذا أمثلة هو ينظر للاحتلال والاستغلال، ومن التناقض المخزي أن يكون الإنسان مدافعا عن الحرية وعن الاحتلال في آن معا.
بدون حدود ودول، كان بإمكاني التنقل بدراجة هوائية إلى كوريا الشمالية أو جنوب إفريقيا، وبدون حدود كانت العلاقة الوحيدة التي ستربطني بالناس هي العمل والتعاون والتعايش.
من الغريب فعلا أن من يدافعون عن الدولة القومية هم نفسهم من يتحدثون عن ضرورة وحدة الشعوب ورفض الحدود والسوق الموحدة والعملة الموحدة !! هل هناك عدم انسجام أكثر من هذا ؟!
الجميع يعرف أن أبناء الجالية من ذوي الموهبة الكروية الكبيرة يختارون اللعب لمنتخبات أوروبا، وكثير من المهندسين والأطباء والعلماء حصلوا على جنسيات بلدان أخرى وحققوا انجازات لم يكن من الممكن أن يحلموا بها لو بقوا في بلدانهم الأصلية. لماذا لا يطردهم ترامب وماكرون وغيرهم؟ بكل بساطة لأنهم مفيدون للالة الرأسمالية ويحققون الأرباح كحال منصف السلاوي مثلا. إذن فالمحدد هو العامل الاقتصادي وليس العرقي أو الجغرافي، ولهذا فقد بنيت أوروبا بعد الحرب من عرق المغاربة والجزائريين وغيرهم. ماكرون وترامب وبوتفليقة وال سعود ورئيس كوريا الجنوبية تجمعهم مصالح ومن أجل هذه المصالح فهم لا يؤمنون بشيء إسمه الوطنية إلا من باب استغلالها سياسيا. الفقراء في أمريكا والمغرب والصحراء الغربية والأرجنتين وميانمار تجمعهم مصالح مناقضة لمصالح هؤلاء، وهي مصالح خارج الحدود وعابرة للأوطان وعابرة للوطنية لأنها مصالح طبقية. الخلاصة أن الصراع صراع طبقي والوطنية وهم، لهذا فاليساري الحقيقي هو أممي، ويحارب من بين ما يحارب الوطنية الوهمية الزائفة القائمة على الاستغلال!



#ميمون_الواليدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقامة الأمزازية
- الإنتخابات الأمريكية والصراع حول لقب -أفضل قاتل- !
- حمار للبيع، أو حمار أغبالة مرة أخرى !
- قصيدة من يدري ؟
- عن قضية الرعاة والمزارعين !
- لقد قاطعنا فرنسا الحقيقية من زمان !
- إسلامي، إسلام تيغسالين !
- إنكشارية الأتراك ولاليجو فرانسيس، أو حرب اللقطاء !
- سلسلة شاهد على زمن الحسن الثاني: الحلقة 2 -وكان كرشه على الن ...
- شاهد على زمن الحسن الثاني. الحلقة 1: عيد العرش أحسن من العيد ...
- فيروز ليست ألكسندرا كولونتاي !
- تعليم في الحضيض ومستشفيات كالمسالخ !
- المقامة الرمضانية
- المقامة الدافقرية
- عن بوتين وأردوغان !
- الجميع مطبع مع الصهيونية
- هيئة ضبط
- كوفيد 19، كاترينا والآخرون !
- تحليل ملموس، لا سفسطة برجوازية !
- لا أعرف عمر الراضي لكنني أعرف الدولة المغربية !


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميمون الواليدي - في الوطنية والأوطان !