أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ساطع هاشم - استعداداً لتشرينية جديدة














المزيد.....

استعداداً لتشرينية جديدة


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6731 - 2020 / 11 / 13 - 18:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


انتقلت مرحلة الانفجارات الجماهيرية العفوية القوية ضد النظام الطائفي بالعراق الى مرحلة من الهدوء والحذر وربما مراجعة الذات، كما حدث مع انتفاضة البصرة سنة 2018 عندما قمعت، وربما ستفاجئنا الجموع الشبابية بقواها العفوية الصاخبة مرة أخرى قريباً او بعيداً، بما هو اقوى واشرس من اية انتفاضة سابقة شهدها العراقيون ضد الإسلام السياسي تماماً مثلما حدث بعد عام على تظاهرات البصرة
لا نستطيع ان نتحدث عن ثورة تشرين وكأنها أمور مضت وانتهت حيث تحالفت كل قوى العراق الخيرة ضد الإسلام السياسي متجسدة في حركة الشباب العفوية، وانعطاف الرأي العام داخل وخارج العراق نحو تأييدهم، وقد تميزت بأتحاد عناصر غير متجانسة بتاتاً ولكن تحت لواء مشترك ضد عدو مشترك ضد عقيدة سياسية واجتماعية رجعية انتهى زمانها وهذه اهم ظاهرة جديدة بالساحة العراقية
ويسعى الطغاة الان لاحداث الفتنة بينهم وجعل الحركة ونضالها ضيقة في سبيل إصلاحات طفيفة وشكلية بدل اسقاط النظام، وهذه الحيل قد نجحت لوقت طويل لكنها وصلت الان الى طريق مسدود تماماً خاصة بعد افلاس الدولة وخزينة المال وانهيار أسعار النفط وتهريب العملة
لقد لاحظنا ان معظم قادة الانتفاضة شباباً يافعين دون سن الثلاثين، وبسبب حداثة سنهم واندفاعهم المتواصل والمتفاني فقد اصبحوا هدفاً على قائمة التصفية التي اعدها القتلة والقناصة باوامر مباشرة وغير مباشرة من المستعمر الإيراني وجلاوزة خامنئي كما بينت التقارير، ومع هذا القتل المتواصل من قبل الميليشيات الغادرة الذي قتل قرابة الالف شاب وشابة مع مئات من المعتقلين مجهولين المصير وآلافاً من الجرحى، فلم يتركوا مسرح التظاهرات بل وسعوا من نطاق عملهم ولم ينسوا ان هدفهم هو اسقاط هذا النظام
ولا يبدو ان هذا النظام سينهار بسرعة لأنه صار يعرف كيف يتعافى كلما ضعف، ولكنه لابد ان ينهار اخيراً مهما بلغت الاعيب المجرمين بهلوانية واتقان
والسؤال الان:
كيف سيستعدون للانتفاضة القادمة؟
وكيف سيوحدون جميع الفئات الساخطة على عصابات الإسلام السياسي ونظامهم اللصوصي، في روابط ومنظمات جيدة التنظيم استعداداً للمرحلة القادمة؟
ونحن نعرف الان ان هناك جبهة سياسية قد تشكلت مؤخراً، تضم ابرز حركات التنسيق التي شاركت بالاعتصامات، وهناك تواصل فيما بينها، ولكن لم نعرف بعد الخطوات القادمة والتكتيك اليومي الذي سيتبعه هذا التجمع، وكيف سيستمر.
خاصة وان جماهير العراق قد افقرها مادياً ودجنها وركبها الفقهاء ورجال الدين، واستغلوها لمصالحهم لسنوات طويلة، وصار عندنا اغبى جمهور بالشرق الأوسط وربما بالعالم، حيث ضَحت الجماهير بنفسها واموالها في سبيل الرجعيين، واصبحت مطية بيد المراجع الدينيين التافهين يوجهونها أينما أرادوا، واصبح العراق مثال على غياب عقل الجماهير عندما تقودهم مجموعة من اللصوص الرعاع المجرمين بعد ان اشاعوا التعصب والعنصرية اعتماداً على تهور العامة لاستدراجها نحو البغضاء والطائفية والحرب، بواسطة جيش مسلح هائل من الكهنة والروزخونية وتجار الدين الآثمين من أعضاء حزب الدعوة والمجلس الأعلى وقوات بدر والصدر والقائمة تطول، وعلى قاعدة هذه الشعبية الرخيصة بين الغوغاء يتغذى ويعيش الإسلام السياسي وينشر فساده منذ سبعة عشر سنة.
ورغم ان انتفاضة تشرين قد غيرت الكثير من هذا الواقع المزري، حيث ساعدت على تحرير عقول الناس من رجس الدعاية الدينية ولو قليلا، وعلمتهم على ادراك انهم ليسوا مجبرين على تقديس المراجع والمنابر وان بمقدورهم محاربة ودحر طبقة رجال الدين المتعفنة واحزابها وميليشياتها، وانتزاع السلطة السياسية منها، الا ان الطريق مازال طويلا، بفعل الدعم الكبير الاعلامي والعسكري الذي يتلقاه هذا النظام وزبانيته من المستعمرين الايرانيين بشكل خاص.
كلنا يشعر ان هناك آلاماً غامضة تستولي على ثوار تشرين في كل مكان، حتى ليبدو ان كل ما شاهدناه من بطولة وتضحية وتفاني حتى الان قد تبدد بالفضاء، ولم يبق سوى الظلمات والمظالم تحيطهم من كل جانب، غير ان الواقع يقول، بأن الأغلبية الصامتة لم تعد صامتة، وان الانتفاضة مستمرة ولكن بأشكال ثورية مختلفة
لا خَيْرَ فِي عَيْشِ الْجَبَانِ يَحُوطُه مِنْ جَانِبَيْهِ الذُّلُّ وَالإِمْلاقُ (البارودي)



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضلة ماري محمد
- العلمي والعاطفي
- الاختيار والاضطرار
- ثوار تشرين في عيدهم الاول
- الفانوس غير السحري
- القلق وسادة الفنان
- فن للتسلية فن للترقية
- دين وفن
- ساحل البحر
- فن النافذة وفن المرآة
- بيروت
- كارل ماركس
- صوت الالوان
- تائهاً في حجرة
- مقبرة في الشتاء
- هل يعيش القتلة سعداء؟
- دولة الفساد الخضراء
- شعلة تشرين
- معارك بالخريف
- اورفيوس العراقي


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ساطع هاشم - استعداداً لتشرينية جديدة