أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - الأشياءُ هذه.. لم تكُن هكذا














المزيد.....

الأشياءُ هذه.. لم تكُن هكذا


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 6729 - 2020 / 11 / 11 - 17:53
المحور: الادب والفن
    


لم تكن هكذا
"الأكَلاتُ" القديمة.
لم يَعُد لها ذلكَ "الطَعْمُ"
ولم تَعُدْ لها رائحةُ الأهلِ
في الزمانِ القديم.
لا البيوتُ الآنَ
تلكَ البيوتُ
ولا الشوارعُ والناسُ
ولا أصدقاءُ "التواصلِ" عبر الحواسيبِ
ولا أسماءُ البناتِ الغريبة.
لا الوجوهُ .. ولا العيونُ .. ولا الشِفاهُ الحديثةُ جدّاً..
ولا رائحةُ الطَلْعِ في النساءِ الجميلاتِ
كما لو أنّكَ كُنتَ
وأنتَ تُقبّلُ تلكَ الرِقاب
تَشُمُّ عبيرَ "البَرْحيّ"
في عِذْقِ نخلة.
حتّى الليلُ
حتّى النهارُ
حتّى الخُذلانُ
بل وحتّى الموتُ
لم يكن هكذا.
كانَ موتاً بحقّ
يومَ كانَ الناس
يموتونَ فعلاً
وكان الأخرونَ يشعرونَ بالخسرانِ على الفورِ
ويحزنونَ عليهم طويلاً
والنساءُ كُنَّ يَمُتْنَ من شدّةِ الأسى
ولا يذهبنَ إلى "المول"
ليأكُلْنَ "البيتزا"
في ثاني أيّام "العزاءِ"
قصيرُ الأجَل.
لا الحروبُ الآنَ
لها نكهةُ تلك الحروب
وليسَ للجنودِ الآنَ
رائحةُ الجنودِ
يومَ كانَ الجنودُ جنوداً
بل وحتّى فلسطين
لم تَعُدْ تلكَ الـ "فلسطين"
يومَ ماتَ العراقيّونَ من أجلِها
في "كَفْرِ قاسم".
لا الأغاني الآنَ
تلكَ الأغاني
من "رَقِّ الحبيب"
إلى مقامِ الـ "مَدْمي"
إلى فيروزِ المذهولةِ بالفقدانِ .. تُغنّي ..
" ما هكذا كانَ الصابونُ
ولا الليمونُ
ولا الزيتونُ
ولا هكذا كانَ حبيبي".
ما كانَ هكذا التَمرُ
ولا النارِنْجُ
ولا أسماكُ النهرِ
ولا طيورُ البَرّ
ولا مذاقُ الخضرواتِ الأليفة.
كأنّكَ تفقِدُ كُلّ الحواس
قبلَ أن تُغلِقَ عينيكَ
وترى وجهها الحُلو
و تسألُهُا بفضولٍ أخير:
أهذا هو كلُّ ما يتبقّى منَ العَيْش
بعد سبعينَ قُبْلَة
ولا واحدةً منها أفلَتَتْ
و حَطّتْ بسلام
فوق روحي.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بازارات و شورجات و مافيات
- الأغلبيّات والأقليّات، والحواشي والمتروبولات، في الإنتخابات ...
- اللُص والحمار والسوق
- الحاشيةُ السامّة التي تقتلُ المَلِك
- الورقة البيضاء وعبء ديون العراق الخارجية 2014-2024
- آثار وتداعيات فايروس كورونا المُستَجَد على الإقتصاد والمجتمع ...
- حكومة التوقّعات والإيحاءات العجيبة
- الموازنة العامة، والموازنة النقدية، وأزمة الإدارة الماليّة ف ...
- مشكلة الرواتب، وعجز الموازنات، وأزمة الإدارة الماليّة في الع ...
- جمهورية كردستان الحمراء، وجمهوريّة ناغورني قره باغ..الحمراء ...
- تحالُفات وتفاهُمات وتطبيع ، وقرارات سياديّة ، ومصالح عُليا
- اليُتْمُ أليف .. والأيتامُ كذلك
- دائماً .. هناكَ حربٌ جديدة
- مكسورُ الظهرِ ومكسورُ القلبِ ومكسورُ الخاطر
- داخل الكليبتوقراطية العراقية : تقرير النيويورك تايمزعن الفسا ...
- سَنَنْتَخِبُ عندما يحدثُ ذلك .. الآنَ لا
- ليو و لِيان .. وأُمَّهُما البيضاء الطويلة
- العيدُ والكوفيدُ والحَرُّ والخَرَفُ الوطنيّ
- عندما تَجِفُّ على الرملِ ، وتحتفي بكَ اليابسة
- أنا أعرفُ الأشياءَ عندما تنتهي


المزيد.....




- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - الأشياءُ هذه.. لم تكُن هكذا