أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - حكومة التوقّعات والإيحاءات العجيبة














المزيد.....

حكومة التوقّعات والإيحاءات العجيبة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 23:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


التوقعات مُهمّة جدّاً في الإقتصاد.
وعلى أساسها يبني الناس ، وأصحاب الأعمال والمشاريع ، نظرتهم المستقبليّة لفرص عملهم ، ومصادر رزقهم ، والتوسّع في مشاريعهم ، أو إيقافها ، أو تصفيتها أحياناً.
لقد تمّ إغراق الناس والإقتصاد في حالةٍ من إنعدام الثقة ، والتيقّن من المستقبل ، وبسيلٍ جارف من التوقعّات المتشائمة.
ويعودُ ذلكَ بدرجةٍ أساسيّة لإعتماد الجهاز الإعلامي والتنفيذي للحكومة على "الإيحاءات" ، وليس على الأفعال الملموسة.
هذه الحكومة( بفعل ظروف تكوينها المُلتَبِسة ، وليس بفعل عجزها عن فعل شيء) ، هي "ملِكة" الإيحاءات بإمتياز.
الإيحاء بأنّ الوضع الإقتصادي سيّء ، بل وكارثي أيضاً .
الإيحاءُ بأنّ الرواتب لن تُدفَع في الشهر القادم ، أو أنّها(في أفضل الأحوال) ، سيتمُّ تخفيضها.
الإيحاء بالقدرة التامّة على "إصلاح" الإقتصاد ، بل و "تغييره" خلال مُدّة قصيرة جدّاً.
الإيحاءُ بالقوّة.
الإيحاء بالضعف ، وقلّة الحيلة.
الإيحاء بالقدرة على ضبط زمام الأمور ، وبأنّ كلّ شيءٍ على مايُرام .. والإيحاءُ أيضاً بأنّ كُلّ شيءٍ ليس على مايرام ، في الوقت ذاته.
الإيحاء بأنّنا قادرونَ على بناء "دولةٍ" في بضعة أشهر ، بينما لم يتمكّن "الآخرون" من بناءها ، بل وأضعفوها ، طيلة سبعة عشر عاماً.
ونتيجة كُلّ هذا الكمّ الهائل من "الإيحاءات" المتضاربة ، هي المزيد من القلق والتوجّس ممّا سيحملهُ المستقبل القريب للناس .. وبالتالي حدوث إنكماش كبير في النشاط الإقتصادي ، يقترب تدريجيّاً من الركود ، وأرتفاع ملموس وتدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الدينار ، وأنخفاض الإنفاق والطلب ، وخوف أصحاب المشاريع الصغيرة(التي تقوم حاليّاً بالأنشطة الرئيسة للقطاع الخاص) ممّا سيحملهُ المستقبل القريب من مفاجئات غير سارّة لهم ، وإستعداد بعضهم للتوقّف عن العمل في بيئة تفتقر للحدّ الأدنى من ضمان عائد رأس المال ، وأحتمال تسريح عشرات الآلآف من العاملين الذين ليس لديهم أيّ فرصة للعمل والتوظيف خارج هذه "المشروعات" ، التي لم تعُدْ لدينا "مشاريع" سواها.
الإقتصاد يعيشُ ويتنفّسُ على إيقاع التوقّعات ، ويموتُ بـ "السكتة" اذا تمّ تجاهل ردود فعل الناس على "تصرّفات" الحكومة ، وإذا لم تُضبَطْ هذه التصرفّات ، و "تُسوّقْ" الى الناس بدقة.
تحتاجُ الحكومة إلى شيءٍ من الهدوء ، وإلى قدرٍ أكبر من الحكمة ، وإلى أن تكفّ عن بناء المتاريس ، وإعلان الحرب على جميع الجبهات .. من السياسة ، إلى الإقتصاد ، وصولاً بـ"جحافلها" إلى مجتمعات و"تنظيمات" ماقبل الدولة .. فهذه "الأهداف" هي أكبر من قدراتها بكثير ، وأكبر من المُدّة المتاحة لها للعمل ، وبالتالي فهي قد تتسبّبْ في " كَسْرِ ظهرها" في أيّ لحظة.
إعملوا بهدوء على "مصارحة" الناس بحقيقة أوضاعهم الإقتصاديّة ، ليس من خلال التهديد والوعيد ، و ليس بـ "صفعهم" على وجوههم بإجراءات صادمة ، وبسياسات وخطط واستراتيجيّات "كرنفاليّة" و "إعلاميّة" و مُستعجَلة .. بل من خلال تعزيز ثقة الناس بكم ، من خلال التأكيد على صيانة مصادر الرزق ، وأستدامتها .. وإلاّ فأنّ العواقب الإجتماعية والإقتصاديّة والأمنيّة( والتوظيف السياسي لها من قبل "المُعارضين" للحكومة الحاليّة ، ستكونُ وخيمة ، ووخيمةٌ جدّاً.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموازنة العامة، والموازنة النقدية، وأزمة الإدارة الماليّة ف ...
- مشكلة الرواتب، وعجز الموازنات، وأزمة الإدارة الماليّة في الع ...
- جمهورية كردستان الحمراء، وجمهوريّة ناغورني قره باغ..الحمراء ...
- تحالُفات وتفاهُمات وتطبيع ، وقرارات سياديّة ، ومصالح عُليا
- اليُتْمُ أليف .. والأيتامُ كذلك
- دائماً .. هناكَ حربٌ جديدة
- مكسورُ الظهرِ ومكسورُ القلبِ ومكسورُ الخاطر
- داخل الكليبتوقراطية العراقية : تقرير النيويورك تايمزعن الفسا ...
- سَنَنْتَخِبُ عندما يحدثُ ذلك .. الآنَ لا
- ليو و لِيان .. وأُمَّهُما البيضاء الطويلة
- العيدُ والكوفيدُ والحَرُّ والخَرَفُ الوطنيّ
- عندما تَجِفُّ على الرملِ ، وتحتفي بكَ اليابسة
- أنا أعرفُ الأشياءَ عندما تنتهي
- أنتَ أعرَج .. ولَنْ تَلْحَقَ القافلة
- أوُدُّ لو أنّنا نجلسُ الآنَ .. معاً .. يا أبي
- الإقتصاد العراقي .. مأزق الحالة ، وإشكاليّة الحَلّ
- 14 تموز 1958 .. جَدَل التكريس والمُغادَرة
- في العاشرةِ من العُمْر .. كنتُ أقرأ
- توقيتاتٌ للقتلِ بالساعاتِ الكبيسة
- جسورُ بغدادَ فارغةٌ كالقلب .. حَتّى مِنّي


المزيد.....




- الذهب عند أدنى مستوى في 3 أسابيع والنفط يتراجع
- ماذا بعد توقيع الاتفاق الاقتصادي بين واشنطن وكييف؟
- البنك المركزي العراقي يقرر بيع 2000 دولار بالسعر الرسمي لكل ...
- صعود كازاخستان الهادئ.. آفاق جديدة للاستثمار القوي
- الاقتصاد السعودي ينمو 2.7% في الربع الأول
- كيف تلغي الدول أو تستبدل عملاتها؟ ولماذا تنوي إسرائيل إلغاء ...
- اتفاقية المعادن بين كييف وواشنطن... لماذا تعد استراتيجية للم ...
- الدفاع الروسية: استهداف مطارات عسكرية ومواقع لإنتاج المسيرات ...
- خام برنت يتراجع إلى ما دون 60 دولارا للمرة الأولى منذ بداية ...
- ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الخميس


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - حكومة التوقّعات والإيحاءات العجيبة