أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-جهلنا وقصورنا الإعلامي














المزيد.....

بدون مؤاخذة-جهلنا وقصورنا الإعلامي


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 10 / 31 - 17:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية لا بدّ من التّأكيد أنّ الإساءة للمعتقدات الدّينيّة والرّموز المقدّسة تتخطى كلّ الخطوط الحمراء، ولا تدخل في نطاق حرّيّة الرّأي والمعتقد.
وما جرى ويجري في فرنسا منذ أيّام بعد أن قتل تلميذ شيشانيّ مسلم معلّمه وقطع رأسه دفاعا عن إساءته للنّبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم كما جاء في الأخبار. ولم يتّم التّأكّد من صحّة هذا الخبر لأنّ القاتل قُتل هو الآخر. واستغلّ الرّئيس الفرنسيّ ماكرون الحادث ليواصل حملته العدائيّة على الإسلام والمسلمين وخصوصا على العرب. ونحن لا نستبعد أيّ حماقة عن الغرب الإستعماريّ الذي يستغلّ الدّين لتحقيق أطماعه الإمبرياليّة ونهب ثروات الشّعوب والدّول الضّعيفة. لكنّ هذا لا ينفي أنّنا مطالبون بالتّوقّف قليلا لمحاسبة الذّات. صحيح أنّ الغرب الإستعماريّ بدأ بحملة إعلاميّة مكثّفة لشيطنة الإسلام والمسلمين بعد انهيار الاتّحاد السّوفييتي ومجموعة الدّول الإشتراكيّة في بداية تسعينات القرن العشرين، لكن لم ينتبه كثيرون لأعمال شيطانيّة مارسها مسلمون يتدثّرون بعباءة الدّين فأساؤوا لأنفسهم ولدينهم إمّا عن جهل، أو خدمة لأجندات استعماريّة يوقعهم فيها قادتهم الذين باعوا أنفسهم للشّيطان.
وعلينا التّأكيد آلاف المرّات بأنّنا قاصرون ومقصّرون إعلاميّا، وليتنا توقّفنا عند القصور، لكنّنا أوغلنا في الإعلام الذي يسيء لنا ولديننا ولأمّتنا ولإنسانيّتنا، مثل وجود أكثر من مئتي فضائيّة يقوم عليها متأسلمون من أصحاب العمائم واللحى، ووظيفتها تسويق الهبل والخرافات باسم الدّين! وكذلك فتاوي ما أنزل الله بها من سلطان مثل نكاح الجهاد، وإرضاع الكبير، ونكاح البهائم، وزواج الأطفال.....إلخ!
وهذا الجهل المستفحل والمقصود قاد الإستخبارات المعادية إلى تحقيق أهدافها عن طريق تشكيل تنظيمات إرهابيّة كالقاعدة وجبهة النّصرة وداعش ومشتقّاتها، والتي ارتبكت الموبقات، ومع أنّ الغالبيّة العظمى من ضحاياهم عرب ومسلمون ومواطنون آمنون، إلا أنّهم وجدوا تنظيمات إسلاميّة تناصرهم وتدعو لهم على منابر المساجد، علما أنّهم لم يعلنوا الجهاد على أيّ عدوّ حقيقيّ.
ولو عدنا قليلا إلى المهاجرين المسلمين إلى الدّول الغربيّة، فغالبيّتهم هاجروا من بلدانهم لأسباب اقتصاديّة أو لأنّهم اضطهدوا فيها سياسيّا، ووجدوا دولا تحتضنهم وتوفّر لهم الحماية والحياة الكريمة، ثمّ لا يلبث البعض منهم أن يتمرّد على قوانين تلك البلدان، وقد يرتكبون جرائم، وبعضهم يزعم أنّه يدافع عن دينه! فدعونا نتساءل من الذي يجبر أشخاصا كهؤلاء على العيش في "بلاد الكفّار" كما يحلو للبعض أن يسمّيها؟
ومع التأكيد مرّة أخرى أنّ الدّول الإمبرياليّة ليست بحاجة إلى مبرّرات لتحقيق أطماعها الإقتصاديّة ومصالحها الأخرى في بلداننا، إلّا أنّه يجدر التّذكير هنا بأنّ الإسلام قد وصل إلى مئات الملايين في افريقيا السّوداء ودول جنوب شرق آسيا كأندونيسيا وغيرها من خلال التّجار المسلمين الذين كانوا قدوة حسنة بصدقهم وبأخلاقهم وبأمانتهم، ولم يصل بالسّيف. فما الذي جلبه بعض المسلمين ممّن ارتكبوا جرائم في بلاد المهجر لبلدانهم ولشعوبهم غير الويلات؟
صحيح أنّ البلدان الرّأسماليّة تشهد جرائم كثيرة ومتعدّدة، ومرتكبوها ليسوا مسلمين، بل كان ضحايا بعضها من المسلمين، لكنّ غالبيّة حكّام تلك البلدان تعاطفوا مع الضّحايا المسلمين وعاقبوا المجرمين، ولنتذكّر هنا ما جرى في نيوزيلندا في آذار-مارس- الماضي عندما هاجم أحد المجرمين مسجدا وقتل فيه عشرات المسلمين، فقد اتّخذت الحكومة النيوزلنديّة وملكتهم موقفا مشرّفا واستنكروا وأدانوا واعتقلوا وحاكموا المجرم.
وأنا أتساءل هنا عن دوافع من ملأوا صفحات التّواصل الاجتماعي بمنشوراتهم المتعاطفة مع الطالب الشّيشاني الذي قطع رأس معلّمه وقُتل هو أيضا؟ وما حكم الدّين الصّحيح حول هذا الموضوع؟ وما مدى الضّرر الذي يلحق بالإسلام والمسلمين جرّاء هكذا أفعال؟ وأستذكر هنا ما قرأته عن اغتيال أبي لؤلؤة للخليفة عمر بن الخطّاب، ومّما جاء في الكتب أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وهو من كبار الصّحابة قد جاء شاهرا سيفه ليقتل أبا لؤلؤة ثأرا لأبيه، فقال له قاضي الدّولة عليّ بن أبي طالب: "والله لو قتلتَه لقتلتُكَ دونه"! وهذا القول العظيم يرسّخ سيادة القانون، وأنّ القضاء العادل هو من يصدر أحكام الإعدام وأنّ الدّولة هي من ينفّذها. وللتّذكير أيضا فإنّنا كمسلمين نؤمن "بأنّ الإسلام دين الحقّ لكلّ زمان ولكلّ مكان"، فلماذا لا نحترم قوانين وسيادة الدّول بما فيها الدّول غير الإسلاميّة؟ وهل يغيب عن بالنا أنّ الدّولة الإسلاميّة في تاريخها لم تكن دولة دينيّة، ولمن يجهل هذه الحقيقة نقول: ألم يحترم الإسلام معتقدات ودور عبادة أصحاب الدّيانتين السّماويّتين-اليهودية والمسيحيّة- في ديار الإسلام؟ وهل يعلمون بأنّ الخليفة الثّاني عمر بن الخطّاب سمح لأقباط مصر بصنع الخمور واحتسائها في حاراتهم؟ والحديث يطول.
31-10-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-الجنس الآري والحرباء
- بدون مؤاخذة-عندما يتحوّل المجرم إلى ضحيّة
- بدون مؤاخذة-لنتحاور بهدوء
- بدون مؤاخذة-كلاب الشّيخ وحمير موسى
- بدون مؤاخذة- ماهر الأخرس وخيار الحياة أو الموت
- فوزي البكري ابن القدس وشاعرها
- رواية-قبل أن يأتي الغرباء- وعودة للتاريخ
- نسب أديب حسين ورواية الرّامة التي لم تُروَ
- بدون مؤاخذة- اسرائيل لم تخترق جدرانا
- بدون مؤاخذة-تصريحات فريدمان ليست عفوية
- بدون مؤاخذة-تعبئة عربية لتكريس الاحتلال
- بدون مؤاخذة-سيادة الدول وسقوط حكامها
- بدون مؤاخذة-محمية البحرين والمتصهينون العرب
- بدون مؤاخذة-الدعارة السياسية
- رسائل الأسير حسام شاهين إلى قمر
- أنا اسمي رفيف قصّة عن ذوي الاحتياجات الخاصّة
- بدون مؤاخذة- قانون القوّة
- بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة
- بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا
- بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات وهدفا حيويا ...
- “ثبتها فورًا للعيال” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد لمتابعة ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-جهلنا وقصورنا الإعلامي