أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة














المزيد.....

بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 02:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


يخطئ من يعتقد أنّ علاقات اسرائيل مع غالبيّة الأنظمة العربيّة هي وليدة السّاعة أو ابتدأت بإعلان ترامب عن اتّفاقيّة سلام بين اسرائيل والإمارات العربيّة، أو بهبوط أوّل رحلة لطائرة اسرائيليّة تحمل وفدا أمريكيّا اسرائيليّا مشتركا، لتأكيد عقد الزّواج بين حكّام الإمارات وحكّام اسرائيل، تماما مثلما يخطئ من يعتقد أن اعلان ترامب في 28 يناير الماضي عمّا أسماه "صفقة القرن" التي أملاها عليه نتنياهو، قد جاءت من وراء ظهور الأنظمة العربيّة، التي تعدّت منذ سنوات حدود تطبيع العلاقات مع اسرائيل مجال تبادل السّفارات والتّبادل التّجاري إلى تحالفات عسكرية واستخباراتيّة. فرأس الحربة في العداء للأمّة العربيّة والتّنكّر لحقوق الشّعب الفلسطينيّ في تقرير مصيرة وإقامة دولته المستقلّة، وتأجيج الصّراع في الشّرق الأوسط هو أمريكا، التي أثبتت ذلك على رؤوس الأشهاد بوفدها المشترك مع اسرائيل الذي زار الإمارات العربيّة يوم 31اغسطس 2020. وأمريكا هي المستفيد الأوّل من البترول العربيّ، والحامي الأوّل والأخير لاستمرار احتلال اسرائيل للأراضي العربيّة هي من تعطي الأوامر لكنوزها الإستراتيجيّة في المنطقة العربيّة، وينفّذونها دون نقاش. ولم يعد سرّا مدى تواطؤ غالبيّة الأنظمة العربيّة مع أمريكا واسرائيل، وهي تمارس ضغوطها على السّلطة الفلسطينيّة للقبول بصفقة نتنياهو -ترامب قبل الإعلان عنها، وظهر ذلك جليّا عندما أوقفت مساعداتها ومساهماتها الماليّة للسّلطة الفلسطينيّة منذ بداية العام الجاري. كما أنّها تسعى جاهدة منذ سنوات في تطبيق المشروع الأمريكي"الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعي، وظهر ذلك من خلال ما يسمّى الرّبيع العربيّ، ودعم داعش مادّيّا وعسكريّا لتدمير وقتل وتشريد شعوب سوريا، العراق، ليبيا، اليمن وغيرها من أجل القضاء على قوى المقاومة المعارضة للحلول الأمريكيّة التّصفويّة.
وقد حملت زيارة الوفد الأمريكي الإسرائيلي للإمارات العربيّة رسائل لا يمكن القفز عنها، فكوشنير أعلن قبل الزّيارة بساعات أنّ "المسجد الأقصى مكان للصّلاة للدّيانات الثّلاث"! أي أنّه لم يعد في نظر حكومته وحكومة نتنياهو مسجدا اسلاميّا، وسماح السّعوديّة للطّائرة الإسرائيليّة بعبور أجوائها من تل أبيب إلى دبي ليس عفويّا أيضا، "فأوّل الرّقص حنجلة" كما يقولون.
ويخطئ من يراهن على الجامعة العربيّة التي رفضت عقد اجتماع قمّة طارئ لبحث صفقة الإمارات مع اسرائيل، ولنتذكّر أنّ الأنظمة العربيّة قد قطعت علاقاتها مع مصر السّادات بعد زيارته لإسرائيل في اكتوبر 1977، ونقلت مقرّ الجامعة العربيّة من القاهرة إلى تونس، وهي نفس الأنظمة التي جمّدت عضويّة سوريّا فيها، لأنّ سوريا لم ترضخ للتّساوق مع أمريكا وإسرائيل، ولو عقدت الجامعة العربيّة قمّتها هذه الأيّام لخرجت بقرارات تدعو إلى عقد صفقات السّلام مع اسرائيل بشكل جماعيّ، وليس بعيدا ذلك اليوم الذي ستصبح فيه اسرائيل عضوا فاعلا في تلك الجامعة مع احتفاظها باحتلال الأراضي العربيّة ونكرانها المتواصل للحقوق الطّبيعيّة للشّعب الفلسطيني.
فهل الأمّة العربيّة في طريقها إلى الفناء والتّلاشي؟ ولمن يريد أن يقف على الجواب الصّحيح لهذا السّؤال فليقرأ النّظريات حول نشوء الأمم وزوال أمم أخرى. وإلى من يراهنون على غالبيّة الأنظمة العربيّة وأنّها قادرة على الإستمراريّة وتحقيق السّلام فليقرأ تاريخ ملوك الطّوائف الذين تحالفوا مع الفرنجة الذين غزو المشرق العربيّ حتّى احتلّوا القدس في العام 1099. وليقرأوا كيف تحرّرت المنطقة من رجسهم في العام 1187.
الفاتح من سبتمبر 2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا
- بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا
- بدون مؤاخذة-بداية النهاية للإمارات
- بدون مؤاخذة-البغاء السياسي العلني
- بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب
- بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب
- بدون مؤاخذة- بين الصّحوة والسّبات
- بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره
- بدون مؤاخذة-لنستعمل عقولنا ولنحيد عواطفنا
- قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير
- قصة الأطفال النّعجة والحذاء
- الرواية كخطاب ثقافي-واقع وتحديات
- قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو
- بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟
- بدون مؤاخذة- العرب متّفقون على الهزيمة
- بدون مؤاخذة-للمراهنين على المفاوضات
- بدون مؤاخذة-كي لا تغرق السفينة
- بدون مؤاخذة- فلسطين والأردن توأمان
- بدون مؤاخذة-أضحوكة العصر
- خلف العبيدي والسيرة الغيرية


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة