أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو














المزيد.....

قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6616 - 2020 / 7 / 12 - 14:29
المحور: الادب والفن
    


عن نادي"الهايكو العربي" صدرت مجموعة "صلاة الدّموع"للكاتبة الفلسطينيّة الشّابّة قمر عبد الرحمن، وقد شرّفتني بإرسالها إلكترونيّا لي.
عندما طالعت "قصائد الهايكو" هذه تذكّرت ما سبق وقاله الرّاحل العظيم محمود درويش،"دعوا الكتّاب الشّباب يكتبون ويجرّبون فقد يأتوننا بجديد لا نعرفه."
ومع تأكيدي على أنّ قصائد الهايكو يابانيّة المنشأ جديدة علينا نحن العرب، فأنا شخصيّا لم أسمع "بالهايكو" إلا قبل بضع سنوات لا تتجاوز عدد أصابع اليدين. ولم أطلّع إلا على شذرات منها، لكنّ هذا لا يعني تجاهلها، تماما مثلما لا يعني أنّها قد تكون بديلا للشّعر العربيّ بتفعيلاته وبحوره المعروفة. لكنّها تعني حتما أنّ شبابنا يبحثون عن جديد يتناسب وعصر السّرعة الذي اجتاح العالم بفعل التّطوّر العلمي والتّكنولوجيّ والإلكتروني. فهل يأتي انجذاب بعضهم لقصيدة "الهايكو" استجابة عفويّة لدعوة محمود درويش السّابقة التي لم يسمعوها ولا قرأوها ولا انتبهوا لها؟ أو هل يشكّل هذا نبوءة مسبقة لملك الشّعر؟
ما علينا، سنعود لقمر عبد الرّحمن و"لقصائدها" التي قرأتها مرّتين، الأولى للإطّلاع والثّانية للمتعة والإستفادة. وقد توقّفت عند العنوان "صلاة الدّموع" متملّيا، فالصّلاة تعني الدّعاء، والدّموع لها أسباب ومعانٍ متعدّدة، ومنها دموع الحزن" و"دموع الفرح" و"دموع اليأس" و"ودموع النّدم" ودموع الإستجداء"...إلخ. وهذا يعني أنّنا أمام فلسفة لها جذورها في ثقافتنا الدّينيّة، ففي معتقداتنا أنّ الصّلاة والدّعاء بخشوع مصحوب بالبكاء سيستجاب. لكنّ تساؤلاتي لم تدم طويلا عندما دخلت إلى فاتحة "الدّيوان" التي يحمل عنوان الكتاب اسمها، " أنا أجيد الصّلاة بدمعي
ماذا عنك؟
أتجيد ترتيل عينيّ"؟
وبهذه الكلمات التّسعة، اختصرت الكاتبة رواية الحبّ الطويلة، بتكثيف لغويّ لافت، فإذا كان أحد أطراف الحبّ يعبّر عن لواعجه بالدّموع، فإنّه يتساءل عن شريكه الآخر إذا ما كان يجيد قراءة وفهم هذه الدّموع بخشوع وإيمان؟ وهنا لا بدّ من التّأكيد على أنّ حبيب الكاتبة أو حبيبة الكاتب بشكل عامّ ليس شرطا أن يكون من لحم ودم، لكنّه تعبير مجازيّ عن مكامن النّفس البشريّة.
وتواصلت قصائد "الدّيوان" بلغة رشيقة، مكثّفة، لا تخلو من الموسيقى، وجزء منها يمكن اعتباره أقصوصة أو ومضة، لكنّها في المحصّلة تبقى أدبا، طرقت الكاتبة في مضامينه أكثر من باب دون تكرار.
ولننتقل إلى نصّ أخر يختصر مأساة مرّ بها شعبنا ولا يزال وهي:
"مخيّم اللاجئين
لأجل الحبّ والوطن
تزوّجنا بالمقبرة"
فاحتلال الوطن وتشريد الشّعب وقتله سبب للمقاومة، التي ضحّى من أجلها كثيرون، تاركين الأحبّة؛ ليتزوّجوا في الدّار الآخرة.
يا إلهي كم موجع هذا النّصّ!
لن أتطرّق لكلّ النّصوص لأنّ كلّ نصّ منها رواية بحدّ ذاته، وهذا طبعا لا يغني عن قراءة هذه النّصوص والتّمتّع بجماليّاتها.
يؤخذ على الدّيوان أن صفحاته غير مرقّمة.
فتحيّة لقمر عبدالرّحمن التي لا أعرفها ولا تعرفني.
12-7-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟
- بدون مؤاخذة- العرب متّفقون على الهزيمة
- بدون مؤاخذة-للمراهنين على المفاوضات
- بدون مؤاخذة-كي لا تغرق السفينة
- بدون مؤاخذة- فلسطين والأردن توأمان
- بدون مؤاخذة-أضحوكة العصر
- خلف العبيدي والسيرة الغيرية
- سليم بركات وأبوّة محمود درويش
- بدون مؤاخذة-I can,t breathe
- بدون مؤاخذة- العنصريّة في أمريكا
- بدون مؤاخذة-حزيران الهزائم
- بدون مؤاخذة-إلى أين نحن ذاهبون؟
- بدون مؤاخذة- أمريكا والحب القاتل
- - من سخافات الفيس بوك
- بدون مؤاخذة- صراحة مفرطة
- بدون مؤاخذة-وقفة صدق
- بدون مؤاخذة- ما يجري أكثر من تطبيع
- بدون مؤاخذة- الحكومة الإسرائيلية العتيدة
- بدون مؤاخذة- كورونا تكشف المستور
- بدون مؤاخذة- أنا وزمن الكورونا


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو