أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- العنصريّة في أمريكا














المزيد.....

بدون مؤاخذة- العنصريّة في أمريكا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقتل جورج فلويد الأمريكي الأسود خنقا تحت ركبة شرطيّ أبيض، وما أعقب ذلك من أعمال احتجاج في مختلف الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فرغم أنّ القانون الأمريكي يعتبر الأمريكيّين بغضّ النّظر عن الجنس أو اللون أو الدّين سواسية أمام القانون، إلا أنّ ثقافة الجنس الأبيض في أمريكا ثقافة استعلائيّة في نظرتها للأعراق الأخرى، وهذا ليس أمرا جديدا، فالجنس الآري هم من غزوا العالم واستعمروا الشّعوب والأعراق الأخرى، ونهبوا ثرواتهم تحت شعار نشر الحضارة والتّعليم والرّقيّ! وهنا يجدر التّنويه أنّ المهاجرين الأوروبّيّين إلى أمريكا بشمالها وجنوبها، قد شنّوا حرب إبادة على مواطني تلك البلاد الأصليّين"الهنود الحمر"، وهم من غزوا الغرب الإفريقي واقتادوا تحت قوّة السّلاح ملايين السّود ليكونوا رقيق أرض للعمل لصالح السّيّد الأبيض.
فهل تخلّى البيض عن عنصريّتهم تجاه السّود والملوّنين؟ وهل مقتل جورج فلويد أمر عارض وعفويّ، أم هو ثقافة سائدة؟
من يزور أمريكا سيشاهد بعينيه أنّ الغالبيّة العظمى من السّود يسكنون حارات الفقر في المدن والبلدات الأمريكيّة، وتنتشر المخدّرات والجريمة بينهم بشكل واسع، وهم يعيشون على هامش الحياة الأمريكيّة. ويتعرّضون للتّفتيش والإهانة والتّضييق إذا ما دخلوا حارات البيض. ذات يوم كنت وأخي نتجوّل في مركز مدينة شيكاغو، وعلى شاطئ بحيرة متشيغان كان هناك مسبحان، واحد للبيض وواحد للسّود، دون الإعلان عن ذلك رسميّا، وفي حديقة "الثّقافة" وهي حديقة واسعة وجميلة، كان عرض غنائيّ مجّانيّ، يرتاده عشرات الألوف، والشّرطة توقف السّود والملوّنين رغم قلّة عددهم، وتسألهم عن سبب وجودهم في المكان وتفتّشهم وتتحقّق من هويّاتهم.
ولن يحتاج الزّائر إلى كثير من الجهد كي يرى بيتا محروقا في شارع ما، وإذا ما سأل عن أسباب الحريق، فإنّ الجواب بأنّ هذا الشّارع يسكنه البيض، وقد اشترى البيت المحروق شخص أسود اللون، وإذا لم يُحرق البيت فإنّ ساكني ذلك الشّارع يسارعون إلى بيع بيوتهم بسعر أقلّ من قيمته للسّود ويرحلون من الشّارع. وإذا ما أرادت الجهات المسؤولة طرد السّود من حارة معيّنة، فإنّها تفرض ضرائب باهظة تفوق قدرات ساكني الحيّ السّود الإقتصاديّة ممّا يجبرهم على الرّحيل.
ذات يوم التقيت محاميا أبيض البشرة فتحدّث عن السّود قائلا: السّود يشبهون حشرة البقّ، فإذا علقت هذه الحشرة بجسدك، لا تقتلها كي لا تتّسخ بدمها، بل ادفعها بطرف إصبعك إلى الأرض ودس عليها بحذائك.
في العام 1990 اشترى أحد إخوتي بيتا في إحدى حارات البيض، وفي اليوم التّالي للسّكن في البيت استيقظنا لنجد على جدران البيت كتابة بالدّهان الأسود
" Camel jaki". أيّ خيّال الجمل.
ويأتي مقتل جورج فلويد هذه المرّة في عهد الرّئيس ترامب، الذي يتعامل مع العالم جميعه كصفقة تجاريّة، وبشكل فوقيّ عنصريّ يفتقر إلى الكياسة واللغة الدّبلوماسيّة، فرض عقوبات حتّى على دول عظمى مثل روسيا والصّين، وحاصر دولا مثل إيران وفنزويلا بعد أن ألغى الإتفاق النّوويّ مع إيران، ونهب أموال وثروات دول ومنها دول عربيّة، وأشعل حروبا بالوكالة، وبكلّ صفاقة شطب فلسطين وشعبها من الوجود بما سمّاه "صفقة القرن"، وانسحب من منظّمات دوليّة كمنظّمة حقوق الإنسان ومنظّمة الصّحّة العالميّة وغيرها.
وإمعانا منه في عنصريّته وفوقيّته فقد امتدّ به الغرور لمعاداة شعبه، ورغم انشغاله بحملة الدّعاية للإنتخابات الرّئاسيّة التي ستجري في نوفمبر القادم، إلا أنّه لم يتورّع بتهديد شعبه الذي هو بحاجة لكلّ صوت فيه في الأنتخابات القادمة، فأمر بإدخال الجيش لقمع المظاهرات السّلميّة الإحتجاجيّة على مقتل جورج فلويد. وهدّد بقمع المتظاهرين بالرّصاص، كما هدّد باعتبار بعض المنظّمات المعارضة بأنّها منظّمات إرهابية كي يقمعها بالقوّة، فهو لا يؤمن إلا بحلّ القوّة "وما لا يمكن حلّه بالقوّة يمكن حلّه بقوّة أكبر"، وهذا ما تعلّمه من تابعه نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيليّة، ويجدر التّذكير بأنّ ترامب بدأ عنصريّته منذ اليوم الأوّل لدخوله إلى البيت الأبيض، ففي حفل تنصيبه استثنى وجود رجل دين مسلم كما جرت العادة بوجود رجل دين من الدّيانات السّماويّة الثلاثة في حفل تنصيب الرّئيس.
فهل جاء مقتل جورج فلويد ليكشف ترامب والمحافظين الجدد على حقيقتهم، ليطيح به شعبه في الإنتخابات القادمة، خصوصا وأنّ غالبيّة ناخبيه الذين أوصلوه إلى الرّئاسة كانوا من الفقراء السّود والملوّنين، أم أنّه سيستبق ذلك بشنّ حروب خارجيّة ستهدّد السّلم العالميّ؛ ليفوز في الإنتخابات؟

3 حزيران 2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-حزيران الهزائم
- بدون مؤاخذة-إلى أين نحن ذاهبون؟
- بدون مؤاخذة- أمريكا والحب القاتل
- - من سخافات الفيس بوك
- بدون مؤاخذة- صراحة مفرطة
- بدون مؤاخذة-وقفة صدق
- بدون مؤاخذة- ما يجري أكثر من تطبيع
- بدون مؤاخذة- الحكومة الإسرائيلية العتيدة
- بدون مؤاخذة- كورونا تكشف المستور
- بدون مؤاخذة- أنا وزمن الكورونا
- بدون مؤاخذة-كورونا والغيبيات
- بدون مؤاخذة-نبوءة فلاح بسيط
- بدون مؤاخذة-امتحان كورونا
- بدون مؤاخذة-المسنّون محكومون بالموت
- بدون مؤاخذة- بيت لحم عظيمة بشعبها وبتاريخها
- بدون مؤاخذة- بين الوقاية والهلع
- بدون مؤاخذة- بين الواقع والتّنظير
- بدون مؤاخذة-العمى الثقافي في فلسطين
- نتائج الإنتخابات الإسرائيلية ليس مفاجئا
- ندوة اليوم السابع تدخل عامها الثلاثين


المزيد.....




- بالصور.. مسيرة -+LGBTQ- في تحد لحظر السلطات في المجر
- أكثر من 17 مطعماً حصلت على نجمة ميشلان في هذه المدينة الأمري ...
- سمعا زقزقته من داخل فتحة صرف صحي.. شاهد ما فعله رجلان لإنقاذ ...
- زفاف بيزوس وسانشيز.. شخصيات بلقطات باذخة سرقت الأضواء بأزيائ ...
- -أوبيتيري-: حين تصبح الصحفية قاتلة متسلسلة من حيث لا تدري
- وكالة الطاقة الذرية ترجح عودة إيران للتخصيب -خلال أشهر-
- كيف قرأ الإيرانيون خطابات خامنئي قبل وبعد الحرب؟
- 71 قتيلا في هجوم إسرائيل على سجن إيفين الإيراني حيث يقبع موا ...
- ترامب يدعو مجدداً لوقف محاكمة نتنياهو ويهدّد بقطع المساعدات ...
- في ظل الخروقات الأمنية.. هل يُمكن لإيران تصنيع قنبلة نووية ف ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- العنصريّة في أمريكا