أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- أمريكا والحب القاتل














المزيد.....

بدون مؤاخذة- أمريكا والحب القاتل


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 14 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زيارة بومبيو وزير الخارجية الأمريكية لإسرائيل، وما سبقها وما سيتبعها من حماقات الإدارة الأمريكية وحكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، تعيد إلى الأذهان ما قاله الرئيس المصريّ الأسبق أنور السادات "بأن 99% من أوراق حلّ الصّراع في الشّرق الأوسط بيد أمريكا"، لكن هذه المرّة بشكل معكوس، فأمريكا التي نصّبت نفسها شرطيّا على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومجموعة الدول الاشتراكية في بدايات تسعينات القرن العشرين، شنّت حروبها اللامتناهية لترسيخ نفوذها على العالم، وبخصوص القضيّة الفلسطينيّة فإنّها استغلت ضعف وانهيار النظام العربي الرسميّ، لتحقيق الحلم الصهيوني بالتّوسّع اللامحدود، وسيطرة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو على الحكم في اسرائيل، دفعت الرئيس الأمريكي ترامب أن يرضخ لإملاءات نتنياهو، ليخرج في مواجهة مع العالم جميعه في تخطي القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدّولي بخصوص القضيّة الفلسطينيّة، فجاءنا بما أسماه "صفقة القرن" التي لن تتمخض إلا عن حروب لا نهاية لها، وبهذا فإنّ أمريكا تؤكّد من جديد أنّها تملك 99% من أوراق تأزيم الصّراع، وأنّها المسؤول الأوّل عن استمرار احتلال اسرائيل للأراضي العربية، وأنّها أي أمريكا مصرّة على إدخال المنطقة في صراعات دامية لن تنجو من لهيبها شعوب ودول المنطقة جميعها، وهذا لن يكون في مصلحة اسرائيل قبل غيرها. فهل هذا الإنحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل يندرج تحت مقولة "من الحبّ ما قتل"؟
في اسرائيل نفسها هناك من يعقلون أكثر من نتنياهو ومن ترامب، ولهذا فإنّهم يدركون بأنّ "صفقة ترامب - نتنياهو" لن تجلب لهم إلا القتل والدمار.
وترامب ونتنياهو يؤكدان من جديد أنّ القوى الامبرياليّة لا تتعلم من التّاريخ، وبالتّالي فإنّها تتخلى عن العقل والحكمة، وتعتمد على القوّة العسكريّة، وشعارها الدّائم" ما لا يمكن حلّه بالقوّة يمكن حلّه بقوّة أكبر."
وتتناسى أنّ القويّ لا يبقى قويّا، وكذلك الضّعيف لا يبقى ضعيفا. ويبدو أن ترامب الذي يتعامل مع الصّراعات والقضايا الدّوليّة كصفقات تجاريّة يتخبّط أمام الإقتصادات العالميّة الصّاعدة بسرعة صاروخيّة مثل الصين والهند وغيرهما، والتي ستحجّم الإقتصاد الأمريكيّ.
وواضح أنّ ترامب لا يلتزم بالعهود والمواثيق الدّوليّة، فقد ألغى الإتّفاق النووي مع ايران رضوخا لرغبات نتنياهو، ويقوم بمحاصرة ايران وغيرها، وأظهر عجز إدارته أمام جائحة كورونا، وبات عاجزا أمام التّغيرات الإقتصاديّة العالميّة، والتي ستقود إلى تغيّرات في موازين القوى العالميّة وإلى ترسيخ نظام دولي جديد، وعجزه هذا وعدم استيعابه لتطوّر الشّعوب والدّول قد يدفعه لافتعال حروب إقليمية قد تقود إلى حرب كونيّة. فهل ستنطلق شرارة هذه الحرب بهجوم اسرائيلي على ايران؟ وهل أطماع نتنياهو التّوسّعيّة ستقلب السّحر على السّاحر وتجعل اسرائيل تحفر قبرها بيدي ترامب ونتنياهو؟ فالتّطرّف دائما يقود إلى الانتحار. ومهما تطورت الأحداث فإنّ التّاريخ سيسجّل بأنّ رئاسة ترامب لأمريكا ورئاسة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية كانت وبالا على دولتيهما وشعبيهما قبل غيرهما.
وما نبوءة هنري كسينجر ثعلب السياسة الأمريكية بانتصار أمريكا واسرائيل في حرب كونية قادمة، إلا نبوءة سياسي خَرِف. لأنّ هكذا حرب قد تقضي على الحياة في الكرة الأرضية، ولن تبقي من ينتصر فيها، لكن "المشيح" الذي يؤمن ترامب ونتياهو بعودته ليقيم مملكة يهودا تمهيدا لقيام السّاعة لن يأتي.
14-5-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - من سخافات الفيس بوك
- بدون مؤاخذة- صراحة مفرطة
- بدون مؤاخذة-وقفة صدق
- بدون مؤاخذة- ما يجري أكثر من تطبيع
- بدون مؤاخذة- الحكومة الإسرائيلية العتيدة
- بدون مؤاخذة- كورونا تكشف المستور
- بدون مؤاخذة- أنا وزمن الكورونا
- بدون مؤاخذة-كورونا والغيبيات
- بدون مؤاخذة-نبوءة فلاح بسيط
- بدون مؤاخذة-امتحان كورونا
- بدون مؤاخذة-المسنّون محكومون بالموت
- بدون مؤاخذة- بيت لحم عظيمة بشعبها وبتاريخها
- بدون مؤاخذة- بين الوقاية والهلع
- بدون مؤاخذة- بين الواقع والتّنظير
- بدون مؤاخذة-العمى الثقافي في فلسطين
- نتائج الإنتخابات الإسرائيلية ليس مفاجئا
- ندوة اليوم السابع تدخل عامها الثلاثين
- بدون مؤاخذة- عندما نرى الجهل علما
- رواية -وجه آخر-لبدرية الرجبي والخيال الجامح
- بدون مؤاخذة- جاهليتنا المستمرّة


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- أمريكا والحب القاتل