أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا














المزيد.....

بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6650 - 2020 / 8 / 18 - 17:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


حملت وسائل الإعلام وصفحات التّواصل الإجتماعي المحليّة والعربيّة أنباء عن استنكار شديد صادر عن مبدعين عرب وفلسطينيّين بخصوص معاهدة السّلام الإمارتيّة الإسرائيليّة التي أملاها الرّئيس الأمريكي ترامب على محمد بن زايد، وهذا أمر جيّد يبيّن بشكل لا غموض فيه أنّ الشّعوب العربيّة ومن خلال طلائعها المثقّفة والمبدعة تعتبر القضيّة الفلسطينيّة قضيّتها الأولى. لكن يجب التّوقّف عند المقاطعة الثّقافيّة للإمارات، وهذا ما انتبه له وكتب فيه بوعي الرّوائيّ الفلسطينيّ الدكتور احمد حرب، حيث جاء فيما كتبه:" لكن يجدر بنا أن نطرح السّؤال من باب ما هو الأفضل لنا نحن الفلسطينيين عندما يتعلق الأمر بالسّؤال الثقافي ما بين فلسطين والدول العربية (التي وقعت اتفاقيات مع دولة الاحتلال والتي في طريقها إلى التوقيع)، بأن نقاطع ثقافيا كما نقاطع سياسيا؟ فمهما بلغت خلافاتنا مع الأنظمة السياسية العربية على مختلف مشاربها، وهي خلافات ممتدة من الماضي إلى المستقبل وربما إلى الأبد، يجب أن نفرق بين المقاطعة الثقافية لدولة الإحتلال ومقاطعة ثقافية لأيّ دولة العربية. فالثقافة الفلسطينية، في جوهرها، ثقافة عربية وتشمل كل المكونات الثقافية، بدرجات متفاوتة، في بلدان العالم العربي، مع خصوصية جوهرية ارتباطها بالنكبة والقضية الفلسطينية بشكل كبير. وعليه، أرى بالعكس، مع احترامي لدعوات المقاطعة، وجوب تعزيز الحضور الثقافي الفلسطيني في الإمارات وغيرها من الدول العربية بما يبرز خصوصية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة لتبقى تدق وتدق على وعي الشعوب العربية وضميرها. الأغنية الفلسطينية، والرقصة الفلسطينية، والمشاركات الفنية والثقافية بمختلف أنواعها ، يكون لها تأثير كبير على وجدان الشعب الإماراتي وديمومة وعيه بالقضية الفلسطينية كما الشعوب العربية الأخرى، أفضل بكثير من البيانات السياسية المعلبة." وقد أوردت هذا الاقتباس المطوّل للدّكتور حرب كدعوة للتّفكير بعقولنا بعيدا عن العواطف.
وأنا أتساءل هنا مع التّأكيد على الخطيئة السّياسيّة التي ارتكبها حكّام الإمارات، لما لها من انعكاسات خطيرة على القضيّة الفلسطينيّة أهمّها هو تكريس الاحتلال للأراضي الفلسطينيّة والعربّيّة والتّنازل المجّاني عنها وعن جوهرتها القدس ومقدّساتها الإسلاميّة والمسيحيّة، عدا عن كونها العاصمة السّياسيّة والثّقافيّة والحضاريّة والعلميّة والدّينيّة والتّاريخيّة للشّعب الفلسطينيّ ودولته العتيدة. فهل ندرك بعقلانيّة وبعيدا عن العواطف الفرق بين الأنظمة المتذيّلة للإمبرياليّة الأمريكيّة وحليفتها اسرائيل وبين شعوبنا العربّيّة الذين هم إخوتنا وشركاؤنا في السّرّاء والضّرّاء ومغلوبون على أمورهم تماما مثلنا نحن مغلوبون؟ وهل ننتبه أنّ ثقافتنا الفلسطينيّة جزء لا يتجزّأ من ثقافتنا العربيّة الشّموليّة؟ وهذا ليس اكتشافا جديدا بل هو حقيقة مؤكّدة. وللتّذكير فقط بمعاهدات "السّلام المصرية والأردنيّة مع اسرائيل"، فالشّعبان المصري والأردنيّ وفي طليعتهما مثقفو ومبدعو هذين الشّعبين لا يعترفون بهذه المعاهدات! وستتبع الإمارات في معاهدات"سلام" أنظمة عربيّة أخرى من كنوز أمريكا وإسرائيل الإستراتيجيّة في المنطقة، فهل سنقاطع شعوبنا العربيّة ثقافيّا؟ ولمصلحة من؟ ومن المستفيد ومن الخاسر من ذلك؟ وهل نفكّر بما جاء في مقالة الدّكتور احمد حرب" يجب أن نفرّق بين المقاطعة الثّقافيّة لدولة الاحتلال، ومقاطعة ثقافيّة لأيّ دولة عربيّة"! وإذا كان الشّيء بالشّيء يقاس فلماذا لم نقاطع ثقافيّا الأشقّاء في مصر والأردنّ؟ ولو فعلنا ذلك فمن الخاسر؟ ومن الرّابح؟
وهل نتّفق بأنّ للثّقافة تأثير أكبر بكثير من البيانات والمواقف السّياسيّة، ومهما اختلفنا مع حكّام وأنظمة فإنّنا لن نختلف مع شعوبنا ومع ثقافتنا العربيّة الأصيلة.
والحديث يطول.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-بداية النهاية للإمارات
- بدون مؤاخذة-البغاء السياسي العلني
- بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب
- بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب
- بدون مؤاخذة- بين الصّحوة والسّبات
- بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره
- بدون مؤاخذة-لنستعمل عقولنا ولنحيد عواطفنا
- قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير
- قصة الأطفال النّعجة والحذاء
- الرواية كخطاب ثقافي-واقع وتحديات
- قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو
- بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟
- بدون مؤاخذة- العرب متّفقون على الهزيمة
- بدون مؤاخذة-للمراهنين على المفاوضات
- بدون مؤاخذة-كي لا تغرق السفينة
- بدون مؤاخذة- فلسطين والأردن توأمان
- بدون مؤاخذة-أضحوكة العصر
- خلف العبيدي والسيرة الغيرية
- سليم بركات وأبوّة محمود درويش
- بدون مؤاخذة-I can,t breathe


المزيد.....




- مشهد وليد اللحظة.. مواجهة وديّة بين دبيّن في ألاسكا تثير الإ ...
- تحليل: هذا ما يريده بوتن حقًا من ترامب وليس السلام في أوكران ...
- ناجية من إبستين تكشف تفاصيل ما كان يحدث بمنزله.. وتشكك في أن ...
- 62 دولة منها عربية.. خارطة وجهة المرحلين من أمريكا منذ يناير ...
- إدانات عربية لنتنياهو بعد حديثه عن ارتباطه برؤية -إسرائيل ال ...
- القادة الغربيون وأوكرانيا يحددون خمسة -خطوط حمراء- لترامب قب ...
- المصادقة على خطة توسيع الهجوم في غزة ومنظمات تشكو من القيود ...
- بعد حجبها منصات تواصل غربية... روسيا تفرض قيودا على واتساب و ...
- حوامل غزة بين الجوع والحصار.. أجساد منهكة وأجنة مهددة
- الشرطة الإسرائيلية تزعم إحباط عملية طعن شمال القدس


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا