أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا














المزيد.....

بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتّفاقيّة السّلام الإماراتيّة الإسرائيليّة ليست جديدة ولا مفاجئة، بل إنّ ما يجري من صراعات في المنطقة العربيّة هو نتاج لمخطّطات اسرائيليّة أمريكيّ، ويجري تنفيذها بأياد عربيّة لم تتوضّأ أو تتطهّر يوما، وإن حاولت التّستّر بالدّين الذي هو منها براء. ولسنا بحاجة إلى التّأكيد من جديد أنّ حديث قادة الحركة الصّهيونيّة ومن ورائهم أمريكا عن السّلام لا يتعدّى كونه من باب العلاقات العامّة أمام الرّأي العامّ العالميّ، أو كما قال نتنياهو "السّلام مقابل السّلام" بينما غالبيّة الأنظمة العربيّة لم تعتد يوما أن تقول "لا" في وجه أعداء الأمّة. فحكّام الإمارات ومن أيدّوهم من كنوز اسرائيل وأمريكا الإستراتيجيّة في المنطقة الذين صفّقوا للسّياسة الإماراتيّة لم يتفوّه أيّ منهم بكلمة تدعو إلى كنس الاحتلال ومخلّفاته كافّة. واكتفوا بالإشادة بتأجيل قرار ضمّ الأراضي حسب صفقة نتنياهو التي أملاها على ترامب بداية هذا العام. بينما كان موقف السّلطة الفلسطينيّة والأردنّ والجزائر وسوريا واليمن واضحا لا لبس فيه بالدّعوة إلى كنس الاحتلال ومخلّفاته، وتطبيق قرارات الشّرعيّة الدّوليّة.
ومن شواهد التّاريخ التي لم تتّعظ منه الأنظمة العربيّة، أنّ السّلام يحتاج إلى قوّة أكثر من الحرب، وقد استغلّت اسرائيل ذلك بطريقة فائقة، فهي ومن ورائها أمريكا تملك القوّة العسكريّة والإقتصاديّة وغيرها، وبالتّالي فقد فرضت شروطها الجائرة على كلّ الأنظمة العربيّة التي تعاملت معها، بدءا من أنور السّادات الذي قدّم لاسرائيل تنازلات أكثر ممّا طلبت، ممّا أثار شفقة وزير الخارجيّة الأمريكيّة وقتئذ هنري كسينجر عليه. وقد تنازلت الأنظمة العربيّة عن كلّ شيء، بينما لم تتنازل اسرائيل عن شيء من أطماعها التّوسّعيّة. وما يجري في هذه المرحلة هو تطبيق لطروحات نتنياهو التي جاءت في كتابه الصّادر عام 1994 وترجم إلى العربيّة تحت عنوان "مكان تحت الشّمس". وممّا ورد في ذلك الكتاب" أنّ العرب يرفضون كلّ شيء يعرض عليهم ثمّ لا يلبثون أن يتكيّفوا معه". و" أن لا دولة ثانية بين النّهر والبحر"، وأنّ اسرائيل لن تنسحب من أيّ أرض سيطر عليها الجيش الإسرائيليّ". و"أنّ السّلام مع اسرائيل في مصلحة العرب؛ لأنّها ستحلّ مشاكل المياه في سوريا والأردنّ وستطوّر الزّراعة في البلدان العربيّة" و"إذا اجتمعت الإنتليجنسيا اليهوديّة مع الأيدي العاملة العربيّة سيزدهر الشّرق الأوسط." وكلّ هذا ورد فيما أعلن عن "اتّفاقيّة السّلام الإسرائيليّة الإمارتيّة"، بينما لم يرد ذكر لإنهاء الاحتلال للأراضي العربيّة، ولا للقانون الدّوليّ ولقرارات الشّرعيّة الدّوليّة. تماما مثلما لم يرد حتّى في وسائل الإعلام العربيّة أنّ الإمارات ومن سيتبعونها قد تخلّوا عن مبادرة السّلام العربيّة.
وإذا ما عدنا قليلا إلى الوراء فإنّه لا يمكن القفز عن المخططات السّابقة التي حاكتها اسرائيل وأمريكا للوصول إلى حالة الإستسلام العربيّ الرّسميّ في هذه المرحلة، والتي تمهّد لتطبيق المشروع الأمريكيّ "الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ. ومن هذه المخطّطات اتّفاقات أوسلو، احتلال وتدمير العراق، تقسيم السّودان، الحرب الأهلية في الجزائر بين 1992-2002، ما سمّي بالربيع العربيّ، الحروب على قوى الممانعة ومنها حرب اسرائيل على لبنان عام 2007، وحروبها على قطاع غزّة عام 2008 و2014. والحرب على سوريا، ليبيا، اليمن ولبنان وغيرها، فصل قطاع غزّة عن الضّفّة الغربيّة، وشيطنة إيران وحصارها ورفع راية العداء العربيّ لها.
فهل تدرك أمريكا وإسرائيل وكنوزهما الإستراتيجيّة في المنطقة، أنّ طمس حقوق الشّعوب واستسلام الأنظمة الحاكمة لن يحقّق السّلام، وأنّ اتّفاقات الإستسلام ستدخل المنطقة في صراعات دائمة لن يسلم أحد من جحيمها؟ وأنّ سبات الشّعوب لن يستمرّ طويلا، وأنّ السّلام الذي تصبو إليه الشّعوب لن يتحقّق إلا بتمكين الشّعب الفلسطينيّ من حقّه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف، بعد كنس الاحتلال ومخلّفاته كافّة، وإيجاد حلّ عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيّين حسب قرارات الشّرعيّة الدّوليّة.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا
- بدون مؤاخذة-بداية النهاية للإمارات
- بدون مؤاخذة-البغاء السياسي العلني
- بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب
- بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب
- بدون مؤاخذة- بين الصّحوة والسّبات
- بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره
- بدون مؤاخذة-لنستعمل عقولنا ولنحيد عواطفنا
- قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير
- قصة الأطفال النّعجة والحذاء
- الرواية كخطاب ثقافي-واقع وتحديات
- قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو
- بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟
- بدون مؤاخذة- العرب متّفقون على الهزيمة
- بدون مؤاخذة-للمراهنين على المفاوضات
- بدون مؤاخذة-كي لا تغرق السفينة
- بدون مؤاخذة- فلسطين والأردن توأمان
- بدون مؤاخذة-أضحوكة العصر
- خلف العبيدي والسيرة الغيرية
- سليم بركات وأبوّة محمود درويش


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا