أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-سيادة الدول وسقوط حكامها














المزيد.....

بدون مؤاخذة-سيادة الدول وسقوط حكامها


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6676 - 2020 / 9 / 14 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الأمور المضحكة أن يصف مسؤولون عرب قرار الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات مع اسرائيل بأنّه قرار سياديّ، فـ "أصحاب السّيادة" هم أوّل من يعلمون أن لا سيادة لهم، وأنّ قرارهم يملى عليهم من واشنطن وتل أبيب. ولو أنّهم أرادوا أن يكونوا أصحاب سيادة حقّا لاحتموا بشعوبهم بدلا من حمايتهم من الأعداء الذين أصبحوا بفعل الخيانة حلفاء.
ولم يبدأ تخلّي كنوز أمريكا واسرائيل عن فلسطين القضيّة والشّعب مع قرار الإمارات والبحرين التطبيعي، فقد سبق ذلك بكثير، ولن يغيب عن ذاكرة التّاريخ أنّ القادة العرب هم من أضاعوا فلسطين حتّى قبل نكبتها الأولى في العام 1948، ولنتذكر كيف أجهضوا ثورة العام 1936 معتمدين على "حسن نوايا الصديقة بريطانيا".
ولنتذكّر أنّ الجامعة العربيّة ودولها قد قبلت المشاركة في مؤتمر مدريد عام 1991 بوفود منفصلة، بعد أن صدرت لهم الأوامر بقبول ذلك؛ لأن اسرائيل لا تريد حلّا شاملا للصّراع، وتريد الإنفراد بالفلسطينيّين وحدهم. وبعد ذلك صارت الأنظمة محايدة في نظرتها للصّراع الذي صار اسمه "الصّراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ" بدل "الصّراع العربيّ الإسرائيليّ"! ولنعد قليلا إلى الوراء عندما سلّم الرّئيس المصريّ أنور السّادات مصير مصر والعالم العربيّ لأمريكا وإسرائيل، عندما زار اسرائيل في العام 1977 ووقّع معها منفردا اتّفاقات كامب ديفد في العام 1979.
ولو عدنا قليلا إلى الوراء فإنّ منظّمة التّحرير وفصائلها، وفي محاولة منها لإبراز الهويّة الفلسطينيّة، قد صفّقت كثيرا ولا تزال لقرار مؤتمر قمّة الرّباط عام 1974 الإعتراف بمنظّمة التّحرير كممثّل شرعيّ وحيد للشّعب الفلسطينيّ في كافّة أماكن تواجده، فقد كان هذا القرار بمثابة صكّ غفران وبراءة للجامعة العربيّة ولدولها من دم القضيّة الفلسطينيّة ودماء شعبها، علما أنّ هذه الأنظمة هي التي أضاعت فلسطين سابقا ولاحقا والآن ومستقبلا.
وقد انجرّت منظمة التحرير إلى شباك الصّيد الأمريكيّة الإسرائيليّة عندما فاوضت سرّا ووصلت إلى خطيئة اتّفاقات أوسلو، التي ثبت أنّها مجرّد خديعة لتصفية منظّمة التّحرير الفلسطينيّة وفصائلها، أو على الأقلّ تفريغها من مضمونها الثّوريّ المقاوم. وواضح من مجريات الأحداث أنّ أمريكا واسرائيل قد أدارتا الصّراع بطريقة مخطّطة ومدروسة بعناية فائقة، حتّى أوصلتا الأمور إلى حالة التّردي التي وصلت إليه، وذلك لتطبيق المشروع الأمريكي "الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة لدويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ، والذي تتخطّى أطماعه حدود فلسطين التّاريخيّة، لتبتلع الأردنّ كاملا، وأجزاء من السّعوديّة، سوريا العراق، وكامل صحراء سيناء، وقد استغلّوا بعض تنظيمات الإسلام السّياسي ومال البترول الذي لم يكن يوما عربيّا؛ لتنفيذ مخطّطاتهم، فكان تقسيم السودان وتدمير العراق وسوريّا وليبيا، والحرب الظّالمة على اليمن، وإشعال الفتنة في لبنان وغيرها.
ولا يغيب عن البال أيضا أنّ الإنشقاق الفلسسطينيّ، وفصل قطاع غزّة عن الضّفّة الغربيّة، وبغضّ النّظر عن أسبابه غير المبرّرة، إلا أنّه يجري تغذيته عربيّا.
والسّؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذا التّطبيع المجّاني سيأتي بالسّلام فعلا للمنطقة؟ وهل الإستقواء على الشّعب الفلسطيني وسلطته في هذه المرحلة سينهي القضّيّة الفلسطينيّة؟
ولعل الصحفيّ الإسرائيلي التّقدميّ جدعون ليفي، قد أجاب على هذا السّؤال بقوله:"
إنّ الإسرائيليّ أضاع الفرصة، وما سيحدث في المستقبل أنّهم سيندمون كثيرا،
وستكون هزيمتهم حقيقة، وليست مثل سراب أوسلو، وما ستحمله الأيّام أصعب بكثير من أحلامهم."
ولمن يحسبون أنفسهم "أصحاب سيادة وأصحاب قرارات سياديّة"، سيتساقطون تباعا، وستثبت لهم الأيّام بأنّهم ليسوا أكثر من خيول رهان يجري استبدالها عندما تستنفذ مهمّاتها.
14-9-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-محمية البحرين والمتصهينون العرب
- بدون مؤاخذة-الدعارة السياسية
- رسائل الأسير حسام شاهين إلى قمر
- أنا اسمي رفيف قصّة عن ذوي الاحتياجات الخاصّة
- بدون مؤاخذة- قانون القوّة
- بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة
- بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا
- بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا
- بدون مؤاخذة-بداية النهاية للإمارات
- بدون مؤاخذة-البغاء السياسي العلني
- بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب
- بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب
- بدون مؤاخذة- بين الصّحوة والسّبات
- بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره
- بدون مؤاخذة-لنستعمل عقولنا ولنحيد عواطفنا
- قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير
- قصة الأطفال النّعجة والحذاء
- الرواية كخطاب ثقافي-واقع وتحديات
- قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو
- بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟


المزيد.....




- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟
- وداعا للوهن!.. علاج ثوري قد يكون مفتاح الشباب الدائم للعضلات ...
- الذكاء الاصطناعي -يفكّر- كالبشر دون تدريب!
- وكالة -مهر-: دوي انفجار شمال شرقي العاصمة الإيرانية طهران
- -‌أكسيوس-: اقتراح لعقد اجتماع بين إدارة ترامب وإيران هذا الأ ...
- وزير الدفاع الأمريكي: سياستنا في الشرق الأوسط دفاعية ولا ني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-سيادة الدول وسقوط حكامها