أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-عندما يتحوّل المجرم إلى ضحيّة














المزيد.....

بدون مؤاخذة-عندما يتحوّل المجرم إلى ضحيّة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6715 - 2020 / 10 / 26 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واضح أنّ العالم الغربيّ يتعامل مع العرب والمسلمين بشكل خاصّ، والدّول النّامية بشكل استعلائيّ، بل وكأنّهم غير موجودين على خريطة العالم، والسّبب أنّ قادة الغالبيّة العظمى من هذه البلدان هم وكلاء للقوى الإستعماريّة التي سلّمتهم زمام الحكم في بلدانهم، فهانوا وأهانوا أوطانهم وشعوبهم معهم.
وعلينا الإعتراف بأنّ العالم الغربيّ قد تفوّق علميّا وصناعيّا وحضارة وابتكارا على الشّعوب الأخرى. واستغلّوا مواردهم الطّبيعيّة بشكل جيّد، كما أمعنوا في سرقة ثروات الشّعوب الأخرى بطريقة احترافيّة أيضا تحت شعارات زائفة مثل "مساعدة هذه الشّعوب!" وما دخل الإستعمار الغربيّ منطقة فإنّه لم يغادرها شكليّا إلا بعد أن ضمن مصالحه فيها، وبعد أن ترك خلفه وكلاء يحكمونها ولا يعصون له أمرا، مع فرض واقع خلافيّ مع جيران كلّ دولة لتبقى في صراع دائم.
ويلاحظ أنّ الدّول الإستعماريّة التي تغيّر طريقة سيطرتها على الدّول والشّعوب الأخرى، حسب تطوّر الحياة، تغيّر طريقة سيطرتها عليها كما تغيّر الأفاعي السّامة ثوبها الذي يغطّي جلدها.
وإذا كانت الدّول الإستعماريّة قد تفوّقت في بناء اقتصادها القويّ، وبناء قوّتها العسكريّة القويّة أيضا بسبب تقدّمها العلميّ، فإنّها حرصت على رفع المستوى المعيشيّ لشعوبها، ونهضت بطريقة لافتة، وشرّعت قوانين لرفاهيّة شعوبها، وقوانين لرعاية حقوق الإنسان لشعوبها أيضا، وفصلت السّلطات التّنفيذيّة والتّشريعيّة والقضائّية لتضمن استقلالها، ولتضمن استمراريّة الدّولة المدنيّة التي تحفظ حرّيّة الرّأي والمعتقد، وتبادل السّلطة من خلال انتخابات ديموقراطيّة نزيهة. إلا أنّها لا تقبل ذلك في الدّول التّابعة لها، لأنّه لو حصل ذلك فإنّها ستفقد وكلاءها وبالتّالي نفوذها فيها.
ولو أخذنا دولة مثل الولايات المتّحدة الأمريكيّة على سبيل المثال، فهي تتعامل مع العالم أجمع من منطلق القوّة، والقانون الدّوليّ عندها هو ما يحفظ مصالحها المتغوّلة، لذا نجدها تتخطّى القانون الدّولي، وتجعل من نفسها شرطيّا يحكم العالم، فتفرض "عقوبات مختلفة" على الدّول التي تخرج عن طاعتها بما في ذلك دول عظمى مثل الصّين وروسيا! كما تسعى لتغيير خريطة العالم مثلما تفعل في الشّرق الأوسط، فقد ساهمت في خلق منظّمات ارهابيّة لإثارة حروب أهليّة مموّلة من خلال "كنوزها الإستراتيجيّة في المنطقة"، لتطبيق مشروعها "الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة لدويلات طائفيّة متناحرة، ولتصفيّة القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ. ولم تكتف بذلك بل تعدّته إلى إلغاء اتّفاقات وقّعتها مع دول ذات سيادة، مثلما فعلت مع الاتّفاق النّووي مع إيران، واتّفاقيّة الصّواريخ متوسّطة المدى مع روسيا، والاتّفاق التّجاريّ مع الصّين. كما انسحبت من منظّمات دوليّة مثل منظّمة حقوق الإنسان، ومنظّمة الصّحّة العالميّة، ومحكمة الجنايات الدّوليّة وغيرها.
وقفزت عن قرارات الشّرعيّة الدّوليّة خصوصا بما يتعلّق بالقضيّة الفلسطينيّة، وجاءت بما يسمّى "صفقة القرن" التي تسلب فلسطين الأرض والشّعب لصالح اسرائيل، وفرضت على أتباعها تطبيع علاقاتهم مع اسرائيل، بعد أن نهبت أموال البترول العربيّ بحجّة حماية الأنظمة القائمة. وأمريكا هذه بعد الحرب العالميّة الثّانية شنّت عشرات الحروب على دول أخرى وقتلت وشرّدت الملايين، ودمّرت بلدانا وحضارات، وتقوم بشيطنة من يعارضها من دول وحركات تحرّر وتصنّفهم كإرهابيّين! والحديث يطول عن الطّغيان الأمريكي.
ولو انتقلنا سريعا إلى فرنسا التي هاجم رئيسها مكارون الإسلام والمسلمين دفاعا عن معلّم قتله طالب شيشانيّ مسلم بسبب إساءة المعلم لخاتم النّبيّين عليه الصّلاة والسّلام، رغم أنّ الطّالب القاتل لقي مصرعه هو الآخر. وإذا كان من حقّ الرّئيس الفرنسيّ الدّفاع عن بلده وعن مواطنيه، فهل يتذكّر الملايين الذين قتلتهم فرنسا ولا تزال تقتلهم، مثلما حصل في الجزائر وتونس والمغرب ودول إفريقة أخرى، وما حصل ويحصل هذه الأيّام في ليبيا وسوريا ودولة مالي، ومثلما حصل في شرق آسيا مثل فيتنام وغيرها؟ ففرنسا هي من قتلت الرّئيس معمر القذافي وأسقطت نظام حكمة وقتلت الآلاف من شعبه.
والحديث يطول
26-10-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-لنتحاور بهدوء
- بدون مؤاخذة-كلاب الشّيخ وحمير موسى
- بدون مؤاخذة- ماهر الأخرس وخيار الحياة أو الموت
- فوزي البكري ابن القدس وشاعرها
- رواية-قبل أن يأتي الغرباء- وعودة للتاريخ
- نسب أديب حسين ورواية الرّامة التي لم تُروَ
- بدون مؤاخذة- اسرائيل لم تخترق جدرانا
- بدون مؤاخذة-تصريحات فريدمان ليست عفوية
- بدون مؤاخذة-تعبئة عربية لتكريس الاحتلال
- بدون مؤاخذة-سيادة الدول وسقوط حكامها
- بدون مؤاخذة-محمية البحرين والمتصهينون العرب
- بدون مؤاخذة-الدعارة السياسية
- رسائل الأسير حسام شاهين إلى قمر
- أنا اسمي رفيف قصّة عن ذوي الاحتياجات الخاصّة
- بدون مؤاخذة- قانون القوّة
- بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة
- بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا
- بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا
- بدون مؤاخذة-بداية النهاية للإمارات
- بدون مؤاخذة-البغاء السياسي العلني


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-عندما يتحوّل المجرم إلى ضحيّة