أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-لنتحاور بهدوء














المزيد.....

بدون مؤاخذة-لنتحاور بهدوء


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
إذا كان الرّئيس الفرنسيّ ماكرون من أتباع ديانة أخرى فهذا حقّه"لا إكراه في الدّين"، لكن ليس من حقّه ولا من حقّ غيره أن يسيء للدّين الإسلاميّ، فالإساءة للأديان لا تدخل ضمن ما يسمّى حريّة الرّأي، وبغضّ النّظر عن الإيمان أو عدمه، فإنّ الإساءة لأيّ دين هي إساءة لمعتقدات ومشاعر أتباع هذا الدّين، لكن يبدو أنّ العالم الغربيّ يتخطّى كلّ الأخلاقيّات والمعتقدات وحقوق الإنسان عندما تتعلّق الأمور بالعرب والمسلمين. فالرّئيس الفرنسيّ ماكرون الذي يخاطبه العالم كما يخاطب أقرانه بفخامة الرّئيس! يتخلّى عن "فخامته" ويزجّ نفسه في صراع مع أكثر من مليار ونصف المليار إنسان من أتباع الدّين الإسلاميّ، وهو وغيره قد يخسر هذا اللقب عندما تنتهي مدّة رئاسته، لكنّ الرّسول محمّد عليه الصلاة والسّلام، سيبقى نبيّا ورسولا كغيره من الأنبياء والرّسل -عليهم السّلام-ما دامت على هذه الأرض حياة. صحيح أنّ الطالب الشّيشانيّ المسلم الذي قتل معلّمه الفرنسيّ دفاعا عن معتقداته قد ارتكب جريمة قتل، وسيحاسب عليها، لكنّ هذا لا يعطي دافعا لرئيس دولة كي يعتدي على دين سماويّ وعلى مشاعر ومعتقدات مليار ونصف المليار مسلم. ولو عاد الرّئيس الفرنسيّ لتاريخ بلاده وتاريخ حلفائه لوصل دون عناء للأسباب التي تجعل بعض الشّباب المسلم يلجأون إلى التّطرّف، فهم من خلقوا التّطرّف الإسلاميّ بطاحونة إعلامهم التّضليليّة، ومن خلال الوثائق التي نشرتها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة السّابقة تؤكّد أنّ أمريكا وحلفاءها في حلف النّاتو وحليفتهم اسرائيل هم من أسّسوا ودعموا تنظيمات إسلاميّة متطرّفة كالقاعدة وداعش وجبهة النّصرة، وأنصار الشّام وغيرها، لتقوم بأعمال إرهابيّة في المنطقة العربيّة، فقامت بتغرير وتضليل بعض الشّباب المسلم، مستغلّة العواطف الدّينيّة لهؤلاء الشّباب، ليكونوا وقودا في الحروب الظالمة التي استهدفت العراق وسوريّا وليبيا، والسّودان والصّومال والجزائر وغيرها، فدمّرت وخرّبت وقتلت وشرّدت الملايين، في سبيل تطبيق المشروع الأمريكي" الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة لدويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعي.
وهل ينسى الرّئيس الفرنسيّ ما قامت به بلاده وغيرها من الدّول الأوروبّيّة، ولاحقا تبعتهم أمريكا من حروب استعماريّة، استهدفت الدّول العربيّة والإسلاميّة، فقتلوا الملايين ونهبوا وما زالوا ينهبون خيرات هذه البلدان؟
وهل كان الرّئيس الفرنسيّ أو غيره ممّن يتشدّقون بحرّيّة الرّأي سيسمح لأيّ كان أن يبصق أو يبول على تمثال لأحد الرّموز الفرنسيّة بذريعة حرّيّة الرّأي؟ وبالتّأكيد أنّه لن يسمح بذلك؟ وبالتّالي فلماذا سمح لنفسه أن يتبرّز من فمه بالسّماح بالإساءة إلى خاتم النّبيّين؟
والقضيّة أنّ الإساءة هنا لا تتعلّق بشخص ما، وإنّما تتعلّق بمعتقدات ورموز دينيّة، وهنا مكمن الخطورة. وإذا كان ماكرون يجهل قداسة المعتقدات في الإسلام فبإمكانه أن يستعين بمستشاريه وبمراكز الأبحاث في بلاده.
25-10-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-كلاب الشّيخ وحمير موسى
- بدون مؤاخذة- ماهر الأخرس وخيار الحياة أو الموت
- فوزي البكري ابن القدس وشاعرها
- رواية-قبل أن يأتي الغرباء- وعودة للتاريخ
- نسب أديب حسين ورواية الرّامة التي لم تُروَ
- بدون مؤاخذة- اسرائيل لم تخترق جدرانا
- بدون مؤاخذة-تصريحات فريدمان ليست عفوية
- بدون مؤاخذة-تعبئة عربية لتكريس الاحتلال
- بدون مؤاخذة-سيادة الدول وسقوط حكامها
- بدون مؤاخذة-محمية البحرين والمتصهينون العرب
- بدون مؤاخذة-الدعارة السياسية
- رسائل الأسير حسام شاهين إلى قمر
- أنا اسمي رفيف قصّة عن ذوي الاحتياجات الخاصّة
- بدون مؤاخذة- قانون القوّة
- بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة
- بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا
- بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا
- بدون مؤاخذة-بداية النهاية للإمارات
- بدون مؤاخذة-البغاء السياسي العلني
- بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-لنتحاور بهدوء