أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - الانتفاضة بين وعي السلطة والوعي الجماهيري














المزيد.....

الانتفاضة بين وعي السلطة والوعي الجماهيري


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 08:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


دائما ما تحاول السلطة جعل فكرها فكر حتمي ونهائي وغير قابل للتغيير فعلى مدار سنين طويلة من سيطرة القوى القومية الشوفينة كالبعث ومن بعده القوى الإسلامية وشركاؤهم من القوميين الكرد الذين جاءوا مع الاحتلال الأمريكي في ٢٠٠٣، عملوا بكل طاقتهم على تأبيد ايدولوجيتهم بمختلف الوسائل، حيث مارست هذه القوى زراعة وعي جماهيري يضمن بقائهم على رأس السلطة، إلا أن حركة التاريخ والمجتمع، غير ثابتة وكل واقع سواء أكان ماديا او فكريا لا بد له من إنتاج نقيضه، تعبيرا عن الصراع الحتمي بين السلطة والطبقة التي تمثلها وبين الطبقة الأخرى التي تشكل غالبية المجتمع وهي الطبقة المُستغلة.

هذا الصراع الحتمي انتج لنا منذ انطلاق الحراك الجماهيري في شباط من عام ٢٠١١ وعيا نقيضا لايدولوجيا السلطة الطائفية القومية، وأخذ هذا الوعي في التشكل والتبلور على مراحل، وصولا إلى أكتوبر من العام الماضي، حيث رفضت الجماهير كل ما جاءت به منظومة ٢٠٠٣، مطالبين بإسقاطها ودفن كل ما نتج عنها من أمراض طائفية وقومية وعشائرية، سُرقت من خلالها ثروات الجماهير ومُورست تحت مظلتها الحروب الطائفية والقتل على الهوية والتهجير والخطف والتصفيات، بالإضافة إلى سيطرة القوى الدينية والعشائرية والقومية والمناطقية التي كانت أدوات النظام في بسط هيمنته وتسويق وعيه وايدولوجيته البالية.

وفق منطق الصراع الطبقي القائم على أساس واقعي على الأرض بين الجماهير الكادحة والمفقرة التي عانت ولا تزال من نهب ثرواتها وغياب شبه تام للخدمات وسط ظهور مليارديرية الأحزاب ورجال الدين والمتحالفين معهم، تشكل الوعي الجديد لعمال ومعطلي وشبيبة ونساء العراق الذين قادوا انتفاضة أكتوبر على مدار عام كامل من عمرها.

مع المرحلة الأولى من انطلاق الانتفاضة التي شارك فيها الملايين من المواطنين، تبين للجميع بزوغ مرحلة جديدة من تاريخ البلاد، وعبر عن ذلك الوعي الاجتماعي الجماهيري الساعي والمناضل من أجل الخلاص من السلطة وووعيها الزائف الذي يحول الصراع الطبقي إلى صراعات جانبية هدفها توريط الجماهير وحرف نضالاتها باتجاهات تخدم السلطة وبقائها.

وسط هذا التحول في الوعي الذي قد يتقدم ويتأخر بحسب الواقع الموضوعي، تعمل قوى السلطة على إعادة بث الوعي المناقض لوعي الجماهير عبر أعلامها الهائل وأدواتها المتمثلة باستغلال الدين والعشيرة وتوظيفهما في الترويج لوعي النظام، كذلك عن طريق حملات التشويه والطعن والتزييف التي تضخ الأكاذيب والدعاية بالضد من الانتفاضة وكل ما يتعلق بها، وهنا تظهر بعض القوى من المترددين والانتهازيين والاصلاحيين وهم يتبنون خطاب السلطة، ويحاولون تصوير اي عملية تغيير جذرية بأنها ليست من صالح الجميع، وما هم في حقيقتهم سوى مجموعات من المنتفعين المستفيدين من بقاء النظام.

ان الوعي الزائف والوهمي الذي هو وعي السلطة، يحاول إعادة إنتاج نفسه، لكن الأثر الذي تركه طوال الفترة الماضية شكل وعيا نقيضا لدى الجماهير، لا يمكن تغييره او السيطرة عليه، بل إن هذا الوعي المتشكل لو تنظم في عمل سياسي ثوري محكم ووحد نضالات الجماهير الساعية للخلاص، لكانت قوى الاسلام السياسي من التاريخ، بل لكانت في مزبلة التاريخ.

ان الواقع المعاشي للناس والصراع داخل هذا الواقع هو الذي يخلق الوعي، وليست أفكار المثقفين او رجال الدين او ما شابه. واذا ما أرادت الجماهير أنتصار وعيها الثوري التحرري الرافض للنظام وكل ما ينتج عنه، فيجب أن تدرك أن الوعي الرافض يحتاج إلى أدوات ووسائل من أجل تسلم السلطة، وهذه الأدوات تتمثل بالتنظيم السياسي عالي المستوى من أجل الوقوف بوجه فاشية وبطش السلطة ومليشياتها.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتدى الصدر يختصر القضية
- اختطاف احمد الحلو
- عام على انتفاضة أكتوبر
- يقتلون القتيل ويمشون بجنازته
- تساؤلات حول انتفاضة أكتوبر
- لا مساومة على إسقاط النظام
- من يقتلنا يا ترى ؟
- دلالات اختطاف سجاد العراقي
- قوى الثورة المضادة تتهيأ لأكتوبر
- الانتحار احتجاج ورفض للواقع البائس
- بين الزنكلوني ومقتدى الصدر
- بلاسخارت والمرجعية والمطبلين
- أكتوبر على الأبواب ... لنتحد من أجل الخلاص
- دروس من انتفاضة أكتوبر العظيمة
- في العلاقة بين الطليعة الثورية والجماهير
- لا جديد في دولة الطوائف
- قلوبنا مع جماهير السودان التي تواجه الفيضان
- مسرحية حصر السلاح بيد الدولة
- عن الجيوش الإلكترونية التابعة للنظام
- أكتوبر ٢٠١٩ - أكتوبر ٢٠٢& ...


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - الانتفاضة بين وعي السلطة والوعي الجماهيري