أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - عام على انتفاضة أكتوبر














المزيد.....

عام على انتفاضة أكتوبر


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 11:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


سقطت الاوراق الصفر عن شجرة الانتفاضة، بفعل الهزات والرياح التي ضربت هذه الشجرة طوال عام كامل، فقد انتهت صلاحية خطاب القوى الاصلاحية التي كانت تراهن على نتائج الاصلاحات التي تقوم بها السلطة من الداخل، عن طريق تغير حكومي هنا او قانون للانتخابات هناك او غيرها من الفعاليات التي ليس من شأنها تلبية مطالب الجماهير، انما هدفها النهائي هو المد في عمر النظام لأطول فترة ممكنة.

كما سقطت في ذات الوقت كل الدعوات التي كانت رائجة في بدايات انطلاق الانتفاضة ولحد فترة ليست بالبعيدة، وهي دعوات العفوية والابتعاد عن التنظيم بحجة الحفاظ عليها من المتسلقين وراكبي الأمواج والانتهازيين، الأمر الذي أصاب الانتفاضة وحركتها بالتخبط والعشوائية وجعلها فريسة لقوى وأحزاب ومليشيات السلطة. اليوم ومع التجربة القاسية للمنتفضين وقواهم الرئيسية، صار التنظيم والدعوة إليه هو الأولوية التي يجب اعتمادها ونحن نتهيأ لمرحلة جديدة من الانتفاضة.

ومثلما سقطت دعوات العشوائية والعفوية، كذلك عرت الانتفاضة قوى السلطة، وخصوصا بعض القوى التي تصور نفسها بدور المعارض لتدخل كل حركة احتجاجية جماهيرية وتسيطر عليها، وهذه القوة هي التيار الصدري ومليشياته، فقد أسقطت انتفاضة أكتوبر هذه الجهة ووضعتها في مكانها الطبيعي مع بقية أحزاب السلطة ومليشياتها في نفس الخانة. كما أنها فضحت دور رجال الدين والمرجعيات، وبينت للجماهير ان هؤلاء انما يعيشون حالة من التخادم بينهم وبين السلطة، وهم من أكثر المدافعين عنها والمساهمين في بقاء هيمنتها ونهبها وقتلها واستغلالها للجماهير.

محاولة قوى الثورة المضادة لأبقاء الانتفاضة في قالب المطالب الإصلاحية، وحصرها في هذه الزاوية عن طريق التسويق من داخل الانتفاضة ومن خارجها، بانها بعيدة عن الشأن السياسي، هي الأخرى تم إسقاطها، والجماهير الثورية اليوم ترسخت لديها قناعة تامة، بانه من دون الخلاص من نظام الطوائف والقوميات، لن يتغير اي شيء، ومن دون عمل سياسي جاد ومنظم لن تستطيع الانتفاضة الانتصار وتحقيق أهدافها.

ان التجربة الجماهيرية التي عاشتها قوى الانتفاضة خلال عامها الفائت، علمتها آليات وأساليب السلطة ومليشياتها في مواجهة المنتفضين، سواء على المستوى الواقعي على الأرض وخططهم في القمع والقتل والخطف، اوعلى المستوى الإعلامي المتمثل بالتشويه والتحريض والكذب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات وغيرها من الوسائل.

مثلما كشفت الانتفاضة إجرام السلطة واستغلالها وزيفها، كذلك كشفت وعرت كل القوى العالمية والإقليمية والأممية التي تصور نفسها مدافعة عن الجماهير في العراق، فقد بينت الانتفاضة الدور الحقيقي لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية في إيران وغيرهما من الدول، بالإضافة إلى الأمم المتحدة عبر ممثلتها بلاسخارت، وكيف لعبت هذه الأطراف دورا في دعم بقاء النظام والبحث عن مصالحها السياسية والاقتصادية ومصالح شركاتها بعيدا عن آمال الجماهير في التغيير.

خلال عام كامل من عمر انتفاضة أكتوبر المستمرة حتى الآن ، بشكل أو بآخر، تم فرز القوى السياسية والاجتماعية التي تقود الانتفاضة بِحِسٍ ثوري يُمثل تطلعات الجماهير في بناء نظام سياسي جديد بعيدا عن أمراض وأحقاد الطائفية والدين والقومية، نظام يستطيع تحقيق العدالة والرفاه والمساواة لكل المواطنين بعيدا عن اية هيمنة ايرانية او تركية او أمريكية أو سعودية.

ان دماء أكثر من ٨٠٠ شاب وشابة وعشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين فاتورة باهظة جدا دفعتها قوى الانتفاضة من النساء والطلبة والمعطلين عن العمل والثوريين الآخرين بكل فئاتهم ومسمياتهم، وهذه الدماء الغالية التي روت ولا تزال شجرة الحرية، يجب أن لا تذهب هدرا، بل يجب أن تزيدنا عزما وثباتا حتى تحقيق النصر النهائي على دولة النهب والمليشيات.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقتلون القتيل ويمشون بجنازته
- تساؤلات حول انتفاضة أكتوبر
- لا مساومة على إسقاط النظام
- من يقتلنا يا ترى ؟
- دلالات اختطاف سجاد العراقي
- قوى الثورة المضادة تتهيأ لأكتوبر
- الانتحار احتجاج ورفض للواقع البائس
- بين الزنكلوني ومقتدى الصدر
- بلاسخارت والمرجعية والمطبلين
- أكتوبر على الأبواب ... لنتحد من أجل الخلاص
- دروس من انتفاضة أكتوبر العظيمة
- في العلاقة بين الطليعة الثورية والجماهير
- لا جديد في دولة الطوائف
- قلوبنا مع جماهير السودان التي تواجه الفيضان
- مسرحية حصر السلاح بيد الدولة
- عن الجيوش الإلكترونية التابعة للنظام
- أكتوبر ٢٠١٩ - أكتوبر ٢٠٢& ...
- من سرق اتحاد الطلبة ؟!
- الطائفية ورقة السلطة الوحيدة للبقاء
- حول بث الاغاني في قناة دجلة


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - عام على انتفاضة أكتوبر