أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - ظاهرة (الشعر الشعبي) آفة تستفحل














المزيد.....

ظاهرة (الشعر الشعبي) آفة تستفحل


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سبق وإن كتبت اكثر من مقال حول ظاهرة (الشعر الشعبي) التي ازدادت، في الآونة الاخيرة، واخذت تسير بجادة لا يمكن أن تمكث بها بعد الآن. فهي، بمعنى آخر تشكل خطورة ثقافية، لا يمكن السكوت عليها.
الشعراء الاصلاء من الذين يكتبون بهذا اللون من الكتابة، والذي يسمى بـ (الشعر الشعبي) أو بالأحرى هو الشعر الذي يُكتب باللهجة العامية أو المحلية، هُم لا يتجاوزون خمسين شاعرًا، في عموم العراق، على اكثر تقدير، وهم يعدون اعلام هذا اللون من الكتابة، حتى أن قصائدهم فيها طعم ولون، ومذاق يتربع على عرش الاذواق السليمة، ويعزف على شغاف القلب.
وبعد عام (2003) ازدادت موجة كتابة الشعر باللهجة العامية، الى حد التخمة، وصرنا نسمع الى كلام هو اشبه بالهذيان، والكلام الاقرب الى البذائة، منه الى الكلام السليم، وفيه رطانة لا نفقه مكنونها، الا بوجود قواميس تختص بتفسير هذه الرطانة (وينعكس هذا على ما يسمى بالأغنية الشبابية).
فالأعداد باتت في حالة تزايد مستمر، لا سيما في الآونة الاخيرة، وبشكل مرعب، ويدعو الى الوقوف على الاطلال للبكاء بدموع حرى، بكاء الثاكل.
فسّر لي بعض الاصدقاء، هذه الظاهرة، بأنها حالة طبيعية لما يمر به البلد: من ارباك سياسي واجتماعي وثقافي، بل وأخلاقي كذلك، فضلاً عن البطالة التي تعصف بصفوف الشباب من الذين لا يجدون ما يشغلهم وسط هذه الفوضى العارمة، فرأوا خير ما يتسلون به، لقتل الفراغ الهائل، هو الشعر الشعبي، الذي لا يحتاج الى ثقافة عالية، ووعي متقدم، وحنكة تؤهله للارتقاء بما يسمو به كانسان يبحث عن الشهرة والطموح، والمتعة الثقافية، والمجد التليد. فاصبح لدينا ما يربو على اكثر من نصف مليون كاتب بهذا اللون، ومازال هذا العدد في نمو وتزايد، طالما الوضع العام على ما هو عليه، من ارباك واضح.
فالمأزق كبير، والثقافة العامة في حالة انحدار، يفرح به العدو ويحزن فيه الصديق.
وهناك الكثير من الفضائيات التي تروّج لهم، وتفتح لهم صدورها، في كسب جمهور من انصاف المثقفين، وغير المتعلمين، لتغذّيهم بثقافاتها الهابطة كي يتقبل ايديولوجيتها ومشاريها التدميرية، وهذا الجمهور قد ينفعها في معارك الانتخابات التي فاز بها كل من هب ودب، من الذين ركبوا موجة السياسة، وماهم بسياسيين. وبالمقابل هناك الكثير من الفضائيات المحترمة، أبت، بل رفضت أن تروّج للشعر الشعبي، وللخائضين به من المرتزقة، وهذا يحُسب لها وليس عليها.
إن الذي شارك، ويشارك في هبوط الثقافة الحقيقية، هم معظم السياسيين، من الذين اتخذوا السياسة كمهنة، ومصدر ارتزاق لهم، وحتى بعض من الذين يسمون بـ "محللين سياسيين" وهم لا يمتلكون الف باء التحليل السياسي. هؤلاء وامثالهم يعملون على تجهيل المجتمع العراقي، لأنه تجهيل المجتمع، يعني: معادلة كفتهم، وبالتالي ارتفاع شأنهم، وتسنمهم مناصب مرموقة كانوا يحلمون بها، وهم ليسوا اهلا لها، لقلة خبرتهم وحنكتهم السياسية، فكانوا ومازالوا، يعطون العطايا السخية، ومن اموال الشعب التي اخذوها عنوة لهؤلاء انصاف المثقفين، لكي يمدحونهم ويرفعون من شأنهم.
وربما قد يسألني القارئ الكريم، ما هو الحل، إذن، من وجهة نظرك لكي نحدّ من هذه ظاهرة؟
والحل يكمن بالنقاط الآتية:
1: إن تكف هذه الفضائيات عن الترويج للشعر الشعبي، وتوقف برامجهم، الخاصة بهذا الموضوع، بالحال.
2: على السياسيين، من جانبهم، أن يوقفوا دعم هؤلاء ماديًا، بل ومعنويًا.
3: أن يتوقف الدعم الحكومي للمؤسسات التي تضخ لهم المال على شكل منح أو مساعدات وغيرها، وأن لا تصدر لهم باجات، لأن المبدع هويته نتاجه، لا باجه، أن كان فعلا مبدعًا.
4: أن يتوقف الدعم الاعلامي لهم، لأن الاعلام اصبح ينفخ بأوداجهم، والجمهور يلهث وراء ما يبثه الاعلام، وهو لا يميز الغث من السمين، فالإعلام يرفع من شأن أنُاس ويحط من آخرين، ولا يوجد اعلام حرّ غير مسيّس.
5: بث توعية جماهيرية بهذا الخصوص، وعقد محاضرات وندوات بهذا الشأن. لتنويه أن الاحتلال الامريكي البغيض لعراقنا الحبيب، شارك من باب أو من آخر بانتشار ظاهرة الشعر الشعبي، (من باب فرق تسد) حتى كاد أن يصبح الشعب العراق كله شعراء شعبيون.
6: وهي الاهم، ايجاد فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل، فالشباب هم عصب المجتمع، ومصدر تعزيز الدولة، والنهوض بها بما تسمو للرفعة والتقدم.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيمي و دايروش شايغان.. مقدمة اولية(1)
- أرُيدُ أن اطعن ثغركِ بالقُبلات
- القصيمي و دايروش شايغان.. مقدمة اولية
- تسلية في فراغ جامح
- الفيلسوف الذي انتقد ماركس بشدة ووصفه بالنبي الكذاب
- تحدي
- بقايا وطن
- مجنون!
- رجلٌ مرشّح للهذيان
- هذيان في الحجر الصحي!
- انت تدخّن ايامك
- في ذلك الشارع الهرم!
- الحُسين!
- الحاكم العربي
- بساتين أحلامنا غزاها الشيب
- إنها الحرب يا صديقي
- اغتيال قصيدة!
- لو كنت امير المؤمنين
- قررتُ أن لا أرُيد وطنْ
- قاسمني رغيف ألمي!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - ظاهرة (الشعر الشعبي) آفة تستفحل