أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - قاسمني رغيف ألمي!














المزيد.....

قاسمني رغيف ألمي!


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 21:20
المحور: الادب والفن
    


الاشجار تتراقص عارية
في حفل الريح
صه..
لا يعلو صوتك،
عزفُ نايك
مزّق حنجرة السكون
أنا، أنت، نحن، هُم
وجوه متكررة
في دائرة اللا شيء
نحو أفقٍ اضاع تضاريس
طريقه
ينشد المعنى،
يقتل ضجره في اوقات
فراغه.
المواسم وحدها تعرفُ
سيلان الخريف
فتلبس الورود سنادينها
كل صباح.
دعني اسعل

إستمع لخرير لهاثي.
اوشكتُ أن اتلاشى
محتدمًا وسط الذهول، مرميًا
في خانة الفراغ.
الشتاء لا يلدغ من جحر الخريف.
حكايات سمعناها،
حروفٌ ضفرنا جدائلها، بالوشم،
متعلقين بأرجل الاحباط،
ندور مع الافلاك،
كنجوم حبلى بالأفول،
بانتظار أن تلد: الايام، السنون.
النهار يغازل الفوضى.
هكذا علمونا، درسونا
نحن المتهمون بالطفولة
نحن المتواطئون مع الشيخوخة.
تمزقنا اللحظات
تلملم شتاتنا المحن.
تنكرنا اجسادنا، تغازل ملامحنا
التجاعيد،
ينسانا العدم، من أول
نظرة.
لا تندهش بظهرك المقوّس، املئ فراغات
انحناءاتك،
لا تستسلم، لتواضع الوقت.
الحيرة كعبة الوجوم.
غضّ طرفك لأصابع السلّم.
المطر تنفس السماء، لتبييض
وجه البرق.
لا يتثاءب الليل ايام النعاس.
اعيادنا محدودة الظهور.
أشُير الى السُهاد
سيأتيك متقاطع الاوصال.
لعل الفوارز اذهلتك
فتش عن ضوؤك
في جيوب ذاكرتك
في جلباب سنيك الغابرة.
ماذا يعني أن اشطب ملامحي؟
من اوراقي القديمة!
وأن اتمدد على سرير اسئلتي بخشوع؟.
يا لسذاجتي..
ها هي الافكار تغادر السهرة
فيتأجل الحفل،
الى شعار آخر.
حتى السكاكين بحُت اصواتها
لا تريد قتل الوقت.
اصلح ازرار معطفكْ
فالشتاء على الابواب،
تبرّع بحلمك القديم،
الى الفاقدين احلامهم.
وامّا عطرك
فاحتفظ به
الى المواسم المنتهية
لكي لا تخسر الرهان.
الطيور ترقص على ايقاع
الريح، حتى
لا تُصاب بالعشو الليلي.
هي نفسها الطرق،
المؤدية الى الالتواء.
حصّن ضميرك من الوعكة الصحية،
سترى شمسك تغازل النهار،
اسراب اليمام
تطير حرة في حدائق السماء.
تمهّل هنيهة
عند عبورك الجدار؟.
من قال أن الاشواك
تحمي انامل الزهور،
من الخدوش؟.
غبار الكلام
يوهن الحوار، اخُرج
من زنزانة صمتك،
تعطّر بالمساء، صادق الليل
دخن نفسك
قبل أن تدُخن سيجارتك.
لا تهدأ اسراب الريح.
راقب خطوك بحذرٍ
قبل ايداع الطريق.
العصافير وحدها
من يفقه لغة الاشجار،
اما أنا، فلا
أفقه غير لغة عكازي
خارج الشيخوخة.
اطنانٌ من الرغبات
اكداسٌ من المواجع،
لذلك لا يعنيني
الخوض في تجارب الآخرين،
هُم لهم تجاربهم
كذلك
لي، أنا تجاربي.
المغامرات لا تفي
بحل الكلمات المتقاطعة،
لأننا في مفترق طرق.
الساعة الجدارية،
هي الاخرى، لا تعنيني،
بالمرة،
لأنني مولودٍ لغير هذا
العصر، غير هذا الزمن،
لا تعنيني السلالات، ودبكات الماضي،
فليّ ابجدياتي الخاصة،
لا اقيسُ الزمن بالثواني
بل اقيسه بالسنين، بالدهور،
واعبّر عنه
بالشهور الميتة،
وعليه، لا استمع للأغاني الحديثة
وانما يسيل لعابي
للأغاني المعتقة،
الاغاني التي تنبش الذاكرة
بمعاول الشجن.
ففي العطل الرسمية، والعطل
شبه الرسمية، فقط
اجُالس أوجاعي،
واشرب قهوتي
عند احزاني- احزاني غير
المعدّة للبوح.
تعالى، شاركني الاسى،
قاسمني
رغيف المي،
ابسط لي يدك، بايعني
كأمير، كفارس، يخوض غمار الصحارى.
اعطني سيفاً
اهزم به معاناة العالم،
وكن عليّ شاهدًا عمّا
اقول.
الاوقات تقتل الفراغ،
والذبول، دائماً، يجرح
احاسيس الورود.
لذلك سأطهي الحديث
على نارٍ هادئة.
الضحكات البريئة معدّة سلفاً
فتعذر علينا
خفي جرائم القهقهات.
لذلك لا نزعج موتانا عند زيارتهم،
فالموتى انهكتهم المنافي.
هُم يريدونني
أن اعرّض تواضعي للمخاطر،
أن اهُزم
أن الوذ بالانكسار.
والآن..
يحق لنا أن نرفع الستار
عن عورات انفسنا
ليبان بياض الحقيقة،
للملأ.
للمنافي نكهتها الخاصة، وليّ
المسالك الضيّقة.
اطارد خيوط السعادة
كحاطب ليل،
بحثا عن ملجئ آمن
عن بقايا احلامٍ، اطلالة عفنة.
فليشعل البحر شموعه،
ويعلن الابحار.
ها هي الايام تعبّر عن
نكهتها، كأنها مصابة
بالزكام.
لا أدري كيف تذكرتُ،
هذه الجملة:
-السفر مواعيد قديمة أعُد تأهليها-
وكنتُ أضحك من اعماقي
اضحك بصوت عال
كأنني كومبارس
يتقمص دور مجنون،
كنت نصف فيلسوف
امتهن بيع الافكار،
وانا بكامل هندامي
وجلابيبي الرثّة.
الدهاليز لا تصلح لإقامة الصلوات
الحقول لا تتسع
لتأجير الاضرحة
وتهريب النذور.
فقررت:
أن لا اعلن حدادي، خوفا
من الطارئين.
فعلاج الثمالة الترنّح
امسك بتلابيب خمرتك،
لا تجعلها عرضة للمتسكعين.
الزحامات تشرب الشارع
الاماكن تلهث بالوجوم.
لكنك وحدك، تدرك
وعورة الخطى،
خفّظ همسك
كوّر صوتك، واعزم
الرحيل.
فلآن المسرحية
على وشك الانتهاء.
بغداد 25 / 7/ 2020



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِجَسَّات تلك الغرفة/ قصة قصيرة
- اشوفك مبتسم: نص غنائي
- ارصفة حالكة
- هذيان في زمن كورونا
- الكواكبي.. والاستبداد الديني1/ 2
- الكواكبي.. والاستبداد الديني2/ 2
- مفهوم التصوّف لدى ألكسيس كاريل1 /2
- مفهوم التصوّف لدى ألكسيس كاريل2/2
- التاريخ اجرم بحق جدي
- القصيمي.. من الوهابية الى الالحادية3/ 3
- القصيمي.. من الوهابية الى الالحادية2/ 3
- القصيمي.. من الوهابية الى الالحادية1/ 3
- من تاريخ الشذوذ (1)
- من هو الفيلسوف الاطول عمرًا والاغزر نتاجًا؟2/ 2
- من هو الفيلسوف الاطول عمرًا والاغزر نتاجًا؟1/ 2
- الحروب الدينية:(ف:3 )الاسلام: (1)
- بحث في الدين(5)
- بحث في الدين(4)
- بحث في الدين (3)
- هل كان علي الوردي تيميًا؟1/ 2


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - قاسمني رغيف ألمي!