أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - بحث في الدين(4)














المزيد.....

بحث في الدين(4)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 00:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعم، هذا صحيح على اعتبار أنه تغيير جذري لما يسود الناس من واقع مرير ومجتمع تنتشر فيه كثير من القضايا الفاسدة التي لا تنسجم والانسان السوي الذي يطلب الخير لأجل الخير لا لأجل منفعة شخصية، ويريد هذا الخير أن يعم الجميع. التغيير يأتي حينما تشعر المجتمعات بالخطر الذي يحدق بها، والمصير المجهود الذي ينتظرها لا سيما في خضم حكم الطغاة، ساعتها تطلب التغيير وتنشد الخلاص، والهروب من واقعها الضحل. وحينما تأتي الانبياء لغرض هذا التغيير تجد اول من يحاربهم هؤلاء الطغاة والمستكبرين والمنتفعين واصحاب النفوذ واصحاب رؤوس الاموال الذين بيدهم كل شيء ويتحكمون بأرواح البشر، وبالمقابل نجد أن الفقراء والمسحوقين اول من يستجيب نداء الانبياء ويرحب بهذه الثورة وهذا التغيير المرتقب، وعليه يكونون الفقراء أول المضحيين في مشعل هذه الثورة، وبالتالي سيكوون تحت قبضة الطغاة، فيسقطون شهداء مضرجين في سبيل هذا التغيير. وهكذا هي الثورات التي وقعت، بكل اشكالها وتنوعها، ولازال صداها يقرع طبول التاريخ.
فيخطئ كل من يرى إنّ الانسان ليس بحاجة الى الدين، والسبب، أن الحياة لا تستقيم بدون الدين، لكن أي دين؟ الدين الذي يدعو الى الرفع من شأن الانسان، الدين الذي يسمو بالإنسان ويدعو لما فيه الخير والمحبة للإنسان، الدين الذي يخدم الانسان، لا الانسان الذي يخدم الدين، الاديان بلا وجود البشر لا قيمة لها. فكما يقول مكيافيلي "الدين ضروري للحكومات لا من أجل الفضيلة ولكن لغرض السيطرة على الناس". وهذا الرأي وأن كان رأياً متطرفاً، لكن الانسان كذلك هو بحاجة الى رادع، ان لم يكن له رادع من ضمير، فالرادع هو الوحيد الذي يكبح جمع الانسان، وتعريف الانسان هو حيوان متوحش، لا كما عرف ارسطو الانسان حيوان ناطق، فلو أن الانسان تيقن إنّ بعد الموت لا توجد حياة أخرى ولا هناك حساب ولا كتاب، ولا يوجد من يحاسبه على ما قام به من افعال صالحة او طالحة، فانه سيصبح كالحيوان الكاسر يقتل كل من يقف ازاءه ويعترض طريقه، وليحول الحياة الى جحيم لا يطاق، لا تردعه حتى القوانين الوضعية، فهو مع علمه بذلك وفعل من الجرائم ما فعل، ولا زال يفعل، وفي كل يوم نسمع من خلال الاخبار والتقارير حجم الجرائم التي يفعلها الانسان، فما بالك لو علم أنْ لا شيء ينتظره بعد الموت. وقد تنبه لهذا الامر توماس جفرسون، فكان يتساءل: " ماذا كان تأثير الإكراه على الدين؟. الإكراه على الدين جعل نصف العالم حمقى والنصف الآخر منافقين". الايمان قيمة اخلاقية يكتسبها الانسان عن طريق الاخلاق كما صرح بذلك كانط، الفيلسوف الالماني الكبير صاحب نظرية نقد العقل، فالذين نجبرهم على اعتناق دين معين بالخوف والاكراه ستكون العاقبة وخيمة، ووخيمة جدا، سيصبح الانسان منافقا يقول على لسانه ما لا يضمره في قلبه، وسيخرج المتطرف شاهرًا سيف العداوة واستغلال أخيه الانسان، خصوصًا اذا تلبس بلباس الدين وذهب لمعاملة الناس على هذا الاعتبار، وهو اعتباره رجل دين يريد أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، بحسب ادعاؤه، وهذه هي نظرية استغلال الدين وقد حذرنا من يتقمص هذه النظرية ويخدع الناس بها، كذبًا وزورًا، فقط لتحقيق مآربه والوصول الى هدفه. فالكثير لا يعي مفهوم الدين ولا مغزى الدين " إن الدين هو كدح من أجل تصور ما لا يمكن تصوره وقول ما لا يمكن التعبير عنه، إنه التوق إلى الا نهائي" كما يقول ماكس مولر. ويقصد بـ الا نهائي هو الله، اذ يريد أن يقول أن الانسان يتعب ويلاقي النصب والبحث المستمر، فيما أراد أن يبحث اذا كان باحثا او مفكرًا، ومع هذا، أن ذلك الشيء الذي يبحث عنه ليس من السهل اليسير أن يصل اليه، بل يحتاج ذلك الى عناء طويل، وصب وتجلد، وفوق هذا وذاك يقين لا تشوبه شائبة، والقين دائمًا ما يكون يقين قلبي يمكن أن يطمئن اليه، عند ذلك سيشعر بقيمة الدين الروحية والحاجة الماسة الى الدين، والا لم يحصل ذلك اعتباطا، انه التوق وعندما يتوق الانسان الى معرفة حقيقة، ويصيبها بسهم الوجد او الوصول الى كنه غائب عن ناظريه وهو في الخارج موجود، فسيتنفس الصعداء حينما يبغ مبتغاه، ويسقر بالتالي ضميره وينعش ذهنه.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في الدين (3)
- هل كان علي الوردي تيميًا؟1/ 2
- هل كان علي الوردي تيميًا؟2/ 2
- ذكريات بطعم التعاسة(1)
- ذكريات بطعم التعاسة(2)
- الشيخ عبد الرازق والقول بتفلسف ابن تيمية2/ 2
- الشيخ عبد الرازق والقول بتفلسف ابن تيمية1/ 2
- الختان كما يراه فرويد
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود2/ 2
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود1/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي2/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي 1 /2
- أبن خلدون ونبذ الفلسفة(1)
- (فجر الاسلام) وموضوع الزرادشتية(2)
- (فجر الاسلام) وموضوع الزرادشتية(1)
- التصوّف في نظر العقاد
- هل مكيافيللي يؤمن بالحظ؟
- علي الوردي وحديث المتصوّفة
- ظاهرة الانتحار: تحليل ترانسندنتالي
- كورونا الفتاوى تقتُل فيلسوف الاشراق


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - بحث في الدين(4)