أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الختان كما يراه فرويد














المزيد.....

الختان كما يراه فرويد


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6562 - 2020 / 5 / 12 - 22:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الختان في الاسلام قضية مفروغ منها، فلا أعتقد يوجد شخص مسلم في اقصى بقاع المعمورة لم تطاله قضية الختان، بحسب حدود علمي. فالختان عند المسلمين سنة نبوية مؤكدة فلا يستهانون بها، مهما كانت النتائج والاسباب.
وفي كتابه (موسى والتوحيد) يؤكد سيغموند فرويد أن موسى النبي محرر اليهود ليس يهوديًا بل هو من أصول مصرية، أي أنه من سلاسة ومن أسرة تعود الى الفراعنة الملوك الذين حكموا مصر لحقبة طويلة، وتحديدا في حكم أمنحوتب. وإن اليهود أنما ادعوا ذلك ادعاءً، بانتساب موسى اليهم، وحاول فرويد أن يفند هذه الادعاء.
ثم يتحوّل الى أهم قضية – من وجهة نظري - في بحثه الذي قدمه لحل هذا الاشكال، إلا وهو قضية الختان، ويعتقد أن الختان كانت عادة ترجع بالأصل الى عادات الشعوب المصرية القديمة، وقد نقلها موسى لليهود حتى اصبحت كسمة دينية تتميز بها اليهود عن غيرها من الشعوب الاخرى ويفتخرون بها. فقال:" أن الختان كان يطبق في مصر من قديم الزمان".(موسى والتوحيد ص 43 ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة- بيروت، ط الاولى 1973) ويذكر أن الساميين والبابليين والسومريين، لم يكونوا قد مارسوا عادة الختان. ويريد أن المصريين هم الوحيدون الذين عُرفوا بهذه العادة أو الثقافة ولم يعرفها غيرهم في حضارات أخرى.
ويؤكد بالقول:" ونحن نرى في مصر ليس ثمة أساس من الصحة للفرضية القائلة بأن اليهود في مصر قد أخذوا بعادة الختان عن طريق غير الديانة التي أسسها موسى. ولا ننس أن الختان كان في مصر عادة رائجة لدى جميع اوساط الشعوب". (المصدر: 44) ويقصد الشعوب المصرية القديمة.
وبعد أن يوضح فرويد بأن الشعوب المصرية القديمة كانت تمارس هذه العادة طويلا والتي ترى من أن الختان هو قضية صحية تعود بالصحة والسلامة للشخص المختون، بعكس الذي لا يختن فأنه سيتعرض لبعض الامراض التي قد تصيب الجهاز التناسلي، بحسب عقلية وثقافة تلك الشعوب برأي فرويد. وهنا يستهجن فرويد هذه العادة المغلوطة ويعتبرها عادة غير سليمة ولا تصيب الواقع بمقتل. وفهو ينتقدها بشدة على اعتبارها ليست قضية علمية.
إذن ثمة دوافع من وراء هذه القضية يقول:" إن الدوافع التي حملت على الاخذ بعادة الختان وتسببت في "الخروج" (يقصد فرويد خروج اليهود حتى تاهوا) لواحدة في رأينا. ومعلوم لدينا ما رد فعل البشر، أشعوبًا كانوا أم أفرادا، تجاه هذه العادة السحيقة القدم التي بات فهما في غاية الصعوبة. فهي تبدو لمن يأخذ بها غريبة ومفزعة، ولكن من حافظ عليها يفخر بها ويعتز. فهو يشعر بأنها تعظّم من قدره وتسبغ عليه نبلا، فتراه يحتقر "الاغلف" (=من لم يختن) ويظن به النجاسة. والى اليوم ايضًا ما تزال أحدى الشتائم التي يرمي بها التركي هي "كلب غلف". وكل شيء يحمل على الاعتقاد بأن موسى، الذي كان مختونا بصفته مصريا، كان يأخذ بهذه النظرية... كان موسى يريد أن يجعل منهم "شعبًا مقدسًا" على حد ما جاء بالحرف الواحد في التوراة". (المصدر نفسه، ص 48)
فرويد يريد القول أن موسى على اعتباره مصريًا نقل ثقافة من ثقافات الشعوب المصرية، الا وهي ثقافة الختان، تلك العادة التي لم تكن موجودة في بقية الثقافات الاخرى، كتلك الثقافات التي ذكرها آنفا، ويعتبر قضية الختان دليلا واضحًا على أن موسى هو بالفعل مصريًا أصلا وثقافة.
ثم يختم حديثه بالقول:" فالتسليم أن الختان كان عادة مصرية، يعدل تقريبا الاعتراف بأن الديانة التي وهبها موسى كانت ديانة مصرية. ولما كان لليهود دوافع قوية لإنكار هذه الواقعة لم يكن لهم مناص من أن ينكروا أيضا كل ما يتعلق بالختان". (المصدر ذاته، ص 49).



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود2/ 2
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود1/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي2/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي 1 /2
- أبن خلدون ونبذ الفلسفة(1)
- (فجر الاسلام) وموضوع الزرادشتية(2)
- (فجر الاسلام) وموضوع الزرادشتية(1)
- التصوّف في نظر العقاد
- هل مكيافيللي يؤمن بالحظ؟
- علي الوردي وحديث المتصوّفة
- ظاهرة الانتحار: تحليل ترانسندنتالي
- كورونا الفتاوى تقتُل فيلسوف الاشراق
- تائهون بأحلامٍ منفية
- كوفيد - 19 : تحليل ترانسنتدالي
- السعداوي: الأنثى هي الأصل 1/ 2
- السعداوي: الأنثى هي الأصل 2/ 2
- صراع الدين والعلم 2 / 2
- صراع الدين والعلم 1/ 2
- أنهم يحرقون سرڤيتوس!
- مفهوم(البغاء) عند نوال السعداوي1/2


المزيد.....




- ‌‏وزير الدفاع السعودي: التقيت قائد الثورة الاسلامية بتوجيه م ...
- المسيحيون يحتفلون ببدء أسبوع الفصح من الفاتيكان إلى القدس
- روسيا ترفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية
- عيد الفصح في بلدة سورية تتحدث لغة المسيح: معلولا بين ندوب ال ...
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...
- في عيد الفصح اليهودي.. استباحة كاملة للأقصى غابت عنها ردود ا ...
- لليوم الخامس مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى +في ...
- بعد الكشف عن خلية -ال16- هل هي بداية نهاية الإخوان المسلمين ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن إحباط الأردن -مخططات إرهابية لجماعة ...
- لماذا يقتحم المتطرفون المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الختان كما يراه فرويد