الحاكم العربي

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6647 - 2020 / 8 / 15 - 20:48
المحور: الادب والفن
    

اللهم لا تجعلني حاكمًا عربيًا
فالحاكم العربي لا يعرف الله
الحاكم العربي لا يعبُد الله
الحاكم العربي يعبد اثنان: المال والنساء.
الحاكم العربي كُل همه الغزو
والحصول على الحسناوات من الجواري
فهو أحب ما لديه: السروج والفروج.
*****
الحاكم العربي نرجسي
لا يحب الا نفسه
ويريد من شعبه أن يحبه عنوة
وإن يلهج باسمه ليل نهار
فهو يعد نفسه الفارس والمغوار.
"يحبس على الظنة، ويقتل على التهمة"
فهو مولعًا بسفك الدماءْ
شعبه يئن من الجوع، والفقر والحرمان
بينما هو يصطاف في لندن وباريس واسطنبول
ويرتشف من الخمور ما لذّ وطاب،
فلا يعود الا وهو سكران ثمل،
لا يدري ماذا جرى للرعية،
وماذا حل بالبلاد،
فهو – في مختصر مفيد- انسان مريض
مصابًا بداء العهر والفجور
*****
الحاكم العربي يعشق الكرسي الى حدّ الجنون
لذلك تجده
يهدر جميع امواله في الدعايات الانتخابية
كما يفعل المقامر
فهو لا يهمه سوى الفوز
لاستئناف موبقاته
والعودة، مجددًا، الى سرقة اموال الفقراء
فهو انسانًا لا يرعوي
يسرق الناس، بدعواه حب الناس
ويسرق الدين باسم الدين
ويسرق الله باسم الله.
*****
الحاكم العربي ذئبًا، لكنه في الرحمة يتقمّص دور الحمل،
وأحيانًا يمثل الحجاج في الجبروت
واذا سمع صوت الاذان
تجده في الصفوف الامامية – خلق الامام
فلا تفوته صلاة الجماعة يومًا واحدًا
بل يؤدي الصلوات بأحسن وجه،
وبأتم وجه،
كأنه من العبّاد الزهّاد
المقربين الى الله
لكنه – في حقيقته – من اشد أعداء الله،
ومن الدّ خصوم الله.
*****
الحاكم العربي يخدع شعبه
بالحرية تارة، وبالديمقراطية أخرى،
الا أنه جبار عنيد
غايته الوصول الى دفة الحكم
والجلوس على كرسي السلطة
ليضاهي الله في حكمه
ويدعي أنه:
ذو الجلال والاكرام.
*****
الحاكم العربي حاله حال أي تاجرٍ
يتاجر بالدين
ويستعطف الناس باسم الدين
ويغش الناس بالدين
ويخلط السياسة بالدين
ليسرق الدين من الدين
فإياكم وهذا المتديّن الحاكم
والحاكم المتديّن.
فأن الدين لله
وتداول السلطة من حق الجميع.
*****
الحاكم العربي مصابًا بداء العظمة
فيتصوّر أنه عظيم،
المفروضة طاعته،
وبيده كل شيء، بيديه حتى الهواء، والماء،
بيديه حتى النور،
والله كلفه بمهمةٍ
بعثه برسالةٍ
ليخرج الناس من الظلمات الى النور.
*****

هذا هو الحاكم العربي- أيها السادة الحضور-
وعلى ما قلته لا اكثرُ و لا أزيدْ
أنه لا يخاف الله، لا يخشى الممات
فهو مخادعٌ ومكيدْ.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل