أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - المصالحة و المصالحة الوطنية














المزيد.....

المصالحة و المصالحة الوطنية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخل أحدُهم مطعماً شعبيّاً ، وبعد أن أخذ مقعده أتاه النادلُ ليلبّي طلبه وسأله عن ما يريد ، وكان الطباخُ ينتظرُ نداء النادل ليجهّز صحن الغذاء الذي يطلبه الزبون . إستمهل الرجل النادل ليفكّر قبل أن يقرر ما هو طلبه . فنادى النادل الطباخ ( الأخ ... يفكّر !! ) . أتى النادل إلى الزبون بعد هنيهة يسأله عن طلبه ، فقال له هذا ( شوربة ) ، فنادى النادل على الطباخ ( بعد التفكير .... شوربة !! ) .

لا أدري كيف يفكر قادتنا الميامين ، بحيث تكون تصرفاتهم فجّة ، عقيمة ومتخلّفة . أترى تصرّفاتهم هذه مقصودة لغايات في نفس يعقوب أو السيد القابع فوقهم ، أم هي قلّة خبرة سياسية ، أم ماذا ؟

نادينا من البداية ، من أيام بريمر ، بعقد مؤتمر مصالحة وطنية ، حيث كانت الأرضية الموضوعية متوفرة لجمع شمل كافة شرائح الشعب في ظل ميثاق وطني تقدّمي ، ميثاق تعترف كل شريحة بموجبها بالشرائح الأخرى والكيانات السياسية الممثلة لها بأنها متكافئة ، عليها واجبات ولها حقوق تحرص على ضمانها لنفسها وللكيانات الأخرى على السواء على مبادئ الديمقراطية ومناهضة العنف وتداول السلطة سلمياً ، وحل المشاكل والمعوّقات بالحوار البنّاء . إلاّ أن نداءنا لم يلق أذناً صاغية ، وتسابقت الكيانات السياسية بلهفة للإستحواذ على المكاسب وتقاسم المغانم ، وتمّ تزوير الإنتخابات ، وحصل ما حصل من إفرازات الإستحقاقات الإنتخابية بحيث خرج مجلس النوّاب صورةً للتنافر الطائفي والعرقي الذي لا يبشّر بمسيرة السفينة في الإتجاه الذي يطمح إليه أبناء الشعب .

بعد ثلاث سنوات عجاف ، مليئة بالضحايا البريئة والخسائر المادية غير القابلة للتعويض ، وبعد أن تربّع كيان سياسي محدد على دست الحكم عمليّاً ، فرحاً بمشاركة فئات سياسية أخرى في الوزارة تحت إسم ( حكومة الوحدة الوطنية ) ، أقول في هذا الظرف يخرج علينا رئيس الحكومة بورقة ( المصالحة الوطنية ) ( شوربة ) موجّهة إلى الفصائل المسلّحة التي ( تقاوم الإحتلال ) وتدعوهم إلى المشاركة في العمل السياسي .

أريد أن أوجه السؤال إلى السيد رئيس الحكومة عما إذا كان يعتبر مشاركة بعض الفئات السياسية في حكومته مصالحة وطنية تامة بحيث ينقصها إنضمام الفصائل المسلحة إليها لتكتمل ؟ إن كان فكرُهُ كذلك ، فهو على خطأ كبير ، فإنّ هذه الحكومة المسماة بالوحدة الوطنية سوف لا تصمُد أمام أوّل موضوع حدّي ، وسوف تسقط الأوراق كما في الخريف . ثمّ أن طرح ورقة المصالحة الوطنية من قبل فئة سياسية جالسة في السلطة لا تعني سوى محاولة لفرض شروطها على الآخرين بالنظر لما تملكه من قوة تفاوضيّة عند مناقشة بنود المصالحة ، وأخيراً لماذا توجيه الورقة إلى الفصائل المسلحة فقط ، هل لمكافأتها على ما قامت به أم إعترافاً بعجز الحكومة ومن ورائها قوى الإحتلال من إحتواء نشاطات تلك الفصائل ؟

إننا في الوقت الذي يجب علينا الإعتراف بالواقع الحالي ، وكون الفئة السياسية المذكورة متحكمة في السلطة ، ندعو إلى الرجوع إلى البداية ( أي نضع نقطة ، ونبدأ سطراً جديداً ) ، وندعو إلى مؤتمر مصالحة وطنية عامة وشاملة تدعى إليها كافة الفئات والشرائح ، سواءً المسيطرة على السلطة ، أو المشاركة فيها أو المعارضة لها بالعمل السياسي أو بالسلاح ، وأن تصدر الحكومة بياناً تضمن بموجبه سلامة كل الموفدين إلى هذا المؤتمر وإيقاف كافة التعقيبات القانونية تجاه أشخاصهم ، وأن يكون الحوار حرّاً وعلنياً للجمهور ليكون الشعب متابعاً لمجرياته ، يتم من خلاله التوصّل إلى وثيقة عهد تتضمن مبادئ المصالحة في إرساء قواعد الأخوة بين الجميع ومناهضة العنف وإتخاذ أسلوب الحوار السلمي في حل المشاكل والمعوقات ولبناء عراق ديمقراطي يلبّي حاجات الشعب .

بهذا فقط نكون قد بدأنا خطوة المصالحة الوطنية .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتقٌ جديد
- الصراع
- تقليعات آخر زمان
- الوطن للجميع
- وا حكومتاه
- وأخيراً حكومة
- بين نوري ونوري
- التاسع من نيسان
- نداء إلى المراجع الدينية
- العودة إلى السّراب
- الﮕمر مَسلول
- الحادي عشر من آذار
- المرأة
- السراب
- العودة إلى بغداد
- طبقية الديمقراطية
- المصالحة الوطنية
- الدين والدنيا
- رسالة إلى القاضي رزكار
- الإنسان أولاً


المزيد.....




- استقالة قائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.. وهذا ما كشفه عن ...
- رئيس مجلس الدوما: على شولتس وماكرون أن يستقيلا بعد انتخابات ...
- ربع قرن على تدخّل الناتو وألمانيا بحرب كوسوفو.. ويستمر الجدل ...
- المتظاهرون في يريفان يقضون الليل أمام مبنى البرلمان (فيديو) ...
- الشرطة الأسترالية: تعرض القنصلية الأمريكية في سيدني لاعتداء ...
- الصحة الروسية: ثلث السكان يعانون من السمنة
- ضابط أمريكي سابق يؤكد عدم قدرة واشنطن على إنقاذ كييف من حتمي ...
- تحذيرات من تحول الطلاق إلى -جائحة- في المغرب
- رئيس زيمبابوي: اقترحت على بوتين العديد من مجالات التعاون بين ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /10.06.2024/ ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - المصالحة و المصالحة الوطنية