هل هناك حكمة وغاية من الإختباء خلف المجرًات؟؟

وفي نوري جعفر
كاتب
(Wafi Nori Jaafar)

الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 23:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تخيلوا معي أن أكبر مجرة اكتشفها العلماء لحد الآن هي مجرة IC 1101 والتي يبلغ قطرها حوالي 6 مليون سنة ضوئية، وتبلغ كتلتها بما يقدًر بأكثر من 100 مليار من النجوم، إنًها أرقام فظيعة ومهولة حقاً، ولا أستبعد أبداً أن العلماء في المستقبل القريب سيكتشفون أكبر وأعظم من هذه المجرة وغيرها، فهم ما زالوا في بداية طريق الاكتشافات وما زالوا يواصلون البحث ويبذلون قصارى جهدهم وكافة إمكانياتهم في تطوير الأجهزة والتقنيات اللازمة لتجديد وتحديث الوسائل كالتلسكوبات والمركبات الفضائية التي تساعدهم على رصد واكتشاف ما يخفيه كوننا الهائل من أسرار.!!
وعندما يخبرنا العلماء عن مدى رصدهم واكتشافهم لهذا العدد الهائل من مليارات المجرات والكواكب والنجوم والكم الهائل من المسافات والأبعاد بقياس السنوات الضوئية التي لا يمكن تصورها، هنا يقف العقل جامداً ومتحيراً أمام تحدي كبير، وهو هل يُعقل أن هناك شيء مجهول يقف خلف كل هذه المجرات والمسافات المرعبة أو يسيطر عليها؟؟ وهنا لا بدً من طرح تساؤلات مهمة وهي:
1- ما الذي يدفع عقل الإنسان للإعتقاد بأن هناك شيئاً مجهولاً يقف خارج كل هذه المسافات والمجرات مختبئاً خلفها وله القدرة على السيطرة عليها؟؟ وإذا كنت تعتقد فعلاً أن هناك من يصنعها ويتحكم بها، فلماذا لا تسأل عقلك ما هو الغرض من صناعتها ومن بعد صناعتها يجعل بعضها يصطدم بالبعض الآخر أو يقوم بتفجيرها أو يجعلها تختفي وتُبتلع في مجرات أخرى أو في دهاليز الثقوب السوداء؟؟ ألا ترى معي أن هذا هو العبث بعينه؟؟
2- وإن كنت تعتقد أن هناك شيئاً خفياً مجهولاً أنت لا تعلم عنه شيئاً موجوداً خلف هذه المجرات الهائلة ومتحكمُ بها، فهل من الحكمة أن يجعلها خربة بلا حياة وبلا مكان صالح للسكن، ثمً يختار مكاناً صغيراً جداً جداً كحجم إبرة الدبوس الغارق في وسط ومحيط مليارات المجرات؟؟ ألا ترى معي أن هذا هو العبث بعينه؟؟
3- وهل من الحكمة أن يجلس المجهول يوميا وعلى مدى 24 ساعة يراقب كل ما تقوم به مليارات الكائنات الساكنة على سطح رأس هذا الدبوس الصغير جداً، وهو بالأصل غير مكترث بها ولا بوجودها؟؟ بل هو غير مكترث أصلاً برأس الدبوس ولا بمليارات المجرات والنجوم، وزد على ذلك فهو غير محتاج ولا مستفيد من وجود كل شيء؟؟ ألا ترى معي أن هذا هو العبث بعينه؟؟
4- وأخيراً أليس من الأفضل أن تفهم بأن طبيعة هذا الكون ليست عاقلة ولا تدًعي الحكمة أو القدرة أو العلم أو الرحمة، ولكن بالرغم من ذلك فهي المسؤولة عن كل ماتراه، بدلاً من تحميل الشيء المجهول المسؤولية الكاملة وتدًعي من غير معرفة به أنه حكيم وعليم وقدير ورحيم؟؟ ألا ترى معي أنك ستجنب هذا المجهول سيل الإنتقادات والتساؤلات العارمة لتحفظ ماء وجهه المخفي؟؟
فكر وتأمًل معي قليلاً وحاول أن تفهم أن هذا الكون كبير وكبير جداً وما أنا وأنت وجميع الكائنات والجمادات سوى نتاج طبيعة هذا الكون العجيب عبر مجموعة من الأحداث المؤدية إلى النتيجة التي نحنُ عليها، بدلاً من التفكير بوجود شيء مجهول تعتقد أنه قادر على كل شيء مثل تحريك الشمس من مكانها أو لمسها بيده أو وضع ساقه الجميلة فيها، هل لكَ أن تتخيل أن هناك كائناً عاقلاً واعياً أكبر حجماً ووزناً من هذا الكون؟؟
بالنتيجة أنت حر فيما تفكر به، ولكن نرجو منكَ ألا تسفه عقولنا وتستخف بها، وألًا تجعلها مطية للإستغفال.!!

رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=6MITtqM0A3w

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!
وفي نوري جعفر.
محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/

#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل