أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - من ينصف اللاديني ويحميه من الظلم الذي يقعُ عليه؟؟















المزيد.....

من ينصف اللاديني ويحميه من الظلم الذي يقعُ عليه؟؟


وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6261 - 2019 / 6 / 15 - 23:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من القوانين المجحفة والتصرفات السيئة جداً في المجتمعات الدينية (العربية والإسلامية تحديداً) هي تكميم الأفواه وعدم إعطاء الحرية للتعبير بما يفكر بهِ الإنسان اللاديني الحر الذي رفض دين الآباء ولم يعد يقتنع بهِ، فلا هو قادر على التعبير عن رفضه للدين ولا يستطيع أيضاً إبداء رأيه وقناعته بحرية، لأنه محكوم ببيئة ومجتمع وقوانين وفتاوى ممكن أن تضعهُ تحتَ طائلة العقوبة بسبب إزدراءهِ للأديان وعدم إحترام مقدسات الآخرين أو بسبب إرتداده وكفره بالدين، والمفارقة إننا نجد في التجمعات الحيوانية إنً الحيوان الذي يشذ عن القطيع سيعرض نفسه للخطر ولكن هذا الخطر لا يأتيه من داخل قطيعه الذي خرجَ منهُ بل من حيوان آخر خارجي أو حتى إن كان من قطيعه فيكون بسبب الجوع لا أكثر، إلا في المجتمع البشري الديني فمن يخرج عنهُ يلاقي الخطر والضرر والإفتراس من نفس بني القطيع لا من خارجه، وهذا لعمري أسوأ أنواع الظلم الذي يتعرض لهُ الإنسان اللاديني.!!

ثمً إنً كهنة ورجال الدين وأتباعهِ من أيً دين كانوا، يقومون بكل حرية وفي العلن بنشر تعاليم وأحكام دينهم داخل قطيعهم وفي كل المحافل والأمكنة، فهم يقومون بالتبشير والدعوة إلى دينهم وتعاليمهم ويلاقون الترحيب والإستحسان والتمويل والدعم وحتى الحماية، ولكنً الإنسان اللاديني الرافض للأديان فهو غير مسموحُ له التعبير عن وجهة نظره وقناعته بل وحتى ليسَ لهُ الحق في التفكير بصوت مرتفع، ومن يخرج عن قطيعهُ الديني فقد أتى بذنبٍ وخطأٍ عظيم لا أحد من داخل القطيع يغفرُ لهُ أو ينصفهُ أو يعطيه حقهُ في حرية ما وصلَ إليه من قناعة، فضلاً عن عدم وجود أي حماية أو دعم يمكن أن تُوفًرٌ لهُ، وهنا نتساءل من أعطى الديني الحق في التبشير والدعوة والتهليل لدينه؟؟ ولمَ لا يُعطى الحق للاديني في أن يعبر عن رأيه وقناعته في رفضه للدين؟؟ ولماذا هو حلالٌ لكم وحرامٌ على غيركم؟؟ فاللاديني لا يعيش الظلم فقط بل العبودية أيضاً داخل منظومته الدينية، فأبناء القطيع الديني يملكون الوصاية على تحجيم تفكيره وردع قناعته بل ويمتلكون الحق في نبذ ورفض كل من يخرج عن ملتهم ودينهم.!!

وفي الوقت الذي يتبجح كل قطيع ديني بوجود نصوص في دينه تبغضُ الظلمَ وترفضُهُ، نجدهم يُغمضون عيونهم عن الظلم الموجود في نفس نصوص دينهم التي تحرض على ظُلم وكره كل من لا يعتقد بدينهم، ونفس القطيع الديني الذي يتبجح برفض الظلم فهم يمارسون الظلم ضدً كل من لا يؤمن بدينهم، وهذا التصرفات بحد ذاتها تبين لنا بوضوح مدى الإزدواجية والإنفصام اللتان يخلفها الدين على أتباعه فيؤثر على عقولهم من حيث لا يشعرون، فعلى سبيل المثال لدي أحد أقاربي ما زال يعيشُ في العراق وقد كان متديناً جداً، لكنهُ بعد تفكير وتأمل طويل إكتشف زيف الدين وأصبحَ لادينياً، وفي بعض الأحيان يدور بيننا الحديث فأجد في كلامه غصًة وحرقة فيقول لي: لا أستطيع البوح برأيي ولا أتمكن من توضيح قناعتي، فلا أستطيع مناقشة من يأتي أمامي ويتمنطق بالدين ويعرض أحكامه وقصصه البالية، فأنا أخاف على نفسي وعلى عائلتي وبناتي، فكل شيء يمكن أتوقع صدوره من مجتمعي ومن أقرب الناس لي إن هم علموا بما أحمل من أفكار وقناعات عن الدين، وهو كثيراً ما يفكر بمستقبل بناته، فيقول لي إن علمَ الناس بقناعتي وأصبحتُ مرتداً وكافراً بنظرهم فين سيقبل بالزواج من بناتي؟؟ وكيف سيتم تقييمهن وهم يعلمون أن أبيهم رافضٌ ومنكرٌ للدين؟؟ إنهُ أمرٌ محزن فعلاً وهو ظلمٌ لا يُحتمل، من الصعب جداً أن يمارس اللاديني حالة النفاق مرغماً داخل منظومته الدينية، فقريبي هذا لم يعد يعتقد بالصلاة ولا بالصوم، ولكن بسبب الضغوط النفسية التي تُحيط بهِ فهو يتظاهر بالصلاة والصوم حينما يكون مع القطيع، طبعاً هناك الكثير من الصديقات والأصدقاء ممن يقرآون ما أنشر، فيدخلون لي على الخاص وهم يعبرون عن شكرهم وإمتنانهم لما أنشره من أفكار، وفي نفس الوقت هم يعتذرون مني لأنهم لا يستطيعون التعليق أو وضع إعجاب بسبب وجودهم بالفيس بحسابات حقيقية، فتخيلوا معاناة أمثال هؤلاء ومدى الظلم الذي يًمارس على تفكيرهم وما هم عليه؟؟

وفي أغلب دولنا العربية أو الإسلامية بشكل عام وحتى في المجتمعات الدينية الأخرى كالمسيحية وغيرها، فنحنُ نعلم سبب وجود العديد من الحسابات الوهمية في وسائل التواصل الإجتماعي، فهؤلاء أكثرهم يعيش الظلم بأقبح صوره، ولو أنً كلٌ واحد فيهم كان يأمن على نفسه وسلامته من عدم الوقوع في دائرة الخطر والظلم من قبل قطيعه الديني، لتجدهم يخرجون بأسماءهم الحقيقية وبصورهم على العلن، لكن القطيع ظالم لا يرحم، وأبسط أشكال الظلم والخطر الذي يواجهه اللاديني من القطيع هو: التسفيه، السخرية، الإحتقار، النبذ وعدم الإحترام، بل حتى يمكن قتلهم وإقصاءهم إجتماعياً ومعنوياً ونفسياً، ناهيك عن إحتمالية قيام أي شخصٌ ديني أحمق من داخل القطيع فيقوم بقتل اللاديني بدمٍ بارد متقرباً بهذا الفعل إلى إله دينه المزعوم، ونحنُ نعرف سواء في الماضي أو الحاضر ما حصلَ لأشخاص أعلنوا رفضهم للدين أو حاولوا إنتقاده وتعريته في العلن.!!

ومع العلم أن الحديث طويل وشائك في هذه الأمور لكني أحاول الإختصار وأقول للذين رفضوا الأديان وما زالوا يعيشون كل أشكال الظلم والإضطهاد والقسر والتسفيه والتحقير والإقصاء والقتل في مجتمعاتهم:

تحية من القلب وسلامُ لكلٍ من إعتنق المباديء والقيم الإنسانية والأخلاقية ولمن إتخذ العلم منهجاً وتحلى بالمعرفة، وألف شكر وتحية لكل متنور شجاع حاولَ أن يواجه قطيعهُ الديني في السر وفي العلن ليثبتَ لهم بشرية الدين الذي كان يتبعه، أو حاولَ على الأقل ترويضهم على تقبل نقد الدين، وذلك من خلال نشر أفكاره التنويرية بشكلٍ مدروس وبعقلانية ليحرر عقول قطيعهُ الديني مما أفسدتهُ الأديان، وعلينا أن نعترف ولا نخجل في مواجهتنا لنقد الدين بأنً المشوار ما زالَ أمامنا طويل والصراعُ مرير فلا بدً لليل أن ينجلي ولا بدً للقيد أن ينكسرْ.!!

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/



#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الله يصلي على المؤمنين ويخرجهم من الظلمات إلى النور؟؟
- طلب وتحدي بسيط نوجههُ إلى فخامة -المصمم الذكي-.!!
- المصمم الذكي حينما يفقدُ ذكاءه فيختار طريقة ساذجة للتواصل مع ...
- تجربتي مع بعض التعليقات الواردة على منشوراتي.!!
- هو ليس فرض محال ولكن ،،، ماذا لو؟؟
- حرية التعبير بين الإساءة والسخرية من الأفكار والإساءة والسخر ...
- قصة الخلق الدينية وتساؤلات العقل البشري.!!
- وهو معكم أينما كنتم وحيثما كنتم.!!
- العدل الإلهي في قفص الإتهام.!!
- عند غياب الدليل فهل هناك إمكانية لرؤية الله أم لا؟؟ ولماذا؟؟
- الإيمان بالغيب وغيابُ العقل .. نفذ ثمً ناقش أو نفذ ولا تُناق ...
- هل الله يُمهل أو يُهمل؟؟ أم أنهُ لا يُمهل ولا يُهمل؟؟
- التناقض والتعارض في آيات المشيئة الإلهية المتعلقة بالجبر وال ...
- آية قرآنية مليئة بالإشكالات والمغالطات.!!
- من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وحرية الإختيار.!!
- يسُوع المسيحي والإله القرآني - الألغاز الدائرية.!!
- إنَ شانئكَ هو الأبتر، فهل كان محمد أبتر؟؟
- حوار لطيف وخفيف بيني وبين أخي المؤمن.!!
- إضحكوا مع قصص وأساطير الأديان الثلاثة.!!
- تعالوا نتحدث عن تجاربنا وواقعنا بصدق.!!


المزيد.....




- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - من ينصف اللاديني ويحميه من الظلم الذي يقعُ عليه؟؟